“الثورة ” واكبت المهرجان والتقت بمزارعين ومسؤولي الجمعيات الزراعية ومؤسسات التسويق: المهرجان الوطني الأول للمانجو…بداية مبشرة للمنتج المحلي
في ظل ما تعرض له منتج المانجو المحلي من حملة تشويه بادرت اللجنة الزراعية العليا ووزارة الزراعة والري ووحدة تمويل مشاريع المبادرات الزراعية والسمكية بالأمانة لتنظيم المهرجان الوطني الأول الذي حظي بمشاركة واسعة من قبل المنتجين المحليين ، والجمعيات الزراعية، ومصدري المنتجات الزراعية من تجار ومسوقين ووكلاء، والأسر المنتجة، ومعامل الصناعات الغذائية، والجهات الرسمية ذات العلاقة، وسيتضمن العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية والندوات العلمية حول فاكهة المانجو وأهميتها الاقتصادية، وطرق الترويج والتسويق الحديثة لها خصوصاً أن زراعة المانجو في اليمن إحدى الزراعات الاستراتيجية لأهميتها الاقتصادية، وتمثل مصدر دخل لمعظم المزارعين في مناطق إنتاجيها ، كما أن المانجو من الثمار التصديرية المرغوبة لدى المستهلكين محلياً وخارجياً ويرتبط المحصول بالعديد من الصناعات الغذائية كالعصائر وتوفير لب المانجو وغير ذلك.
“الثورة” واكبت المهرجان والتقت مزارعين ومسؤولي جمعيات زراعية ومؤسسات استيراد وتصدير وتسويق وخرجت بالحصيلة التالية:استطلاع/ أحمد السعيدي
في البداية التقينا العم شائف حسان سعيد- مالك مزرعة حاتم النموذجية الكائنة بمفرق ملحان وادي سردد وسألناه عن سبب مجيئه للمهرجان وأهمية إقامة مثل هذه المهرجانات لدعم المنتج المحلي فأجاب قائلاً:
” في البداية أوضح ان عندي في مزرعة حاتم اصناف كلها خارجية وعالمية، قابلة للتسويق في أي دولة، ولهذا نحن جبناها لأنها معروفة وممكن نبذرها وننافس فيها ونكون قادرين على أن نجيب بها إيراد كويس جدا للمزارعين في البلد وبالعملة الصعبة، لكننا بحاجة إلى نشر هذه الأصناف من خلال الإعلام، ومن خلال الوزارة، ومن خلال مراكز البحوث والمزرعة نفسها مسجلة في محطة البحوث كمدخر وراثي، إنها المزرعة الوحيدة التي فيها أمهات مش موجودة في أي مزرعة أخرى، الإنتاج المغروس من مزارعي المانجو كميات كبيرة جدا، وبعض المزارعين يغرسوا على 3 م، الإنتاج لدينا لا يساوي ما بين 30 إلى 35 % من كمية ما هو مغروس، وكل سنة الكمية تزيد، إذاً يجب على الجهات الرسمية وعلى المزارعين وعلى المصدرين أن يبحثوا عن أسواق جديدة غير الأسواق الخليجية لأنها اذا أغلقت يذهب الإنتاج المحلي في مهب الريح ولذلك أسواق جديدة تستطيع إن تستوعب أكثر يعني فلوس أكثر لأنه سعر المانجو في الخليج بسيط، لكن في أوروبا الكيلو يصل إلى 95 يورو وننافس الدول التي تصدر بأساليب حديثة مثل الهند وجنوب إفريقيا ومصر وباكستان”.
المخرجات المرجوة
وعن جودة المنتج المحلي والمخرجات المرجوة من هذا المهرجان أضاف العم شائف- عميد مزارعي تهامة كما يطلق عليه: “الفواكه اليمنية لها طعم خاص ومميز وتمتاز بجودة غير موجودة بأي مكان، أتمنى ان تكون مخرجات هذا المهرجان مناقشة مشاكل المزارع واهمها التصدير، وهنا يأتي دور المؤسسات الداعمة لهذا الجانب كوزارة الزراعة وغيرها ، يعني أن يعملوا على تكوين جمعيات أو شركات من المزارعين، لأن المنتج هو أكثر واحد حريص على سمعة منتجه والمفترض أنه يكون هو المصدر، لكن ما فيش عنده إمكانيات، ما فيش عنده دعم، لكن لو انضم الناس في جمعيات وكل جمعية تعمل مركز صادرات وكمساهمة بدعم من الدولة، بقروض من الدولة ميسرة، يعني ممكن نحقق قفزة كبيرة جدا في عملية دعم المزارع ودعم التنمية لأن المزارع الآن يعاني من التسويق المحلي عبر بعض المصدرين، حيث يأخذون بضاعته ويعطونه فاتورة، ومعها خمسون ألف ريال أو مائة ألف ريال والفاتورة بمليون ريال، والمزارع يبحث عن باقي حقه، ومن المشاكل أيضاً أن المصدرين هم الذين يحددوا السعر، يعني مثلا في بداية شهر1 كان سعر السلة المانجو 45 دولار، وفي منتصفه 35 دولاراً، وفي نهايته نزل إلى 20 دولاراً ، ولا زلنا في بداية الموسم، لماذا؟ لأنهم الذين يحددون السعر! والمزارع ليس لديه خيار إلا أن يبيع، أو يعود بها للمواشي، ولذلك نشكر الجهات الرسمية على إقامة هذا المهرجان ، ونتمنى كل سنة أن يقام مثل هذا المهرجان بصورة أفضل وأحسن وبما يعود بالنفع على المزارعين، وعلى الناس كلهم، من خلال النقاش من خلال التواجد والمعرفة، وتبادل الخبرة والمشاكل”.
