في المهرجان الأول للمانجو.. قيادات وخبراء ومهتمون لـ “الثورة”: المهرجان منصة مثالية لعرض التنوع الفريد للمنتجات الزراعية المحلية
الثورة / يحيى الربيعي
مهرجانات التسويق للمنتجات الزراعية المحلية هي الحلقة التي تربط بين المزارعين والمستهلكين. وهي- أيضا- منصة حية للتعريف بالمنتجات، وترويج الاستثمار في التصنيع الغذائي، وتعزيز الاستقرار السعري، والتعريف بالمزيد من فرص تعزيز الوعي بالمنتجات الفريدة والمتخصصة التي تنتجها بلادنا اليمن. لماذا، وكيف، وماذا لو؟
الإجابات على علامات الاستفهام هذه، نتعرف عليها من خلال ما تحصلنا عليه، في جولة ميدانية قمنا بها داخل أروقة المهرجان الأول للمانجو اليمني والذي تقيمه اللجنة الزراعية والسمكية والعليا ووزارة الزراعة والري وأمانة العاصمة بتمويل من وحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية والسمكية بأمانة العاصمة، بساحة حديقة السبعين بصنعاء، من آراء وأطروحات عدد من المسؤولين والشخصيات السياسية وقيادات القطاع الزراعي، فإلى التفاصيل:
البداية كانت مع عضو مجلس الشورى، عبده الجندي، والذي يؤكد أن هذا معرض عظيم، أقيم لمنتجات عظيمة، كما أنه مناسبة تذكرنا بقوله سبحانه وتعالى (لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفو). خاصة وأننا اليوم، ومن خلال هذه المعرض، نستعيد حضارتنا الزراعية، وننتقل إلى عصر صناعة الصواريخ والابتكارات في مختلف مجالات الحياة.
وأضاف الجندي “ويكفينا فخرا وعزة أن مثل هذه المهرجانات تقام بالتزامن مع نصرة قضية الأمة المركزية ليس بمجرد قول كلمة حق فحسب، وإنما بالوقوف جنبا إلى جنب مع الشعب العربي الفلسطيني الذي يعيش حياة هي الأسوأ في تاريخه، في خندق واحد، بالمسيرات والباليستي وقطع الإمدادات من البحر عن العدو. ففي وقت تهربت فيه الأمة العربية والإسلامية من واجباتها، نقف نحن اليمنيون قيادة وشعبا إلى جانب الشعب العربي الفلسطيني. هذا المعرض من المعارض العظيمة التي لابد ستبقى ذكرى خالدة ومدوية عبر التاريخ”.
استيعاب الفائض
من جهته، قال وكيل وزارة الزراعة والري لقطاع الخدمات الزراعية، ضيف الله شملان، إن تدشين مهرجان المانجو، وكما تلاحظون، بحضور كبير وحشد غير مسبوق، وبتنظيم جيد، يهدف إلى تضافر وتوحيد جهود كافة الجهات المختصة لدعم المنتج الزراعي المحلي، والتوجه للإنتاج المحلي، فيما يخص الصناعات التحويلية التي سيتم الترتيب لها كي تكون قادرة على استيعاب الإنتاج المتوقع تزايده في المواسم القادمة عما ينتج حاليا، وهو استيعاب بديل عن إخراج المنتج إلى الأسواق الخليجية بأقل الأثمان، سنعمل على تحويله إلى صناعات غذائية، بدلاً من استيراد أكثر من 80 ألف طن من لب المانجو من الهند ودول أخرى، سنستوعب الفائض المحلي كاملا، لأننا نستورد.
تعزيز الثقة
وبدوره، يشير وكيل أمانة العاصمة للشؤون الزراعية، رئيس اللجنة الزراعية بأمانة العاصمة، محمد سريع، إلى أن مثل هذه المهرجانات توفر فرصة للمستثمرين لاكتشاف إمكانيات الاستثمار في التصنيع الغذائي وصناعات القيمة المضافة، مما يؤدي إلى تطوير البنية التحتية الصناعية وخلق فرص عمل جديدة. كما أنها تمثل فرصة للتفاعل المباشر بين المزارعين والمستهلكين، مما يعزز الثقة ويساعد في فهم احتياجات السوق بشكل أفضل.
