الشهادة هي وسام الله العظيم الذي لايمنحه إلا لأحبابه من عباده. والله سبحانه وتعالى أشاد بهذا المقام الرفيع ووصف الشهداء بأنهم أحياء عند ربهم يرزقون حيث قال في محكم كتابه متحدثآ عنهم وناهيآ لمن يصفهم بغير هذة الصفة التي تميزهم عن غيرهم ( وَلَا تَقُولُوا لِـمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ) سورة البقرة- آية (154).
فأي عظمة تفوق هذا الكلام المنزل من عند الله جل وعلا ؟
نعم إنه من المؤلم أن تفقد الأمة عظماؤها لكن تلك سنة آلهية تتكرر عبر العصور ويكفينا أن هناك قدوات يمضي هذا الركب المحمدي واعلام النهج الحسيني الثائر على خطهم ومنهاجهم بداية من الإمام علي عليه السلام وصولآ إلى شهيدنا العزيز المجاهد السيد الشهيد حسن نصرالله رضوان الله عليه .
فلو لم يكن ذو همة عالية ومنهاج صحيح ومبدأ ثابت وطريق جهادية تشكل قلق وارتياب على أعداء الأمة لما تكالبت الأعداء عليه وعلى من سبقه من الشهداء من القيادات الجهادية على مستوى دول المحور المجاهد الذي عز عليه أن يخنع ويطبع ويقبل بالذل والاستكانة تحت رحمة اليهود والنصارى .
وهنا نسأل عن الأسباب التي دفعت بالامريكي والأسرائيلي ومن تأمر معهم وصادق وسعى مطالبآ بالتخلص من الشهيد السيد حسن نصرالله رضوان الله عليه .
هل لأنه شكل قلقآ غائرآ على قوى الاستكبار العالمي على مدى ثلاثة عقود مضت .
هل لأنه تضامن مع مظلومية الشعب الفلسطيني وبارك الموقف اليمني العظيم الذي أبلى بلاءاً في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس وهو يخوض معركة المواجهة المباشرة مع العدو .
هل لأنه بنى رجالآ صادقين وأثبت رباطة جأش شكلت إزعاجآ وقلقآ على الاعداء .
هكذا تكون نهاية العظماء القادة والمجاهدين من عشاق الشهادة لذلك لا ضير وقعنا على الموت أم وقع علينا الموت وتضحيات الشهداء هي من تحقق ثمار العزة والنصر والكرامة
فالرحمة والخلود لمقامك الرفيع ونفسيتك العظيمة وروحك الطاهرة ياسيدي وسلام من الله عليك يوم ولدت ويوم أن خرجت مجاهدآ صادقآ أمراً بالمعروف وناهيآ عن المنكر وصادعاً بالحق في وجوه الطغاة والمستكبرين ويوم أن حلقت روحك إلى بارئها شهيدآ عزيزآ مخلفاً بعدك تركة زاخرة بالعزة والكرامة والتربية الجهادية التي هي بمثابة مدرسة متكاملة في دروسها وقيمها العظيمة التي يستشرف من رحيقها كل الأحرار أيها السيد الشهيد.