لحظة مع التاريخ!!


¶البرازيليون: ارجوكم لا تذكرونا بالعام 1950 ¶التاريخ حصيلة لمأساة كان من الممكن تفاديها
✧التاريخ لا يكذب .. ربما تنجح الحيل الان ومن المؤكد أن غدا سيشهد الكثير من الكذب لكن التاريخ دائما صادق فيه العبر ولديه الخبايا والاسرار قال اجدادنا من لم يستفد من التجارب والتاريخ فلن يستفيد من اليوم وغدا وللتاريخ عبره ومواعظه في الحياة والسياسة والرياضة.
✧ هناك أقوال وحكم لكتاب وفلاسفة من المفيد أن نتذكرها دوما: » أن التاريخ يعيد نفسه ومع هذا فإن غير المتوقع دائم الحدوث: ما مدى قدرة الإنسان على التعلم من التجربة« (جورج برنارد شو)
»من يتحكم في الماضي يتحكم في المستقبل ومن يتحكم في الحاضر يتحكم في الماضي« (جورج اوريل)

«التاريخ قد لا يعيد نفسه ولكنه يتشابه كثيرا» (مارك تواين)
«هؤلاء الذين لا يتذكرون الماضي محكوم عليهم بإعادته» (جورج سانتيانا)
«التاريخ هو الحصيلة الاجمالية لاشياء كان من الممكن تفاديها» (كونراد أديناور)
وانطلاقا من حكمة السياسي المخضرم أديناور وهو أول مستشار لالمانيا الاتحادية من عام 1949 ولمدة 14 عاما لاحقة .. يمكن الحديث عن شذرات من تاريخ كأس العالم خاصة مايمس هذا البلد الكروي العريق عالم كرة القدم وموطن السامبا والملك بيليه والامازون و(جوجي امادو) هذه البرازيل المتوجة على عرش مملكة الساحرة المستديرة.
من قول أدينهاور: هل كان بإمكان البرازيل تفادي خسارة كأس العالم عام 1950 في أرضها وبين جماهيرها المتيمة بكرة القدم وفي أركان ملعب الماركانا الرهيب .. تلك الخسارة المدوية التي لاتزال تشكل صدمة للبرازيليين حتى للشباب الذين خلقوا بعد هذا التاريخ بخمسين عاما.
المونديال… الفكرة والبداية
منذ العام 1930 وانظار العالم تتجه كل اربع سنوات نحو بطولة تسلب الالباب وتستحوذ على الاهتمام والمتابعة متفوقة على ما سواها من بطولات واحداث .. وبرغم مايحدث حولنا إلا أن كأس العالم يستجلب عدسات المصورين وانتباه الناس على مختلف أوطانهم و مشاربهم.
وعندما نستحضر التاريخ يجب ان نذكر العام 1872 عندما بدأ العصر الدولي لكرة القدم حينذاك لعبت بريطانيا واسكتلندا المباراة الكروية الدولية الاولى .. ومن بعدها استمرت المحاولات لتجميع شعوب الارض للتنافس حول بطولة كروية واحدة حتى تحقق الحلم قبل 84 عاما وبدأت البطولة بـ13 منتخبا سبعة من امريكا الجنوبية واربعة من اوروبا ومنتخبين من امريكا الشمالية .. اما اليوم فإن الغلبة والسطوة للمنتخبات الاوروبية من حيث عدد المنتخبات المشاركة.
دأب الاتحاد الدولي لكرة القدم منذ تأسيسه في العام 1904 في ايجاد بطولة عالمية للمنتخبات بعد بطولات متواضعة للاندية مطلع القرن الماضي ومشاركات اولمبية واذا قلنا شكرا للسير توماس ليبتون الذي حاول تنظيم بطولة لكأس العالم بداية القرن العشرين و نجح في ذلك عبر تنظيم بطولة للاندية وليست للمنتخبات .. الا ان المحامي الفرنسي الشهير جول ريمية هو الذي دخل التاريخ من بوابته الواسعة اذا كان صاحب الفكرة التي ناضل من اجلها ونفذها في العام 1930 وسميت حينها بطولة كأس النصر ثم سميت باسمه كأس جول ريمية التي امتلكتها البرازيل من خلال فوزها بالبطولة ثلاث مرات 1958 1962 ثم 1970 في المكسيك.