مؤكدا أن تدشين فعاليات المهرجان الوطني الأول للمانجو شارك فيه قرابة 140 مزارعا وتاجراً ومصدراً وجمعية وجهات رسمية، يعد احتواء لمعروضات من منتجات زراعية محلية أخرى كالخوخ والمشمش والشمام والتفاح والبن والتمور. ودعوة عامة لجميع المواطنين لزيارة المهرجان الذي سيقام على مدى خمسة أيام.
نقلة نوعية
أما مسؤول وحدة البن في اللجنة الزراعية والسمكية العليا، محمد القاسمي، يرى في المعرض نقلة نوعية نحو الترويج لكافة الفواكه اليمنية بشكل عام، من حيث تحسين مستوى العرض، وطرق التغليف، وفرصة للتشجيع على التصدير، والتصنيع الغذائي، والمعرض خطوة ستحظى بمثلها بقية المنتجات.
معتبرا، مثل هذه المهرجانات منصة حية للتعريف بالمنتجات، وترويج الاستثمار في التصنيع الغذائي، وتعزيز الاستقرار السعري، والتعريق بالمزيد من فرص تعزيز الوعي بالمنتجات الفريدة والمتخصصة التي تنتجها بلادنا اليمن.
دحض للشائعات
وفي السياق، قال الأمين العام للاتحاد التعاوني الزراعي، محمد القحوم: في هذا اليوم العظيم، نفتتح المهرجان الأول للمانجو في اليمن، الذي من خلاله نسعى إلى ترويج المنتج المحلي بشكل كبير، وكذا تعريف المستهلكين بأهمية المنتج المحلي. خاصة، وأن المعرض يقام بمشاركة عشر جمعيات تعاونية زراعية، وكذا، معامل التصنيع الغذائي في الاتحاد التعاوني الزراعي والأسر المنتجة في سوق الخميس ومبادرة اليمن السعيد، وآخرين. المهرجان فرصة للترويج للمنتج المحلي، وفي إقامته بهذا الحضور المهيب، دحض للشائعات التي ينشرها العدو بهدف ضرب المزارع اليمني والمنتج المحلي. ويشاطره الرأي، وكيل محافظة الحديدة، القطاع الجنوبي، رئيس اللجنة الزراعية، مطهر الهادي، الذي أضاف: إن مثل هذه المهرجانات تسعى إلى الترويج للمنتج المحلي، ومن خلالها يتعرف الزائر على العديد من الفوائد والتوعية والتثقيف العام حول المحاصيل الزراعية. والجميل في المعرض، هو انضمام جمعيات منتجة لمحاصيل أخرى كالفرسك والفراولة، ويشمل الهدف من إقامة مثل هذه المعارض سد فجوة الضعف في حلقة التسويق.
وأشار الهادي إلى أن المهرجان يعد- أيضا- فرصة للتعريف بأهمية الجمعيات التعاونية ودورها في نشر ثقافة التسويق وتعويد المنتجين والعاملين في حلقات سلاسل قيمة المنتجات الزراعية المحلية على طرق وأساليب العرض والتغليف والتعليب بالشكل المرغب والملبي لذوق المستهلك، وهذا في حد ذاته يعتبر نقلة نوعية لهم في مجال التسويق والترويج للمنتج المحلي.
إشهار وتعريف
أما المدير التنفيذي لمؤسسة الخدمات الزراعية، عدنان حاشد، يرى أن مثل هذه المعارض ستُتكلل، بإذن الله، بنجاح باهر، خاصة وأنها تأتي في وقت يتعرض فيه المنتج اليمني، بشكل عام، إلى هجمات شرسة بالشائعات الكذابة والمضللة، ومثل هذا المعرض يعد رد على تلك الهجمات وعلى الكثير من الإساءات المغرضة التي يحاول العدو إلصاقها بالمنتجات المحلية للتقليل من حجم تواجدها، وبجودة عالية ورواج كبير، على مستوى معظم الأسواق العالمية.
وأكد حاشد أن هذه الشائعات غالبا ما يكون الغرض المخفي من ورائها، سرقة الميزة الإنتاجية لهذا البلد وتجييرها لصالح دول أخرى، هي في الأصل تستورد المنتج اليمني، وتعيد تصديره على أساس أنه من منتجاتها.
