* منذ أن يقرر الشاب أو الفتاة الارتباط ودخول عش الزوجية فإن أول ما يبدآن التفكير فيه هو مواصفات الشريك فيبني الشاب في مخيلته كثيراٍ من الصفات لشريكته وكذلك الفتاة أيضاٍ وتعزز هذه الصورة لديهما الانفتاح الكبير في وسائل الاتصال والمسلسلات التي تبث الرومانسية وتصور للجميع إن الحياة عبارة عن حب ورومانسية وما أن يتم الاقتران ويباشران الحياة تحت عش الزوجية حتى تبدو صورة الإنسان بعيوبه وحسناته فيرى الشاب عالما غير الذي كان في مخيلته وترى الفتاة أن سوء حظها قد حرمها من الزوج الغني الوسيم ذي الصفات والأخلاق المثالية .. فلماذا لا يرى بعض الأزواج إلا عيوب بعضهم وهل باتت الحياة الزوجية والأسرية في خطر .. ولماذا زادت نسبة الطلاق في مجتمعنا مؤخراٍ كما تشير إلى ذلك الدراسات الاجتماعية¿ .. عيوب
* في البداية التقينا بالشاب سعيد الذي يبلغ 25 عاما متزوج منذ ثمانية أشهر ورغم انه وزوجته في شهر العسل إلا وأن الخلافات قلبت حياتهما الجديدة رأساٍ على عقب والانتقادات قد حولت حياته كما يقول إلى جحيم لا يطاق حيث ظنت زوجته بأنه سيكون نهرا من العطاء ولكنها اكتشفت انه مليء بالديون التي تقاضاها أيام زواجه منها وبدأت زوجته كما يقول لا ترى سوى العيوب فيه وتقول له باستمرار “لست مجبرة على تحمل ظروفك وديونك ” وتطلب منه طلبات شبه مستحيلة ومبالغ مالية كبيرة لتنفقها على عزومة صديقاتها أو الخروج الدائم إلى التسوق وشراء أثاث جديدة بحجة أن ذوقه في شراء أثاث منزل عروسه غير جميل
* .. ويضيف هذا الشاب الذي يعمل بائعاٍ في إحدى المحلات التجارية : تكبدت الكثير من أجل زواجي وحاولت أن أوفر كل ما يلزم للعروس من مهر ومستلزمات الزفاف واستلفت مبلغاٍ من المال حتى أو في الطلبات التي طلبها والدها مني آنذاك ولكن لم أجد الاستقرار الكامل فغالبا تعيرني بفقري.
خلع
* إما سمية المتزوجة منذ خمس سنوات فقالت أنها تفكر بخلع زوجها بعد أن ضاقت من معاملته لها فدوما ما يتهمها بأنها مقصرة ومهما تعمل من اجله لا يرى سوى التقصير وقالت سمية وهي ربة منزل وأم لطفلة : أحاول دوما إرضاء زوجي دون فائدة أظل أوقات بدون طعام لا نفق على ملابسي وشكلي حتى اظهر له بمظهر حسن ولكنه لا يقوم حتى بالنظر أليِ ولا بالحديث معي إلا بتهكم وسخرية وصياح ألقيت اللوم على نفسي وبدأت ابحث عن أدوات التجميل والميك أب دون فائدة فدوما يقوم بمقارنتي بالفنانات والممثلات تعبت كثير منه وهددته بالرحيل من منزله دون أن يلقي إلى كلامي بالاٍ حتى وصلت إلى قراري الأخير بالخلع وخاصة إنه أصبح متاحا أمام النساء في الوقت الحاضر
. حلول