2014 هل تتعادل أوروبا وأمريكا اللاتينية!!
هنا في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية لا ينسى الناس التاريخ بل ويتذكروه وهم يحفظون تاريخ كأس العالم اكثر من تواريخ ميلادهم وهم يتوقعون أن يخطف المنتخب البرازيلي كأس البطولة هذا العام حتى من غير البرازيليين الذين سألتهم في الملعب أو في الشوارع شخصيا انا مع هذا التوقع وان لم ينجح المنتخب البرازيلي فربما منتخب لاتيني آخر بحيث تتقاسم منتخبات اوروبا وامريكا الجنوبية الفوز بالبطولة عشر بطولات لكل قارة اذا ما صدقت هذه التوقعات فيما تبقى منتخبات باقي القارات مجرد كومبارس.
وتوقعي ان يفوز فريق من امريكا اللاتينية باللقب نتيجة التواجد الجماهيري الكبير لمنتخبات امريكا اللاتينية داخل البرازيل أو ممن توافدوا من البلدان ذات التقارب الجماهيري والجغرافي ومن خلال متابعتي لحركة المشجعين الذين توافدوا إلى مدن البرازيل وحديثي مع احد أعضاء اللجنة المنظمة يمكن القول أن مشجعي الأرجنتين هم أكثر الوافدين فيما يفضل البرازيليون أنفسهم (بعد منتخبهم) المنتخب البرتغالي لأسباب عاطفية وتاريخية فالبرازيليون لغتهم هي البرتغالية والعلاقات التجارية والشعبية متطورة ومتجذرة.
شبح التاريخ يخيم على السيلساو
وبعد 64 عاما من تنظيمها لبطولتها الاولى تستضيف البرازيل اليوم كأس العالم للمرة الثانية في ظروف مختلفة ففي العام 1950 كانت البرازيل تواقة إلى الفوز ببطولتها الأولى وكان شعبها مفتونا ولا يزال بكرة القدم إلى درجة الثمالة حتى أن هناك من البرازيليين والبرازيليات من رمى بنفسه من أعلى استاد الماركانا الشهير عندما خسرت البرازيل نهائي تلك البطولة أمام الأورغواي .. يومها كان هذا الملعب العملاق يكتظ بـ200 ألف مشجع وهو رقم قياسي لحضور مباراة لم يتكرر وربما لن يتكرر مطلقا.
يومها اصطدمت أحلام البرازيل بجدار الزعيم الأسمر ابدو ليو فاريلا ورفاقة عمالقة المنتخب الارغواني العتيد حين تقدمت البرازيل بهدف وعادت الاورغواي لتفوز في خط النهاية 2 / 1.
وثمة من يعلن لغة التشاؤم خوفا من تكرار ذلك السيناريو المرير إذا لا يزال شبح التاريخ يخيم على البعض حتى على الشباب إذ حبيت أن اذكر مازحا احد الشباب في شاطئ «كوبا كبانا» الشهير بذلك التاريخ سيئ السمعة في البرازيل فرد علي بكل صرامة أرجوك لاتذكرني!!
في انتظار المأساة
ماذا لو أعاد التاريخ نفسه وخسرت البرازيل كأس العالم على أرضها بالتأكيد ستكون مأساة شعب يتنفس غالبيته كرة القدم ويعشق بجنون هذه الساحرة المستديرة.
من شاهد مباراة البرازيل والمكسيك أدرك أن منتخب السيلساو ليس من الصعب هزيمته إذا كانت الأقدام والرؤس المكسيكية قريبة من هز شباك وقلوب البرازيليين فيما لا يزال كثير من النقاد في البرازيل غير مقتنعين بمستوى نسخة 2014.
في مباراة الافتتاح قال لي أحد الصحفيين البرازيليين : كرواتيا لم تكن تستحق الخسارة ولا اعتقد أن هذا المنتخب (البرازيل) قادر على الفوز بكأس العالم.
علينا الانتظار الأيام القادمة البرازيل وضعت قدما في دور 16 إلا أن المواجهات القادمة أكثر حدة وتحدياٍ وربما تستجيب لتوقعات التاريخ.
alsawdi@yahoo.com

قد يعجبك ايضا