وعلى ذات الصعيد، يصف رئيس هيئة تطوير تهامة، علي قاضي، افتتاح مهرجان المانجو بأول مهرجان يقام بهذا المستوى، وتشارك فيه جميع الجهات سواء من الجهات الرسمية والشعبية ممثلة في الجمعيات الزراعية التي هي اليوم تظهر نشاطها، وتظهر كذلك آمالها من خلال ما تبزره في هذا المهرجان. هذا المهرجان هو إشهار، وتعريف بأصناف المانجو اليمني سواء تلك المزروعة في تهامة الموطن الأصلي لهذا المنتج أو في غيرها من المناطق اليمنية.
إرشاد وتوعية
مدير عام الإعلام والإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة، المهندس. يوسف صبرة، قال: نعمل في الإعلام والإرشاد الزراعي، من خلال هذه المهرجانات والفعاليات، على تعزيز وعي المزارعين والجمعيات التعاونية الزراعية في دور المزارع اليمني وتنمية مهاراته في الحفاظ على المنتج المحلي وتحسين الجودة الزراعية. وقد حرصنا على إقامة مخيم للإرشاد الزراعي ضمن المعرض، من مهمته توصيل رسائل إرشادية ونشر الوعي لدى كافة حلقات سلاسل القيمة بالطرق السليمة والصحيحة لإيصال منتج بالطريقة السليمة وصحيحة وآمنة إلى المستهلك.
ويشاطره الطرح، الاستشاري بالهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي، المهندس. شعفل علي عمير، الذي قال: تأتي أهمية إقامة هذه المعارض في لفت انتباه الجهات الرسمية للاهتمام بالمنتج المحلي، وكذا التعريف به والترويج له، وفيها فرص لتنبيه المستثمرين في مجال التصنيع الغذائي والقيمة المضافة، وسد الفجوة في التواصل ما بين الإنتاج الزراعي واستثمارات القطاع الخاص في عملية تفعيل خامات المنتجات المحلية في الصناعات التحويلية المختلفة خاصة وأن الفرصة الاستثمارية مضمونة النتائج ويفترض الآن على القطاع الزراعي أن يأخذ من هذا المعرض فرصة لإعادة صياغة برامجه الاستثمارية في عملية التصنيع، خاصة وأنهم يستوردون بودرة المانجو من الخارج، بينما يباع فائض إنتاج المانجو بـ1000 ريال إلى 1500 ريال للسلة عبوة 20 كيلوجراماً.
رحلة استكشافية
وأخيرا، نختم بالأسر المنتجة المشاركة بأصناف شتى من منتجات «التصنيع الغذائي»، ومع منسقة بنيان التنموية، سمية الشهاري، التي أكدت أن مهرجانات التسويق الزراعي ليست مجرد احتفالات بالنكهات والألوان فحسب، وإنما هي رحلة استكشافية تنير دروب الابتكار وتفتح آفاق الازدهار الاقتصادي، معززةً بذلك جسور التواصل بين الأرض ومائدة الطعام.
مبينة أن المهرجانات تقدم فرصة لتعليم الجمهور بأهمية الزراعة المستدامة والممارسات الزراعية الجيدة، مما يعزز الاستهلاك المسؤول والتشجع على الابتكار وتطوير منتجات جديدة من خلال المسابقات والعروض التقديمية، مما يساعد في تحسين جودة وتنافسية المنتجات الزراعية، ولها تأثير إيجابي على الاقتصاد المحلي من خلال تحفيز النشاط الاقتصادي وتفعيل الأسر المنتجة في الإنتاج والتصنيع الغذائي بما يدعم الاقتصاد الوطني.
وأضافت كما تعزز المهرجانات الترابط بين القطاعات الزراعية والصناعية والتجارية، مما يخلق سلاسل قيمة متكاملة تعود بالنفع على جميع الأطراف، كما تعد فرصة للاحتفال بالتراث الزراعي والثقافي للمنطقة، مما يعزز الهوية الوطنية ويحافظ على التقاليد الزراعية.
تصوير/ فؤاد الحرازي