باريس تدين وروسيا تحذر الغرب من مهاجمة إيران

موسكو/وكالات –
قال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا تشعر بقلق من “التهديد المتزايد” بمهاجمة إيران بسبب برنامجها النووي وحذر من ان عواقب ذلك ستكون “مفجعة حقا”.
كما حذر بوتين أيضا في مقال بشأن السياسة الخارجية قبل انتخابات الرئاسة التي تجرى في الرابع من مارس اذار والتي من شبه المؤكد ان يفوز فيها الدول الغربية والعربية من التدخل العسكري في سوريا واتهم واشنطن بالتدخل في شؤون روسيا وجيرانها.
وقال بوتين في اسلوب صارم مع استعداده للعودة للكرملين رغم مواجهته اكبر احتجاجات خلال حكمه الذي بدأ قبل 12 عاما ومتابعته بقلق الاضطرابات في الشرق الاوسط ان تدخل الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي في الخارج يقوض الاستقرار العالمي ولا يعززه.
وإضاف بوتين في المقال الذي نشر يوم أمس في صحيفة موسكوفسكي نوفوستي “اتعشم جدا ألا تحاول الولايات المتحدة والدول الاخرى… ان تنفذ سيناريو عسكريا في سوريا دون موافقة من مجلس الأمن التابع للامم المتحدة.”
واوضح بوتين ان روسيا التي استخدمت حق النقض (الفيتو) مع الصين لوقف مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي استهدف انهاء حملة حكومية على المعارضين في سوريا انها ستستخدم مثل هذه الوسائل لمنع قيام الولايات المتحدة بعمل عندما ترى ذلك ملائما.
وإضاف انه يجب على دول حلف شمال الاطلسي عدم تشكيل ائتلافات للقيام بتدخل عسكري لدى عدم توفر دعم من مجلس الأمن الدولي.
وقال بوتين “ليس من حق احد ان يأخذ لنفسه صلاحيات وسلطات الامم المتحدة ولاسيما عندما يتعلق الامر باستخدام القوة فيما يتصل بدول سيادية.”
وهذا المقال جزء من سلسلة مقالات ينشرها بوتين بشكل شبه أسبوعي في الشهرين السابقين على الانتخابات .
باريس: اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الاثنين ان باريس “تدين بشدة” مواصلة إيران لنشاطاتها النووية وتستنكر “موقفها غير المتعاون” مع المجتمع الدولي في تعليق على التقرير الاخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
واعلن مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال ان التقرير الفصلي للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي نشر الجمعة يشدد على ان “إيران تواصل نشاطاتها (في المجال النووي) التي تنتهك قرارات مجلس الأمن ومجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية ودون اي شق مدني ذي مصداقية” لبرنامجها النووي.
وتابع نادال “ندين بشدة مواصلة إيران لنشاطاتها (النووية) ونطالبها بالتعاون دون ابطاء مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولي”.
وإضاف “ندين بشدة موقف إيران الغير المتعاون الذي يناقض النوايا التي اعلنتها في رسالة (كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي سعيد) جليلي في 15 شباط/فبراير.
وكان جليلي وجه رسالة إلى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون ابدى فيها رغبة بلاده في استئناف المفاوضات حول الملف النووي الإيراني مع مجموعة 5+1 التي تضم (الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا) عشية اعلان طهران عن تحقيق تقدم كبير في البرنامج النووي الإيراني.
وتعود آخر مفاوضات حول الملف النووي الإيراني إلى يناير 2011 في اسطنبول.
واشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها إلى المأزق الذي وصلت اليه في مفاوضاتها مع إيران باعترافها بوجود “خلافات كبيرة” مع طهران بشأن توضيح برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب بانه يخفي شقا عسكريا.
واعلن نادل ان محتوى هذا التقرير “يؤكد صوابية القلق الفرنسي حيال البرنامج النووي الإيراني. وهو يبين ان إيران رفضت السماح للوكالة بالدخول إلى موقع بارشين العسكري على الرغم من الطلبات المتكررة بهذا الشأن”.
وكانت الوكالة تحدثت في تقريرها في نوفمبر عن وجود حاوية تثير الشبهات في القاعدة يمكن ان تستخدم لاختبار تفجيرات.
هذا وقد توجه وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أمس إلى العاصمة الأمريكية واشنطن لاجراء مباحثات مع المسؤولين حول الملف النووي الإيراني.
وتأتي زيارة باراك في وقت تزايد عدد اللقاءات التي تجرى بين مسؤولين رفيعي المستوى من كلا الجانبين لبحث الملف الإيراني الامر الذي لم تشهده العلاقات الإسرائيلية -الأمريكية منذ سنوات عدة.