* وترى المستشارة الأسرية عوش عبدالله الحاصلة على دبلوم الإصلاح الأسري أن بإمكان الزوجين أن يتخطيا كل العيوب ليستمرا مع بعضهما فمثلا على المرأة أن لا تجعل هوسها الشراء فلا بد أن تراعي ميزانية زوجها فهي أيضاٍ مسئولة عن التدبير في المنزل ومساعدة الزوج وان تصبر على زوجها فأحيانا تحصل للزوج مشاكل في العمل لا يريد ان يشغل بال زوجته بها فيظل غاضبا ومزاجه معكراٍ وكذلك قد تقع عليه بعض الضغوطات فعلى الزوجة أن تكون عاقلة وتحافظ على بيتها وتطيع زوجها ولا تخرب حياة أطفالها وشيئا فشيئا تخبر الزوج بغلطه وتصحح له بعض الأمور كان تقول له لا تفعل ذلك الشيء وأيضاٍ تخبره بطريقة صحيحة وهادئة أن لا يكرر غلطه أما إذا قابلته بنفس الأسلوب هو يصيح وهي تصيح فبالتأكيد ستكبر المشاحنات بينهما وستؤدي حتما إلى انتهاء العلاقة بينهما لأسباب قد تكون لها حل بينهما كذلك على الزوج أن يراعي زوجته ويكون لها الزوج الحنون والأب الحنون ولا ينسى أنها تركت أهلها وأصبحت مسئولة منه وفي حمايته فلا يكن عبوسا دائما أو طويل لسان عليه أن يخاف الله ويعامل أسرته بإحسان وحب واحترام فزوجته قد أصبحت جزء منه فان عاملها بما يرضي الله فذلك سيعود عليه بالنفع .
* وتضيف الأخصائية عوش : التربية منذ الصغر هي من تشكل الإنسان فيتربى غير قادر على تحمل المسئولية نتيجة للدلال المبالغ فيه الذي تلقاه من والديه أو نتيجة للإهمال الذي عاشه فلم تعلمه أمه أن يعمل كذا ويتصرف كذا وهذا الأمر ينطبق على المرأة تماما فعندما يتربى جيل لا مبال وغير قادر على تحمل المسئولية فبالتأكيد ستكون نتيجته وخيمة وسيكون تعامله مع الشريك في غاية الصعوبة
استوصوا بالنساء خيرا
* أخصائية الطب النفسي وردة وهيب قالت: على الزوجين أن يجعلا الحوار أساس علاقتهما وان يتصارحا فيما بينهما فيقول كل طرف للآخر بعيوبه وما لا يعجبه عنه ويحاولا إصلاح عيوبهما هذا أن أرادا استمرار علاقتهما الزوجية أما أن ينتقص كل منهما الآخر ولا يرى غير العيوب في شريكه فحتما ستفشل حياتهما الزوجية وسيحل الكره بدلا من الحب وعلى كل من الطرفين أن يراعي الآخر ويجعلا نصب أعينهما أن هناك مسئولية كبيرة تقع على عاتقهما ابتداء من تأسيس الحياة الزوجية والأسرة وانتهاء بإنجاب الأطفال فلا يجعلا كل اهتمامها الانتقاد للآخر كما على الزوج أن يعي جيدا أن الزوجة تحمل قلب رحيم طيب فكلمة جميلة منه ومعاملة بإحسان كفيلين أن يجعلاها امرأة مطيعة محبة فالمرأة بقلبها الرحيم وطبعها الطيب حنونة بكلمة طيبة من الزوج تصبح امة بين يديه أما إن يريد الزوج معاملة حنونة من زوجته وهو يتصرف معها بسوء فبالتأكيد لن يحصل الا على الكره والحقد والنكران منها وقد قال عليه أفضل الصلاة والسلام استوصوا بالنساء خيرا ” فاحترام المرأة يولد احترام للرجل وكذلك العكس.
* وتضيف الأخصائية النفسية : كثير من الذين يعانون من مشاكل نفسية ويخضعوا للعلاج النفسي هم من الشباب حديثي الزواج والذين لم يتوفقوا في زواجهم ويصدموا بالواقع المرير الذي ينتهي بهم الحال إلى العلاج في المصحات النفسية ونأمل من المستشارين الآسرين أن يعملوا دورات يخضع لها المقبلين على الزواج بتأهيلهم على كيفية تحمل المسئولية وكيفية التعاون والتشارك مع الطرف الآخر وتعريفهم بأهمية العلاقة الزوجية والحياة الأسرية .