الثورة نت../
كشفت اعترافات خلية التجسس الأمريكية الإسرائيلية التي بثتها الأجهزة الأمنية مساء اليوم عن المناهج التي تم تغييرها لاستهداف قطاع التعليم في الجمهورية اليمنية.
واعتبر الجاسوس محمد المخلافي، جندته المخابرات الأمريكية 1990م، مشروع الـ CLB أحد المشاريع الأمريكية الذي تنفذه منظمة كرييتف بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية لغرض استهداف التعليم باليمن، مبيناً أن المشروع له مكونات كثيرة في الصحة والتعليم، وكان متركزاً على تطوير مناهج القراءة للصفوف “1 – 3″، المسمى بنهج القراءة.
وقال “طاقم مشروع منظمة كرييتف في اليمن من الناحية الإدارية، وكانت في البداية جوي دوبلسي وجاء بعدها إيرنست، وهما أمريكيين تابعين للمخابرات الأمريكية، وجاء بعدهما محمد مطر فلسطيني، تم تعيينه كمدير للمشروع لأنه ضمن المخابرات”.
وأشار إلى أن “نهج القراءة المبكرة كان في البداية قد تم إعداد فريق، عندما تم تعيين وزير التربية والتعليم عبدالرزاق الأشول أحد طلابي، الذي تواصل معي وقال لي نحن عملنا تعديل في تشكيل الفريق وأصبحت مكلفاً برئاسة الفريق”.
واستعرض الجاسوس المخلافي، الأنشطة التخريبية للمشروع المتمثلة في زيارة فريق العمل إلى جمهورية مصر العربية للاطلاع على تجربتها في التعليم، وكان الترتيب من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية بالتنسيق مع الخبير المصري فتحي العشري، وتم زيارة وزارة التربية والتعليم المصرية والاطلاع على كيفية تنفيذ المشروع هناك”.
وأضاف ” التدخل الأمريكي في المناهج المصرية بدأ من الثمانينيات ومسائل التطبيع والمنهج يسير وفق هذا الشيء، فكان الهدف المعلن التعرف على التجربة المصرية والاستفادة منها، فيما الهدف الخفي هو إبهارهم بما هو موجود هناك ومحاولة نقل بعض الأشياء وإعادة ترتيبها باليمن”.
أهداف خفية:
يواصل جاسوس المخابرات الأمريكي المخلافي حديثه “كان هناك خبيرين أجنبيين ساندرا أمريكية، وفتحي العشري، تبنيا فكرة مشروع نهج القراءة المبكر وخطواته الأساسية، كون فكرة المشروع أمريكية وفتحي العشري بحكم أنه نفذها في مصر لديه خبرة في تطبيق التجربة على اللغة العربية، أما الفكرة الأساسية كانت للأمريكية ساندرا التي تحضر في أنشطة المشروع”.
وتطرق إلى الأهداف الخفية للأمريكان من وراء المشروع والمتمثلة في تعميم برنامج يحتاج إلى إمكانات غير متوفرة وهو لن يؤدي إلى تحقيق الأهداف المرجوة في أن الطلاب يتقنوا المهارات المطلوبة وإنما إلى العكس لن يتم إتقانها.
وقال “الشيء الثاني، كان الهدف توفير إمكانات كبيرة ليتم توثيقها للتجريب، ويتم استخدامه بعد ذلك في بلدان أخرى مثلما استخدموا نجاحهم في مصر والمغرب على أساس إقناعنا بأن هذا المشروع أو البرنامج سينفعنا باليمن، وهم يريدون التخريب فقط وهذا واضح في نهج القراءة المبكرة من خلال تعميم برنامج الوزارة ولا يوجد لديها إمكانات لتوفيرها”.
وأفاد الجاسوس المخلافي، بأن من ضمن الأهداف الأمريكية الخفية في مشروع القراءة المبكر، تأكيد استمرار الطريقة الكلية التي لها محاذير بالذات عندنا مثلاً إمكانية إهمال خطوة تحليل الكلمات إلى حروفها مع الأعداد الكبيرة في الطلبة.
استهداف طلاب صفوف “1 – 3”:
لم تبق المخابرات الأمريكية، شيء إلا واستهدفته حتى الأطفال في سن مبكر، والصفوف الأولى في مدارس التعليم، وأبرزها صفوف “1 – 3″، لغرض إفساد الجيل وإشغاله بأشياء أخرى، نظراً لصعوبة الدروس في المناهج.
وفي هذا الصدد أكد جاسوس المخابرات الأمريكية مجيب المخلافي الذي جندته عام 2005م، أن الوكالة الأمريكية ركزت بشكل أساسي وكبير على موضوع دعم القراءة والحساب وفئة الطلاب من “1 – 3 “، الحلقة الأساسية للتعليم بشكل عام.
وقال “إذا بنيت هذه الفئة من “1 – 3 “، بشكل جيد ستكون المخرجات جيدة، وإذا بنيت بشكل ضعيف ستكون النتائج والمخرجات ضعيفة”، مبيناً أن نهج القراءة المبكرة أو “أقرأ وتعلم” كما يسمى حالياً هو جاء بسبع خطوات يكون فيها دور للمعلم وللمتعلم.
