منتخب الناشئين.. ماذا بعد؟؟

حسن الوريث

 

منتخبنا الوطني للناشئين لكرة القدم وبعد فوزه ببطولة غرب آسيا تم استقباله وتكريمه وإلى هنا والأمر جيد لكن السؤال الذي يفرض نفسه وينتظر الإجابة من قبل كافة المسئولين على الرياضة ابتداء من وزارة الشباب مروراً بالاتحاد العام لكرة القدم وصولاً إلى الأندية الرياضية» ماذا بعد كل هذا الاستقبال والتكريم؟».
الكل يتمنى أن لا يعود هذا المنتخب إلى ثلاجة التجميد كمن سبقوه من المنتخبات واللاعبين الذين لم يعد يسمع عنهم أحد مع بعض الاستثناءات وربما وهذه هي العادة المتوارثة مع كل المنتخبات الوطنية التي تختفى ولا تظهر سوى قبل المشاركة بشهر أو شهرين على اكثر تقدير، ولن يكون منتخب الناشئين مختلفا أول من يكسر تلك العادة وذلك الروتين الغبي لاتحاد كرة القدم حتى لو تأهل لكاس العالم.
الاتحاد العام لكرة القدم لم ينظم أي بطولة للفئات العمرية منذ فترة طويلة، لا يهتم بهذه الفئات وليست في قاموسه أو أجندته رغم أنها هي الأساس في البناء والتطوير، وفي كثير من بلدان العالم يتم إنشاء قطاعات لهذه الفئات التي تعد الشريان الذي يغذي الأندية باللاعبين من خلال إقامة البطولات والمسابقات المختلفة لها إلا في بلادنا فإن هذه الفئات بعيدة عن الاهتمام وعملية اختيار منتخبات الناشئين والشباب تتم قبل المشاركات بصورة عشوائية، كما أننا نفتقد للاستراتيجية في عملنا وهذا ما يجعل أي نجاح يتحقق ينتهي بشكل سريع وتعود حليمة لعادتها القديمة من النوم والسبات العميق وقد سبق وأن تحدثنا مرارا وتكرارا عن هذا الأمر وافتقادنا للعمل الاستراتيجي المنظم في القطاع الرياضي.
لو عدنا بالذاكرة قليلا إلى ما قبل سنوات لنتذكر منتخب الناشئين الذي تأهل إلى كاس العالم وأبهر الجميع بأدائه الرائع والمميز والذي ضاع وتاه ولم يجد الاهتمام والرعاية المطلوبة من قبل الجهات المختصة والمعنية بالشباب والرياضة، وبدلاً من تشجيع ودعم لاعبي ذلك المنتخب ليتفرغوا للإبداع تحولوا إلى وكلاء شريعة لمتابعة قطعة الأرض التي صرفت لهم كمكافأة على إنجازهم.
ولم يكن مصير ذلك المنتخب افضل من المبدعين الذين سبقوهم والذين لحقوهم في مختلف المجالات، وهكذا هو مصير كل المبدعين في بلادنا في ظل عدم وجود رؤية استراتيجية حقيقية للرياضة تعتبر من أهم الموارد للكثير من الدول والبلدان ومورداً من موارد الدخل القومي، كما أن كبريات الشركات العالمية تدخل مع الدول في شراكات واستثمارات في مجال الرياضة تدر عليها المليارات وصارت الرياضة استثماراً حقيقياً ربما يفوق الاستثمارات في مجالات أخرى، فهناك بلدان تعتمد في دخلها القومي على الرياضة والاستثمار فيها، بينما نحن نظرتنا قاصرة للرياضة ونعتبرها من باب اللهو والتسلية رغم أن بلادنا لديها الكثير من الإمكانات البشرية والطاقات التي لا تمتلكها بلدان أخرى سبقتنا في المجال الرياضي وأصبحت تعتمد في دعم موازناتها على عائدات الرياضة والشباب وبيع وشراء اللاعبين وحقوق نقل المسابقات والإعلانات وعقود الرعاية للأندية والرياضيين وغيرها.
هل يمكن أن يكون هناك نظرة للمبدعين والرياضيين بشكل سليم حتى لا نفقدهم ويتحولون إما لتمثيل بلدان أخرى أو للانضمام للجماعات الإرهابية، أو يصبحون من رواد المقاهي والشوارع بسبب نظرة ضيقة وعدم فهمنا لطبيعة عملنا كمسئولين على هذا القطاع والأمثلة على ما قلت كثيرة، فكم من رياضي يمني مبدع هرب من بلاده وأصبح بطلاً باسم دولة أخرى وسيكون هذا المنتخب كسابقه من ضحايا عدم الاهتمام وغياب الرؤية الحقيقة ومن هنا يفترض أن تعمل وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية والاتحادات والأندية على وضع خطة عمل تنطلق من الاهتمام بالفئات العمرية من خلال إنشاء قطاع في كل اتحاد وفي كل الأندية الرياضية لهذه الفئات وتخصيص موارد وتنظيم بطولات خاصة بها، وكذا مواصلة الاهتمام بهم حتى يكونوا هم الرافد الأساسي للأندية والمنتخبات الوطنية وان لا تبقى نظرتنا قاصرة أو كما يقال «عيون واسعة ونظرة ضيقة» والسؤال الأهم لكافة الأطر الرياضية في بلادنا.. ماذا بعد؟ وهل سيدخل منتخب الناشئين إلى الثلاجة أم أن الوضع سيختلف؟ وسنترك الإجابة على هذه التساؤلات للأيام القادمة؟؟.

قد يعجبك ايضا