اسرائيل تنسحب من غزة والفلسطينيون يؤكدون فشل “العدوان”


الثورة نت وكالات –
سحبت “إسرائيل” قواتها البرية من قطاع غزة اليوم الثلاثاء وبدأت هدنة مدتها 72 ساعة توسطت فيها مصر مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في أولى خطوات التفاوض بشأن انهاء هجوم إسرائيلي بدأ قبل نحو شهر.
وانسحبت قوات المشاة والمدرعات الإسرائيلية من قطاع غزة قبل سريان الهدنة وقال متحدث عسكري إنها استكملت مهمتها الرئيسية وهي تدمير أنفاق التسلل عبر الحدود.
وأضاف المتحدث اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر في إشارة إلى استعداد إسرائيل لاستئناف القتال إذا تعرضت للهجوم أن القوات “سيعاد نشرها في مواقع دفاعية خارج قطاع غزة وستحتفظ بتلك المواقع الدفاعية.”
وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس إن الهجوم الإسرائيلي على القطاع المكتظ بالسكان فشل بنسبة مئة بالمئة.
وفي قطاع غزة حيث تشرد نحو نصف مليون شخص غادر بعض السكان ملاجئ الأمم المتحدة حاملين أطفالهم ومتاعهم للعودة إلى أحيائهم التي دمرت أجزاء كاملة منها.
وقال أب لأربعة أطفال يدعى زهير حجيلة (33 عاما) وهو جالس فوق كومة من الحطام عند أطراف بيت لاهيا إنه فقد منزله ومتجره.
وقال “هذا دمار كامل. لم أتصور قط أنني سأعود لأجد منطقة ضربها زلازل.”
وفشلت محاولات سابقة عديدة قامت بها مصر وقوى إقليمية أخرى وأشرفت عليها الولايات المتحدة والأمم المتحدة في تهدئة أسوأ قتال بين إسرائيل والفلسطينيين منذ عامين.
وقال مسؤول إسرائيلي إن إسرائيل أغلقت المجال الجوي المدني فوق تل أبيب خلال الساعة التي سبقت بدء سريان الهدنة تحسبا لاطلاق صواريخ من غزة كما تم تأجيل اقلاع وهبوط طائرات في مطار بن جوريون.
ووصل عدد الشهداء الفلسطينيين نحو 1865 فلسطينيا معظمهم مدنيون قتلوا فيما تقول إسرائيل إن 64 من جنودها وثلاثة مدنيين قتلوا منذ بدء هجومها على القطاع في الثامن من يوليو تموز.
وكان من المتوقع أن ترسل إسرائيل مبعوثين للانضمام إلى محادثات في القاهرة بهدف التوصل إلى اتفاق طويل الأجل أثناء سريان الهدنة.
وقال وزير الشؤون الاستراتيجية في إسرائيل يوفال شتاينتز لاذاعة الجيش الإسرائيلي “لا توجد اتفاقات. كما قلنا الهدوء سيرد عليه بالهدوء.”
وذكرت حماس أنها أبلغت مصر “قبولها فترة تهدئة مدتها 72 ساعة” بدءا من يوم الثلاثاء.
وفي واشنطن أشادت وزارة الخارجية الامريكية بالهدنة وحثت الاطراف على “احترامها بشكل كامل”.
وقالت جين ساكي المتحدثة باسم الوزارة ان واشنطن ستواصل مساعيها لمساعدة الاطراف على تحقيق “حل دائم تتوفر فيه مقومات الاستمرارية لأجل طويل.”
وإلى جانب الهدنة يطالب الفلسطينيون بإنهاء حصار القطاع الفقير والافراج عن أسرى اعتقلتهم إسرائيل في إطار حملة بالضفة الغربية المحتلة بعد خطف وقتل ثلاثة طلاب يهود.ورفضت إسرائيل هذه المطالب من قبل.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن هناك “أدلة واضحة” على ارتكاب اسرائيل لجرائم حرب في غزة.
وأضاف للصحفيين بعد اجتماع مع ممثلي الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي يوم الثلاثاء في مسعى للتحقيق انه خلال الثمانية والعشرين يوما الاخيرة كانت “هناك أدلة واضحة على ان جرائم الحرب التي ارتكبتها اسرائيل تصل الى جرائم ضد الانسانية.”
وقال “يجب أن نبذل قصارى جهدنا لتمكين المحكمة الجنائية الدولية من تطبيق العدالة على مرتكبي جرائم الحرب.”
وصرح بأن حكومته تبذل جهودا حتى تصبح فلسطين عضوا في المحكمة الجنائية الدولية وهي خطوة تعطي المحكمة صلاحية النظر في جرائم مزعومة في الاراضي الفلسطينية.
وإلى جانب خسارة الأرواح تكبد طرفا الصراع خسائر اقتصادية. وتواجه غزة ميزانية ثقيلة بقيمة ستة مليارات دولار لاعادة اعمار بنيتها التحتية المدمرة. وتكبدت إسرائيل خسائر بملايين الدولارات في قطاع السياحة وغيره وتخشى تراجع نموها الاقتصادي الإجمالي هذا العام أيضا.
واستقالت وزيرة الدولة بوزارة الخارجية البريطانية سعيدة وارسي من منصبها اليوم قائلة إنه لم يعد بامكانها دعم سياسات الحكومة فيما يتعلق بالهجوم الإسرائيلي على غزة.
وقالت على حسابها الرسمي على تويتر “مع بالغ الأسف كتبت هذا الصباح إلى رئيس الوزراء وقدمت استقالتي. لم يعد بامكاني دعم سياسة الحكومة تجاه غزة.”
ودعت الحكومة البريطانية مرارا إلى وقف فوري لاطلاق النار في غزة لكن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تعرض لانتقادات من حزب العمال المعارض لرفضه وصف هجوم إسرائيل بأنه “غير متكافيء. “رويتر”

قد يعجبك ايضا