وأضاف “تحدث مشكلة لدى الطفل، حيث يظل خلال فصل دراسي كامل، يستخدم استراتيجية واحدة، بينما من خصائص الأطفال في هذه المرحلة من صف أول إلى صف ثالث يجب أن يستخدم حواسه كاملة “المنظور، المسموع، المحسوس”، وتستخدم معه استراتيجيات متنوعة وليس استراتيجية واحدة وهذا الخلل الأول”.
وتابع “الخلل الثاني، كان يفترض أن يتم تطوير القاعد البغدادية بما يتناسب مع واقع المدرسة اليمنية واحتياجاتها وأيضاً بما يتناسب مع تراثنا، فمثلاُ الطفل في الفترات الماضية كان يوجد ما يسمى بنظام الكتاتيب والطفل الذي عمره ثمان سنوات يكون قادراً على قراءة المصحف كاملاً من خلال استخدامه للقاعدة البغدادية بس وطريقة تدريسه”.
ولفت إلى أن أغلب طلاب الثانوية لا يستطيعون القراءة والحساب، مضيفاً “إذا حسبنا من (2013 – 2023م)، الطلاب الذي كانوا في صف أول ابتدائي هم اليوم في صفوف الـ 10، 11، 12، وهذه الثلاثة الفصول بها مشكلة كبيرة في موضوع القراءة والحساب، انعكس أو أثر بشكل مباشر على التعليم في هذه المرحلة”.
مفاهيم أمريكية في كتب اللغة العربية:
يؤكد الجاسوس محمد حاتم المخلافي، أن كتاب القراءة للصف الثالث من التعليم الأساسي الجزء الثاني طبعة 1441هـ مضمونها ذات مضمون طبعة 1436هـ.
وقال “عملنا كفريق في إطار المفاهيم الثلاثة الرئيسية التي يسعى الأمريكي لإدراجها في مناهج الدول العربية والإسلامية والمتمثلة في: نشر ثقافة السلام ومعناها الخفي نشر الاستسلام والخضوع للعدو، ومحاربة التطرف والإرهاب ومعناها الخفي إبعاد شباب الأمة عن الجهاد ومقاومة العدو والاحتلال، والمفهوم الثالث مراعاة مبادئ النوع الاجتماعي الذي من ضمن مفاهيمه الخفية نشر الاختلاط والتبرج وغير ذلك”.
وأشار جاسوس المخابرات الأمريكية محمد المخلافي إلى تسريب صور ومواقف تخفف من العداء للنصارى، وتغرس الحب لهم ولرموزهم، ومنها إيراد علامة الصليب على صورة عربة الحصان وصور لأشجار الكريسمس وهي صور ترمز للنصارى.
وأضاف ” المفاهيم السلبية التي أدخلناها كفريق في هذا الكتاب، تسريب مفاهيم الإلحاد من خلال لغز يتحدث عن الهواء وكأنه مجرد ظاهرة طبيعية وليس بأنه نعمة من نعم الله تعالى الكثيرة علينا ولم يبرز الهواء كنعمة وإنما كظاهرة طبيعية”.
التدرج في التهيئة للتطبيع بتخويف الأطفال:
استخدمت المخابرات الأمريكية، أقذر الوسائل لتدجين الشعوب، بما فيهم الأطفال بهدف زرع الخوف في نفوسهم ومن ذلك موضوع أطفال الحجارة في إطار مشاريعها وخططها التدميرية لقطاع التعليم في الجمهورية اليمنية.
وقال الجاسوس محمد المخلافي “التدرج في التهيئة للتطبيع بالتخويف من خلال موضوع أطفال الحجارة وفي ملاحظة حتى على الدرس، هي كانت ثورة أطفال الحجارة، لكن عُنون الدرس مجرد أطفال الحجارة، فتم في هذا الدرس إيراد صور للجنود الإسرائيليين وهم يعتقلون بعض الأطفال ويعذبونهم، وفي هذا تخويف وإيحاء سلبي، يؤدي بعد ذلك إلى التعذيب والاعتقال، بينما كان المفترض أن يتم إبراز الأطفال وهم يرمون العدو الإسرائيلي، لكي نغرس في الأطفال روح الجهاد ومقاومة الاحتلال”.
وأكد أن ذلك العمل، تم بتوجيه من المخابرات الأمريكية عبر توجيهات لفرق التأليف في المواد التي تم إعدادها ومنها فريق اللغة العربية.. مضيفاً “الأهداف الخفية للأمريكي معرفة مستوى الدعم من مختلف الدول العربية للقضية الفلسطينية وتصنيف الدعم، إما أن يكون قوي أو متوسط أو ضعيف، أو لا يوجد، ومن ثم استخدام المعلومات التي تجمع في المشاريع التي يخطط لها الأمريكي للتدخل في تلك الدول بالسعي لتخفيف مستوى القوة للدول التي فيها دعم قوي للقضية الفلسطينية وهكذا بالنسبة للمتوسط بهدف إضعاف الدعم حتى ينتهي تماماً”.
وتابع الجاسوس المخلافي “في النهاية الأمريكي، يهدف لدعم إسرائيل وكذا دعم خططه لتطبيع الدول العربية مع العدو الإسرائيلي وهذا من الأهداف الخفية من كل تدخلاته لاستهداف التعليم بالدول العربية”.