العميد عنتر وحملته الدولية

صلاح محمد الشامي

 

• حينما تكون الأعمالُ بالأقوال مقترنةً، تكون الإشادةُ مُلزِمةً لكل قلم يعرف الإنصاف ويؤمن به..
وحين تكون تلك الأعمالُ في سبيل وطن وشعب وعزة وحرية وكرامة، تتضاءل حروف الشكر أمام جلال مقام الإنجاز، فمهما أعطتها لن تفيَها حقها..
• إننا في زمنٍ يَمَنيٍّ يَسطرُ الأساطير، ويذهل العالمَ بعجيب أفعاله، وغريب تحولات..
تواجهنا التحديات، فنُثبِتُ لها أنها دونَ الوقوفِ أمام عزائمنا، وتعترضنا الويلاتُ فلا تَثبُتُ هي أمام صلابةِ تمسكنا بهويتنا وقضيتنا.
• هكذا وُلِدَت (الحملة الدولية لكسر الحصار عن مطار صنعاء الدولي) عملاقةً بحجم اليمن المُعاصر، يمن الثورة والحرية والمقاومة، يمن العزة والكرامة والتحدي، يمن الواحد والعشرين من سبتمبر، الذي انقلب العالم كله لوأده في مهده، فانطلق كالمارد يطيح بأعتى قوى التجبر العالمي، ويحطم أقوى إمبراطوريات المال النفطي، ويبعث (اليمن) من تحت الرماد، بعد أن أوصله سماسرة الحكم السابق إلى مستوى العَدَم.
• كان لا بد من صوت شعبي يعبر عن آلام شعب عظيم، يعاني الأمرّين جرّاء حصار وعدوان أطبقا على اليمن إطباق المفترس على الفريسة، وسط تعتيمٍ إعلامي على ما يحصل في اليمن، وتضليلٍ وصل حد الادّعاء بإعادة اليمن إلى حضن العروبة، عبر قتل أبنائه وتدمير منشآته وإحراق مزروعاته والاستحواذ على ثرواته، ووقع كل من هو خارج اليمن في شراك الدعاية الصهيوأمريكية السعودية الإماراتية، فلم يكن أحد يصدق الحقائق التي تبثها وسائل إعلام صنعاء، بينما ينصت الجميع إلى قنوات الصهينة (العربية والحدث) الأكبر، التي يتوجب بعد سماعها الاغتسال من جنابة الفتنة الإخبارية التي تبثها لتسميم قناعات المجتمع العربي.
• رأى العزيز، السيد المجاهد العميد (حميد عنتر) بما له من علاقات عامة واسعة الانتشار، إنه بجهوده واتصالاته الخاصة، استطاع إقناع الكثير وتحويل قناعاتهم حول حقيقة ما يحصل في اليمن من جرائم الإبادة والتجويع بالحصار، فعمل على تطوير هذا العمل بإنشاء (الحملة الدولية)، التي ركزت على فتح مطار صنعاء، باعتبار ذلك مطلباً إنسانياً، يتيسر التجاوب معه، حتى من أولئك الذين لا يجدون حرجاً من مشاهدة أعمال القصف، ما دام سيعيد اليمن إلى (أحضان العروبة) -حسب زعم دول التحالف-، غير مدركين أن المطالبة بفتح المطار هو المُعَبِّرُ الأوفى عن القضية اليمنية، حيث أننا أصبحنا نطالب بأهم مطلب إنساني، لإدخال الغذاء والدواء وتيسير سفر المرضى، وهم بعشرات الآلاف، والذين يستحيل علاجهم داخل اليمن، خاصة بعد تقطيع كل أوردة تعزيز القدرات الطبية، واستحالة تحديث أجهزة الكشف والعلاج لمواكبة، أو حتى ملاحقة، التطورات المستمرة في المجال الطبي.
• ولهذا، كان للحملة الدولية صداها الذي لم تستطعه أجهزة حكومية مدعومة، نظراً لاستقلاليتها، وبسبب تركيزها على قضية واحدة، إنسانية الهدف والمبدأ.
لكن جهود الحملة كانت تعبر عن القضية اليمنية بمجملها، فعبر مطالبتها بتحرير المطار، أوصلت المظلومية اليمنية بأدق تعبيراتها، إلى كل بلدان العالم، عبر مؤتمرات دولية، أسبوعية ونصف شهرية، على منصات الزووم، وعبر استكتاب الأقلام، والدفع بعمل التظاهرات في بلدان شتى من أنحاء العالم، وإقامة معارض الصور الفوتوغرافية، ومعارض الفن التشكيلي، ورفع الدعاوى لدى المحكمات في عواصم العديد من بلدان العالم.
• ولم تكتفِ الحملةُ الدوليةُ بهذه الجهود، بل راحت تنسق مع منظمات وهيئات واتحادات، إعلامية وحقوقية وثقافية، لتعزيز وصول رسالتها الإنسانية، وضمان الحصول على أفضل النتائج، لإيصال صراخ المعاناة اليمنية إلى آذان العالم المتفرج الصامت.
• ثم انطلقت، وهي التي لم تُعطَ حقها من التقدير، تبعث بشهادات التكريم، لكل من شاركها أو دعمها أو وقف في صفها، من كتاب وعلماء ومفكرين وخبراء سياسيين وحقوقيين…، وغيرهم.
• لم تنسَ فضلاً لمن اشترك معها في الدفاع عن المظلومين وفك الحصار عنهم، وهي التي لم يعترف أحد بما قدمت وما تزال تقدم حتى اليوم وحتى الغد، وحتى يتحرر كل شبر من أرض اليمن الغالي، وتُرفَعَ كل أيدي الحصار عن مطاراته وموانئه ومنافذه البرية.
• كل التحية والتقدير إلى العميد (حميد عبدالقادر عنتر)- رئيس (الحملة الدولية لكسر الحصار عن مطار صنعاء الدولي)، وإلى نائب رئيس الحملة وكافة أعضائها، والتحية والشكر لكل من شارك الحملة الدولية، ولو بكلمة واحدة.

قد يعجبك ايضا