الثورة نت/.
اهتزت أسواق الأسهم العالمية، بعد أن أظهرت بيانات أن معتادل البطالة في أمريكا قفز إلى أعلى مستوى في 3 سنوات، وسط تباطؤ كبير في عمليات التوظيف، ومخاوف من ركود أكبر اقتصاد في العالم.
وقادت طوكيو، اليوم الاثنين، هبوطا حادا في أسواق الأسهم الآسيوية والأوروبية، بعد أن أثارت بيانات الوظائف الأمريكية الضعيفة مخاوف من ركود في أكبر اقتصاد في العالم، وعززت الرهانات على عدة تخفيضات لأسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي.
وتسبب انخفاض أسواق الأسهم العالمية، خاصة في آسيا وأوروبا، اليوم الاثنين، إلى تفعيل “إيقاف التداولات”، مع تزايد ذعر المستثمرين إزاء علامات تباطؤ الاقتصاد الأمريكي.
وانخفضت المؤشرات الأوروبية الرئيسية بنحو 2.5% في المتوسط، مع اقترابها من منتصف الطريق.
وفي حين اعتبرت الخسائر كبيرة، فإنها كانت أكثر تواضعا من تلك التي سجّلتها آسيا؛ إذ انخفض مؤشر “نيكي” في طوكيو بأكثر من 12%، في أسوأ يوم له منذ أزمة فوكوشيما في عام 2011، بينما عانى من أكبر خسارة له على الإطلاق في النقاط، بخسارته
وأظهر تقرير طال انتظاره، وصدر يوم الجمعة الماضي، أن الاقتصاد الأمريكي أضاف 114 ألف وظيفة فقط الشهر الماضي، بانخفاض كبير عن شهر يونيو/ حزيران الماضي، وأقل بكثير من المتوقع، بينما ارتفع معدل البطالة إلى أعلى مستوى منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2021.
وجاءت الأنباء بعد يوم من بيانات المصانع الباهتة، التي أثارت المخاوف من أن مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي ربما أبقوا تكاليف الاقتراض عند أعلى مستوياتها منذ أكثر من عقدين من الزمان لفترة طويلة، وقد أدى ذلك إلى تكهنات بأن الاقتصاد قد يكون على وشك هبوط حاد ويدخل في ركود.
وأدت التوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يخفّض أسعار الفائدة بشكل أكثر عدوانية من المتوقع اعتبارا من شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، أو حتى يضطر إلى خفض طارئ هذا الشهر، إلى انزلاق الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني.
وقال محللون إن العملة اليابانية تعززت أيضا برفع أسعار الفائدة من قبل بنك اليابان، في الأسبوع الماضي.
وانخفضت الأسواق في جميع المجالات، اليوم الاثنين، إذ وصل خام برنت بحر الشمال إلى أدنى مستوى له في أكثر من 6 أشهر، على الرغم من التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط، بينما انخفضت عملة “البيتكوين” الرقمية بأكثر من 10% إلى أقل من 50 ألف دولار، وانخفض الدولار إلى ما دون 143 ين للمرة الأولى منذ يناير/ كانون الثاني الماضي.
وأظهرت لوحات التداول بحرا من “اللون الأحمر”، بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدتها وول ستريت، في يوم الجمعة الماضي، إذ تحملت شركات التكنولوجيا الثقيلة بما في ذلك “أمازون” و”مايكروسوفت” العبء الأكبر، بسبب المخاوف من أن الارتفاع الذي غذاه “الذكاء الاصطناعي” في العام الحالي، ربما كان مبالغا فيه.
وفي تداولات الأسهم، اليوم الاثنين، انخفضت كل من سيئول وتايبيه بأكثر من 8%، وخسرت سنغافورة ما يقرب من 5%، وسيدني أكثر من 3%.
وكان أكبر الخاسرين هم شركات التكنولوجيا، إذ خسرت شركة “تي إس إم سي” العملاقة للرقائق ما يقرب من 10% في تايبيه، بينما انخفضت كل من “سامسونغ” و”SK Hynix” المدرجة في سيئول بأكثر من 11%، وانخفضت طوكيو إلكترون بنسبة 18.5% في اليابان.
وأشار البنك المركزي الأمريكي، بعد اجتماعه الأخير يوم الأربعاء الماضي، إلى أن تباطؤ التضخم وضعف سوق العمل يعني أنه قد يخفّض أسعار الفائدة في سبتمبر المقبل، إذ يتوقع المتعاملون خفض أسعار الفائدة مرتين أو ثلاث مرات بمقدار 25 نقطة أساس، قبل حلول يناير 2025، وهناك تكهنات حالية بأنه سيخفّض أسعار الفائدة بمقدار نقطة مئوية كاملة خلال ذلك الوقت.
وتعليقا على هذا، ألقى الرئيس الأمريكي السابق، والمرشح الجمهوري لانتخابات شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، دونالد ترامب، اليوم الاثنين، باللوم في انهيار السوق الأسبوع الماضي على الإدارة الأمريكية الحالية، التي وصفها بـ”غير الكفؤة”.