اليمنيون في ظل الحرب والحصار.. تكافل يجسد معاني الإيثار: مبادرات مجتمعية لتوزيع كسوة العيد ومشاريع إنسانية للتخفيف من معاناة الفقراء والمحتاجين

 

تتواصل معاناة اليمنيين الإنسانية التي تصفها الأمم المتحدة بأنها «الأسوأ في العالم»، جراء العدوان وحصاره الجائر المستمر منذ أكثر من تسع سنوات.
وحل رمضان هذا العام في ظل ظروف معيشية قاسية، مع استمرار العدوان والأزمة الاقتصادية وتوقف صرف المرتبات منذ نقل البنك المركزي إلى عدن وغيرها من التداعيات والآثار الكارثية التي ألقت بظلالها على حياة الناس وأفقدتهم مصادر دخلهم.
وأصبحت آلاف الأسر تحت خط الفقر، وتحتاج إلى أبسط ضرورات الحياة من طعام ومأوى، وهناك الكثير من المتعففين الذي يخجلون طلب العون.
ومع كل هذه المآسي زادت وتيرة العمل الإنساني، وتزايد معها تواجد المؤسسات المنظمات والمبادرات الشبابية الإغاثية.
وكان على اليمنيين أن يضعوا لمستهم في خدمة المحتاجين، ويقوموا بدور ملموس في مواجهة هذه المحنة، حيث برز المتطوعون والمبادرات المجتمعية والمؤسسات والجمعيات المحلية التي حملت على عاتقها تعزيز قيم الرحمة والتكافل والإيثار بين أفراد المجتمع لتعزيز العمل الإنساني ومساعدة المعوزين والمحتاجين وتلبية احتياجاتهم الأساسية بالإضافة إلى دعم الأسر المنتجة لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وفي شهر رمضان المبارك تضاعفت الأعمال الإنسانية والخيرية لهذه المبادرات ومنظمات المجتمع المدني، بالبذل والإنفاق للمساهمة في توفير احتياجات الفقراء والنازحين.
فهناك من سعى لتوزيع السلال الغذائية، وآخرون تولوا توزيع وجبات الإفطار والسحور، وافتتاح المطابخ والمخابز الخيرية في مختلف المحافظات، وهناك من تولى توفير التمور والمياه في الأحياء، لإعانة المستهدفين على قضاء شهر الصيام.
ومع قرب حلول عيد الفطر المبارك تبنت المبادرات والجمعيات المحلية توفير كسوة وحلويات العيد لإدخال الفرحة إلى قلوب الفقراء والمحتاجين رغم قساوة الحياة وتداعيات العدوان والحصار على الجميع.
يقول القائمون على هذه المبادرات والمشاريع الإنسانية إنهم يقومون بعملهم المُستدام في خدمة الفقراء والمساكين والنازحين إلى جانب تنفيذ المشاريع الموسمية التي يدعمها الخيرون من أبناء اليمن لإسعاد الفقراء والمحتاجين.. مؤكدين الاستمرار في العمل لتخفيف الأعباء على الفقراء والأسر المتعففة التي لا تجد قوت يومها أو من يعيلها.
الدور الإنساني والاجتماعي الذي قامت به منظمات المجتمع والمبادرات الشبابية وجهودها الفاعلة في تقديم الخدمات الإنسانية خلال هذه المرحلة؛ أعطت صورة ناصعة عن الشعب اليمني وتآزره وكرمه وسخائه، وعكست روح التكافل والتآخي في المجتمع والعمل سوياً للحد من وطأة الأزمة الإنسانية على الفئات الأكثر ضعفاً والأشد احتياجاً.
وبفضل التكاتف الرسمي والشعبي استطاع اليمنيون إفشال مخططات العدوان ورهاناته على ورقة الحرب الاقتصادية وسياسة التجويع لإخضاعهم واحتلال بلدهم، بالتزامن مع استمرارهم في الكفاح والعمل بُمختلف المجالات المعززة للصمود ومواجهة العدوان وتحمل تبعاته الكارثية على الوضع المعيشي والإنساني.

قد يعجبك ايضا