ومن المقرر ان تتبع زيارة باراك إلى الولايات المتحدة زيارة اخرى بعد أسبوع سيقوم بها الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس الذي سيوجه خطابا في المؤتمر السنوي الذي ستعقده لجنة الشؤون العامة الإسرائيلية-الأمريكية (ايباك) يوم الاحد المقبل.
كما سيزور الولايات المتحدة الأسبوع المقبل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي سيتحدث كذلك امام مؤتمر (ايباك) وذلك بعد يوم من خطاب بيريس.
وسيجتمع يوم الاحد المقبل الرئيس الأمريكي باراك اوباما مع بيريس ثم سيلتقي في اليوم التالي مع نتنياهو.
وذكرت صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية اليوم “ان بيريس ونتنياهو اجتمعا يوم الجمعة الماضي لتنسيق مواقفهما قبل سفرهما إلى الولايات المتحدة”.
وجاء هذا الاجتماع بعد يوم واحد من تقرير نشرته صحيفة (هارتس) الإسرائيلية ونفاه الرئيس بيريس بقوة والتي اكدت انه سيبلغ الرئيس اوباما رفضه شن أي هجوم إسرائيلي على إيران.
وذكرت الصحيفة “ان باراك زار واشنطن قبل نحو شهرين حيث استضافه رئيس هيئة اركان الجيش الأمريكي المشتركة الجنرال مارتين ديمبسي وعدد اخر من كبار المسؤولين في الادارة الأمريكية”.
ومن المقرر ان يلتقي باراك في زيارته الجديدة كلا من نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا ومستشار الأمن القومي الأمريكي توم دانيليون.
كما سيجتمع باراك كذلك في اطار هذه الزيارة مع مدير جهاز الاستخبارات الوطني الأمريكي جيمس كالبر.
وكان السفير الأمريكي في إسرائيل دان شابيرو اعتبر الأسبوع الماضي في تصريحات صحفية ان توالي الزيارات الثنائية وزيادة عددها في هذه المرحلة هو امر غير مسبوق.
وستستغرق زيارة باراك للولايات المتحدة يومين قبل ان يعود إلى إسرائيل لاطلاع نتنياهو على نتائج زيارته لواشنطن.
ومن المتوقع ان يغادر نتنياهو إسرائيل مساء الخميس المقبل نحو العاصمة الكندية اتاوا حيث سيلتقي رئيس الوزراء ستيفن هاربر قبل ان يواصل رحلته إلى العاصمة الأمريكية واشنطن.
وكان نتنياهو ابلغ اعضاء حكومته خلال الاجتماع الأسبوعي لهم “ان التقرير الاخير الذي اصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول إيران يؤكد ان تقديرات إسرائيل بشأن نشاطات إيرانية النووية صحيحة”.
واتهم نتنياهو طهران “بأنها تواصل العمل على نحو متسارع في تنفيذ برامجها النووية ومن دون أي توقف في تجاهل واضح وتحد صريح لقرارات المجتمع الدولي”.
وكانت الوكالة الدولية اكدت في تقريرها الذي صدر يوم الجمعة الماضي ان إيران زادت من قدرتها على تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 20% متجاهلة المطالب العالمية بالامتناع عن هذا الامر.
وعلى الصعيد نفسه كشفت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون اليوم عن تلقيها رسالة من كبير المفاوضين الإيرانيين لبرنامج إيران النووي سعيد جليلي يدعو فيها إلى استئناف المفاوضات الخاصة بازمة الملف النووي الإيراني والتي توقفت منذ اكثر من عام.
وقالت آشتون للصحافيين عقب وصولها من اجتماع وزراء خارجية الدول الاعضاء في الاتحاد الأوروبي “انها رسالة قصيرة لكن تتحدث عن البرنامج النووي الإيراني وتقترح ايضا ان علينا استئناف المفاوضات الخاصة بهذا البرنامج”.
واوضحت ان مستشاريها السياسيين يتباحثون مع نظرائهم في فرنسا والمانيا والمملكة المتحدة والصين وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية لبحث ما اذا كان مفيدا استئناف هذه المفاوضات.
واعربت آشتون عن تفاؤل حذر لنجاح مثل هذه المفاوضات حيث قالت “ومن الأشياء التي يجب بحثها عندما نذهب إلى الحوار ماالبنود التي سيتم طرحها في هذه المفاوضات وماذا يتعين علينا القيام به والخطوات التي نحن بحاجة إلى اتخاذها للمضي قدما في هذا الملف”.
وكشفت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون عن ان المستشارين السياسيين سيجتمعون اليها في وقت لاحق أمس لاطلاعها على نتائج محادثاتهم حول استئناف المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي.
يذكر ان إيران اقترحت استئناف المحادثات مع مجموعة(خمسة زائد واحد) المكونة من الاعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى المانيا حول ملفها النووي في مدينة اسطنبول التركية.

قد يعجبك ايضا