الجمعيات الزراعية
انتقلنا إلى موقع الجمعيات الزراعية والتقينا القائمين على جمعية باجل التعاونية الزراعية لإنتاج الحبوب، حيث أكد المزارعان درويش سالم علي قادري وهيثم ماموش أن المهرجان مهم لإعادة سمعة المنتج المحلي والترويج له بعد ان تعرض إلى هجمة من قبل المغرضين عبر شائعة الدود، وأوضح المزارعان ان المهرجان سيخرج بمبشرات إيجابية أهمها إعادة سمعة المنتج المحلي وإيجاد آليات أفضل للتسويق وإشهار الأصناف موجودة، كما يأمل المزارعان ان يكتسبا من المهرجان الخبرة وكيفية التعامل مع المنتج المحلي ليكون مرغوب لدى المشتري، كما شكر المزارعان الجهات القائمة على تنظيم مثل هذه المهرجات التي تخرج بالفائدة للمزارعين والمنتجات المحلية.
مطالب الجمعيات الزراعية
وفي خيمة جمعية زبيد التعاونية الزراعية تحدث لـ”الثورة” أمين الجمعية محمد الحداد قائلاً ” المنتجات الوطنية دائماً ما تتعرض للشائعات لأهداف عديدة وإقامة مثل هذه المهرجانات كفيلة بدحر تلك الشائعات والتشجيع على الهجرة العكسية والاهتمام بالمنتجات المحلية حتى لا نحتاج للغرب”.
وبدروه قال المزارع محمد عجلان من جمعية أبو سيف التعاونية الزراعية:” المهرجان له أهمية كبيرة بالنسبة لدعم الإنتاج المحلي حتى تحقيق الاكتفاء الذاتي ليعم الخير على البلد الطيب هذا ويتم تقدير السلعة المحلية الأصيلة”
بينما يرى مسؤول جمعية الأخ أن الترويج للمنتج المحلي هو الفائدة الأكبر لهذا المهرجان خصوصاً ان مدة المهرجان كبيرة تسمح للمزارعين بعرض منتجاتهم والتعريف بها عبر الزيارة المباشرة أو الإعلام الذي دائما يلعب دوراً مهماً في الترويج للمنتج المحلي”.
الاستمرارية
المزارعان عبده جيلان ومحمد حميد من جمعيتي المغلاف والاكتفاء الذاتي بمديريتي المغلاف والمراوعة بمحافظة الحديدة أتفقا على ضرورة إقامة مثل هذا المهرجان بشكل مستمر وألا يبقى بشكل مؤقت ومجرد ان ينتهي يعود المزارع اليمني لمنتج المانجو إلى المعاناة التي أفقدته الكثير من الربح وألحقت به الخسائر الكبيرة خلال الفترة الماضية، واستعرض المزارعان أنواع المانجو في اليمن والتي أبرزها السوداني، معانا سمكة، قلب الثورة، تيمور والذي يعد أجود أنواع المانجو في اليمن.
بينما تحدى المزارع محمد عبده عثمان مسؤول جمعية عبس التعاونية الزراعية الذين ينجرون وراء شائعات الدود بأن يأتوا إلى المهرجان ويثبتوا وجود الدود في فاكهة مانجو واحدة وإذا ثبت ذلك فهو مستعد أن يضحي بمزرعته لصالح هؤلاء.
الاستيراد والتصدير والتسويق
ومن الجمعيات الزراعية انتقلنا إلى مؤسسات الاستيراد والتصدير والتقينا مسؤولين في مؤسستي الصالحي وبن سمنان للاستيراد والتصدير ناجي ناصر دحلان ومفيد محمد واللذين أكدا لـ”لثورة” أن تواجدهما في المهرجان للمساهمة في توسع المنتج المحلي ووصوله إلى الأسواق العالمية حيث يتم في هذا المهرجان مناقشة أمور كثيرة تخص منتج المانجو لعل أبرزها كيفية الحفاظ عليه من العوامل المختلفة وكذلك الطريقة الصحيحة لتغليفه وتعبئته وتقديمه للأسواق بشكل مثالي يليق بجودة هذا المنتج.
من جانبه أضاف الأخ بشار النظامي مسؤول مجموعة الارتقاء يمن للتنمية الزراعية أن هذا المهرجان يأتي بالدرجة الأولى لصالح المزارع في مجال التسويق الزراعي بشكل خاص، وخصوصاً أن قيمة المنتج اليمني كبيرة وذات جودة عالية، والمهرجانات تساعد على التسويق بسرعة كبيرة وربما تتجاوز السوق المحلي للأسواق العالمية.
منتجات أخرى
تواجدت في المهرجان منتجات محلية أخرى غير المانجو ومنها منتج التمر المحلي حيث التقينا في خيمة جمعية مزارعي الدريهمي يحيى احمد المنصور الذي تحدث للثورة: “جئنا إلى صنعاء للمشاركة في مهرجان المانجو بكميات من التمور المحصورة التي نشتريها من المزارعين ونعمل على تجفيفه وايصاله بالشكل المناسب لمنافسة المنتجات الخارجية التي كانت تطغو على الجمهورية اليمنية، فنحن اليوم بفضل الله وبفضل المسيرة القرآنية نعمل جاهدين على أن نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع استجابة لسيدي ومولاي السيد عبد الملك الحوثي حفظه الله ونتمنى ان تكون مخرجات هذا المهرجان أن يقوم التجار وأصحاب المال والأعمال بشراء المنتجات المحلية وتبني هذه المشاريع ودعم هذه المنتجات لا سيما أنها تنافس المنتجات الخارجية.