حكامنا وكأس العالم

 - ●  دول كثيرة لم يحالفها الحظ للوصول لنهائيات كآس العالم على مستوى المنتخبات ومنها دول عربية كسوريا والأردن والبحرين ولبنان ولكنها استطاعت ان توج

● دول كثيرة لم يحالفها الحظ للوصول لنهائيات كآس العالم على مستوى المنتخبات ومنها دول عربية كسوريا والأردن والبحرين ولبنان ولكنها استطاعت ان توجد لها قدما في كؤوس العالم المختلفة من خلال حكامها الحاضرين بتلك البطولات.. والسؤال الهام الذي يطرح نفسه: كيف وصل حكام تلك الدول للنهائيات¿ ولماذا لم يستطع حكامنا حتى الوصول لكأس آسيا¿¿.
ما جعلهم يصلون هو انتهاج اتحاداتهم لسياسة تطوير الحكام وانتقاء المتميزين والدفع بهم وإيجاد حكام شباب يستطيعون الذهاب لكأس العالم وهي غاية كل حكم في المعمورة وهو ما تحقق لهذه الدول وأصبح حكامها ينافسون حكام الدول العريقة بكرة القدم بل ويتميزون عنهم من خلال قيادتهم لمباريات في الادوار النهائية.
في بلادنا تأخرنا كثيرا في انتهاج سياسة التطوير وبقى حال التحكيم يسير بنفس الوتيرة التقليدية حتى ان لجان التحكيم المتعاقبة لم يتبقى لها من عمل سوى تعيينات الحكام الأسبوعية.. ولأننا ينبغي ان نتأثر بما يجري في دول العالم بدأت لجنة الحكام في بلادنا بتسطير برنامج طموح لتطوير المنتسبين لهذا القطاع الهام.
منذ يومين انطلقت الدورة الدولية التنشيطية للحكام والتي يقيمها الاتحاد اليمني بالتعاون مع الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال الفترة 20-24 يونيو الجاري بمشاركة 50 حكما يمثلون (الدوليين والمميزين من الاولى الثانية الثالثة) بالاضافة الى 5 مقيمين للحكام ويحاضر فيها المحاضر بالاتحاد الدولي المغربي يحيى دحقة ومدرب اللياقة بالاتحاد الدولي الاردني الدكتور حسن الخالدي.. وتعد من اهم الدورات التي تخص التحكيم اليمني.
لقد سعدت وأنا ارى وجوها شابة بما يوازي اكثر من 90% عن الوجوه التي كانت هي المتواجدة طيلة السنوات الماضية والأجمل انهم من ذوي الاعمار الصغيرة بمعنى انهم سيخدمون التحكيم اليمني لسنوات طويلة ويتميزون بلياقة بدنية عالية جعلتهم يجتازون اختبارين خلال شهر بل بعضهم خلال يومين فقط.. ما تحتاجه هذه الكوكبة هو الرعاية والاهتمام والصقل المتواصل والدورات المكثفة والمباريات المتعاقبة.
ابارك للكابتن جمال الخوربي خروجه بهذه الحصيلة المهمة وأبارك للكابتن احمد قايد تبنيه لفكرة تطوير التحكيم اليمني وكذلك ابارك جهود بقية اعضاء اللجنة كالكابتن محمد المقبلي ومحمد نعمان.. فما وجدته خلال الدورة ان هناك عمل كان يحدث في صمت كبير وفوجئت مثل غيري ان جلد التحكيم اليمني تغير تماما كما اشيد بتواجد نائبي رئيس الاتحاد لافتتاح الدورة مما يعني الاهتمام بها.
في السابق كان الحكم اليمني يحلم بدورة في صنعاء او عدن اما اليوم فهناك دورات خارجية تم برمجتها في قطر والإمارات والسعودية على غرار ما هو معمول به في الدول الاخرى في السابق لم يكن هناك تخصص كساحة او مساعد إلا ان انتهاج سياسة التطوير الزم الحكام بتحديد التخصص لتطوير مهاراتهم وقدراتهم من اجل ايجاد حكم يستطيع الوصول الى ما لم يصل اليه الحكام السابقون.
من هذا العام سيصبح التنافس على الشارة الدولية من حق كل متميز وسيفتح الباب امام الجميع وفق الاختبارات المطبقة عالميا ولن تصبح الشارة ملكا لشخص معين بل ملك للتحكيم اليمني يحملها من يقدر على تلبية متطلبات المرحلة.. مع تقديرنا للحكام الدوليين الذين اجتهدوا خلال الفترة الماضية ولكن عمر التحكيم اليمني بدأ يشيخ وهو ما يتطلب وجود الدماء الشابة التي عليها احترام القامات التحكيمية التي عملت خلال السنوات المنصرمة وسعادتي اكثر ان ما ناديت به في اطروحتي للدكتوراه الخاص بالشق التحكيمي بدأ يرى النور.
في حقيقة الأمر لا نستطيع ان نصل كمنتخبات لنهائيات آسيا أو العالم ولكننا نستطيع من خلال هذه السياسة التطويرية الجديدة ان نوجد حكاما لنا في نهائيات اسيا ولم لا في نهائيات كاس العالم الامر ليس مستحيلا بل يريد ارادة قوية وان نضع في اجندتنا وجود حكم يمني في هذه المحافل الكبيرة.

قد يعجبك ايضا