أكثر من مليار ونصف مسلم في أنحاء الكرة الأرضية، يترقبون هلال رمضان، ليؤدوا ركنا من أركان الإسلام، ويتحرون رؤيته، ليكون صيامهم مقبولا، الكل يستعد لقدوم هذا الشهر، يجهزون احتياجاتهم من المأكل والمشرب، وينتظرون المسلسلات والمسابقات التي تعرضها القنوات العربية وغير العربية.
بل وسنسمع قادة الدول العربية والإسلامية يتبادلون التهنئات والتبريكات بحلول الشهر الكريم…
سترفع مكبرات الصوت لقيام صلاة التراويح، تزدحم المساجد بالمصلين، وتكثر الصدقات والتبرعات للفقراء والمساكين، ومآدب الإفطار في الشوارع والطرقات، وكل هذا لطلب الأجر والثواب والمغفرة من الله… هكذا يقولون… ونسمعهم يرددون.
بينما في المقابل، أبناء غزة يقتلون ويشردون، تدمر المنازل فوق رؤوس ساكنيها، أكثر من مائة ألف بين شهيد وجريح، جرائم وحشية يرتكبها الكيان الصهيوني بحق أبناء غزة خاصة وفلسطين عامة، حصار بري وجوي وبحري، مئات الآلاف مهددون بالموت جوعا، لا يجدون رغيف خبز، أو شربة ماء، أصبح حلم أطفال غزة هو رغيف الخبز!
كيف يتحرون هلال رمضان، وبأي عيون يشاهدونه، وطيلة خمسة أشهر لم يشاهدوا ما يجري في غزة من قتل ودمار…!؟
كيف سيكون صيام مليار ونصف مسلم، وكيف ستقبل منهم صدقاتهم وصلاتهم، وقيامهم، وإخوانهم في غزة يموتون يوميا ولم يحركوا ساكنا.!؟.
شهر رمضان… هو شهر الصيام والقيام والجهاد في سبيل الله، والذي حدثت فيه أعظم المعارك والغزوات والفتوحات الإسلامية. ففيه كانت غزة بدر في السنة الثانية للهجرة، وفتح مكة في السنة الثامنة للهجرة، ومعركة القادسية، ومعركة عين جالوت، ومعركة حطين التي حررت بيت المقدس، وحديثا حرب أكتوبر 1393 هجرية.
فهل سيشهد رمضان هذا العام معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس التي أعلن عنها السيد عبدالملك الحوثي، مع انطلاقة معركة طوفان الأقصى، ويتم تحرير الأراضي الفلسطينية، أم أن المليار والنصف مسلم مشغولون بالمسلسلات، والمشاركة في المسابقات والتزاحم في صلاة التراويح، إن غدا لناظره لقريب، وإن وعد الله لآت.