محمد عواد –
أعكف دوما على قراءة الكتب الإنجليزية المترجمة إلى العربية في مجالات تنموية وإدارية مختلفة وأجد على الغالب نفس النوع من الكتب فمعظم هذه الكتب عبارة عن تجارب شخصية لمدراء شركات كبرى في الولايات المتحدة أو دكتور جامعة لخص سلوك الطلاب لديه وقدمه للعالم كي يتعلم الجميع من خبرته.
ذهبت إلى أكبر المكتبات في احدى الدول العربية وأعتقد أنها أحد أكبر المكتبات في العالم العربي وحاولت البحث فيها عن مدير عربي أو دكتور جامعة عربي يكتب من خبرته وليس من ترجمته فلم أجد شيئا سوى بعض الأثرياء الذين يحاولون أن يشرحوا للناس كيف عانوا وكيف أصبحوا أثرياء من دون تقديم أي خبرات أو تجارب وعندما تقرأ في هذه الكتب تنظر غالبا إلى السقف ” كي لا يسقط من الكذب “.
المسألة بقيت تشغلني وحاولت البحث فيها فوجدت كاتبة ألمانية تحدثت في الموضوع ولخصته بالقول : ” إن المجتمعات التي يعيش قادتها حياة تقليدية يشعرون بأنهم يؤدون وظيفة يرحلون بصمت كمن يرحل عن أي وظيفة من دون تدوين ما تعلم أو ما واجه وهذا يسبب ضياع الخبرات وإجبار من بعدهم على البداية من الصفر مما يجعلها مجتمعات تعاني دوما من عدم خلق قادة مميزين”.
بصراحة هذه الكاتبة جعلتني أشعر كأنها عاشت عندنا في مجتمعاتنا العربية فحتى المسؤول في المناصب العليا تشعر أنه يؤدي وظيفة بشكل تقليدي وينتظر أن يرحل وحسب . والدكتور يؤدي وظيفة من أجل راتبه الشهري ومدير أكبر شركة يهمه أن يستمر وحسب وكل ذلك يجعلهم لا يفكرون بشيء إلا بذواتهم وينسون أن للقادة دورا أكبر من مجرد استمرار وأكبر من مجرد راتب.
أختم كلامي بما قاله نابليون بونابرت : ” القائد الحقيقي هو تاجر أحلام”…فهل قادتنا في كل المستويات كذلك¿
قد يعجبك ايضا