هنية: نُحمل العدو الصهيوني مسؤولية توسع الحرب بالمنطقة

الثورة نت/
حمل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية، العدو الصهيوني مسؤولية توسع الحرب بالمنطقة.
وقال هنية في مقابلة مع وكالة الأناضول التركية على هامش زيارته إلى أنقرة الليلة الماضية: إن “رقعة المواجهة مع “إسرائيل” تتوسع في الإقليم سواء كان في لبنان أو العراق واليمن وسوريا وصولا إلى إيران، وكل ذلك مرتبط باستمرار العدوان والحرب وحرب الإبادة على قطاع غزة”.. مُعرباً عن اعتقاده بأنه في الوقت الذي يتوقف فيه العدوان على غزة بالتأكيد فإن هذه الجبهات سيسودها الهدوء.

وأوضح أن “التطور الأخير الذي جرى هو أن العدو الصهيوني قصف مقر البعثة الإيرانية في دمشق واستشهد عدد من قادة الحرس الثوري، لذلك الكل كان يتوقع أن إيران لا يمكن أن تسكت على هذا العدوان الذي مس سيادتها بشكل مباشر”.
وأضاف: “ليس سرا أن إيران تقدم دعما عسكريا وماليا للمقاومة في فلسطين وكذلك تقنيا، هذا أمر معروف منذ سنوات ولديها أيضا استراتيجية وسياسة لاستمرار هذه الدعم في ظل طوفان الأقصى والحرب على قطاع غزة”.
وحذر هنية من إقدام العدو الصهيوني على اجتياح مدينة رفح في قطاع غزة.. مؤكدا في الوقت ذاته جاهزية فصائل المقاومة على الأرض.

وتابع قائلاً: “من الواضح جدا أن العدو الصهيوني لديه قرار بأن يستبيح كل نقطة وكل مكان وكل مدينة في غزة، لا سيما أنه يتحدث عن رفح منذ شهور”.
وبشأن موقف واشنطن من الاجتياح، أوضح هنية أن “الموقف الأمريكي مخادع، وحديثهم عن أنهم بحاجة لرؤية خطط تجنب حدوث أذى للمدنيين، ما هو إلا عملية خداع”.
ودلل على ذلك بقوله: “كل المدنيين الذين قتلوا بغزة، استشهدوا بالأسلحة والصواريخ الأمريكية وبالغطاء السياسي الأمريكي”.

ودعا هنية جميع الدول الأشقاء في مصر وتركيا وقطر وكل الدول الأوروبية وغيرها ذات الصلة المباشرة، إلى “التحرك من أجل لجم العدوان الصهيوني ومنع الدخول إلى رفح، بل وضرورة الانسحاب الكامل من قطاع غزة وإنهاء العدوان.
وتعليقا على استشهاد ثلاثة من أبنائه وعدد من أحفاده في غارة صهيونية بقطاع غزة في العاشر من أبريل الجاري، قال هنية: “أولا نسأل الله أن يرحم الشهداء ويتبقل الأبناء والأحفاد، هذه الجريمة تعكس ثلاث دلالات: الأولى فشل العدو بتحقيق أهدافه العسكرية على مدار سبعة أشهر”.

وأضاف “العدو الصهيوني لم ينجح إلا بقتل آلاف الأطفال والنساء وكبار السن من المدنيين، وبالتالي مجزرة العيد التي راح ضحيتها ثلاثة من الأبناء وخمسة من الأحفاد تندرج في هذا السياق وتؤكد على فشل هذا العدو”.
والدلالة الثانية وفق هنية هي أن ” العدو يعتقد أن مجزرة تطال بيتي وأولادي وأحفادي يمكن أن تشكل ضغطا على قيادة الحركة ورئيسها لتقديم تنازلات بمفاوضات وقف إطلاق النار الجارية، وهو واهم”.

وشدد هنية على أن حماس تؤكد “دائما أن مطالب الشعب الفلسطيني لا يمكن أن نفرط فيها ولا يمكن أن نتنازل عنها، سواء فيما يتعلق بقضية غزة وشروط وقف العدوان، أو فيما يتعلق بحقوقنا الفلسطينية التاريخية الثابتة في أرضنا، وفي وطننا وعودة الشعب الفلسطيني، وإقامة دولته كاملة السيادة وعاصمتها القدس بلا أي تفريط أو تردد”.

وتابع قائلا: إن “الدلالة الثالثة التي أريد أن أشير إليها أن أبنائي جزء من شعبنا الفلسطيني، فحالنا مثل حال شعبنا، نعيش مع أهلنا، بيوتنا أبنائنا، أحفادنا ودورنا كلها معرضة لما يتعرض له شعبنا الفلسطيني، وقلت منذ اللحظة الأولى، إن دم أبنائي ليس أغلى من أبناء شعبنا الفلسطيني بغزة والضفة وكل مكان”.

وأضاف: إن “كل أبناء غزة والضفة الشهداء هم أبنائي تماما مثل شهدائنا بالخارج، لذلك نحن متساوون في الحقوق والواجبات وفي دفع الأثمان، ونحن نقبل كل ذلك بصدر رحب وتسليم وثبات وعزيمة وإرادة لا تلين، ونؤكد أننا سنمضي على هذا الطريق مهما كانت التضحيات”.
وفي إجابته على سؤال مطالب حركة حماس في المفاوضات غير المباشرة مع العدو الصهيوني بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، قال هنية: “من البداية كانت مواقفنا واضحة، نريد أن نوقف العدوان على شعبنا”.
وأضاف: “وقف العدوان أولوية عندنا، ومن أجل ذلك وافقنا على الدخول بمفاوضات شريطة أن تفضي إلى وقف إطلاق نار دائم وإلى انسحاب شامل وعودة كل النازحين وصولا إلى صفقة تبادل مشرفة”.

وبحسب هنية، فإن العدو الصهيوني “حتى هذه اللحظة، ورغم عشرات الجلسات، وعشرات الأوراق المتبادلة عبر الوسطاء، إلا أنه لم يوافق على وقف إطلاق النار، وكل ما يريده استعادة أسراه ثم استئناف الحرب على غزة، وهذا لا يمكن أن يكون”.
وقال هنية: “العدو الصهيوني يريد لحماس وللمقاومة أن توافق على خرائط لانتشار الجيش الإسرائيلي، كأننا نُشرعن احتلال القطاع أو جزءا من القطاع، وهذا لا يمكن أن يتم، يجب أن يتحقق الانسحاب الكامل من غزة”.

وشدد هنية على أن “المقاومة في غزة ما زالت ثابتة وصامدة وتقاوم وتدافع عن الشعب الفلسطيني، ومنذ السابع من أكتوبر وحتى الآن هي في موقع الاقتدار وقدمت شيئا يشبه المعجزة في الهجوم، والمعجزة في الدفاع، سواء في السابع من أكتوبر أو خلال الأشهر الماضية”.

قد يعجبك ايضا