هل ينجح المطبِّعون الصغار في ما فشلت فيه الدول العظمى؟

صحيفة عبرية: دول عربية تساعد إسرائيل “للالتفاف “على الحظر اليمني

 

الثورة /محمد شرف
مرة أخرى يجدد الإعلام العبري التأكيد على مساعدة دول عربية ” الكيان “على الالتفاف على الحظر البحري الذي فرضه اليمن على سفن الكيان والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة عبر البحر الأحمر.
صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية كشفت عن طريقة وصفتها بالمبتكرة للتحايل على الحصار البحري الذي فرضه “أنصار الله” على الكيان الصهيوني في البحر الأحمر.
وقالت الصحيفة على موقعها الإلكتروني مساء أمس الأحد، أن كلاً من السعودية والأردن تساعدان “إسرائيل “في كسر حصار اليمن على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، عبر طريق قالت انه “التفافي”.
وأوضحت الصحيفة أنه بدلاً من الدوران حول القارة الأفريقية عبر طريق رأس الرجاء الصالح، والوصول إلى موانئ “الكيان” من خلاله في طريق طويل ومكلف، فإن شركات الشحن الإسرائيلية تُفرغ حمولاتها في موانئ الإمارات والبحرين في الخليج، ثم تنقل عبر شاحنات البضائع التي تمر بالأراضي السعودية والأردنية.
وكان موقع “والا” العبري يوم 16 ديسمبر الماضي أن دفعة أولى من الشحنات التجارية وصلت إلى “إسرائيل” عبر جسر بري جديد يبدأ من الإمارات ويمر عبر السعودية والأردن. بينما كانت صحيفة معاريف العبرية قد أعلنت في 5 ديسمبر عن توقيع اتفاق بين الإمارات والكيان الصهيوني لإنشاء جسر بري بينهما، حيث وقعت شركة “تراكنت” الإسرائيلية اتفاقية مع شركة “بيورترانس” الإماراتية للخدمات اللوجستية لتسيير شاحنات البضائع من ميناء دبي إلى ميناء حيفا مروراً بالأراضي السعودية ثم الأردنية، بسعة 300 إلى 350 شاحنة يومياً.
وقد أثار الخبر الذي تبنته صحيفة “والا” العبرية عن تفعيل الجسر البري بين الإمارات و” الكيان” مروراً بالسعودية والأردن عدة تساؤلات، ففي الوقت الذي أكدت فيه الصحف العبرية مرور 10 شاحنات عبر هذا الجسر أكد الأردن أنه لم تمر أي شاحنة عبره، فيما فضّلت السعودية الصمت.
ثمّة من يقول، إن فكرة مشروع الجسر البري ليست وليدة لتداعيات الحرب على غزة، ولكنّ الحرب وما تبعها من إجراءات اتخذها اليمن ضد سفن العدو والمتجهة اليه حفّزت سرعة البدء في تنفيذ المشروع.
فمع تصاعد الهجمات وإثبات اليمنيين جديتهم في حظر مرور السفن إلى إسرائيل ردا على العدوان والحصار المفروض على غزة،” باتت الحاجة ملحة لتشغيل الخط البري..بحسب تصريح
“حنان فريدمان”، رئيسة “تراكنت”، خلال توقيعها الاتفاق مع شركة “بيورترانس” الإماراتية للخدمات اللوجستية
ولا تنبع أهمية تشغيل هذا الجسر في كونه يربط برياً بين الإمارات ودولة الاحتلال، حيث كان النقل البري قائماً بالفعل بين الجانبين، فقد كانت الشاحنات تصل بالفعل من الإمارات إلى ميناء حيفا مروراً بالسعودية ثم عبر الأردن، لكنها لا تتحرك كخط مباشر، وإنما يتغير السائقون والشاحنات عند المعابر الحدودية، وذلك لعدم وجود اتفاق مباشر مع السعودية، مما يطيل المدة. لكن الآن، بات وصول شاحنة واحدة وسائق واحد من دبي إلى ميناء حيفا مباشرة، دون تغيير عند المعابر الحدودية بين الدول، وهو ما يعكس التوصل لاتفاق بين جميع الدول المشتركة في المسار، لتوحيد الشاحنات وقبول رخص القيادة للسائقين المصرح لهم بالسفر.
كما أن الخطوة تؤكد ليس فقط تمسك الإمارات والبحرين بنظرتهما للشراكة مع العدو لكنها تشير أيضا إلى أن السعودية تواصل المضي قدماً في مسار صفقة التطبيع .
خاصة في ظل استراتيجية المملكة التي تتعامل مع هذا الأمر في سياق أوسع يشمل شراكة أمنية ودفاعية مع الولايات المتحدة.
وإذا كانت معركة “طوفان الأقصى ” عطلت مؤقتا الجهود الدبلوماسية المتعلقة بمسار التطبيع بين السعودية والكيان، فلا تزال الحسابات التي دفعت الرياض إلى مسار التطبيع قائمة .
وأدى الحصار اليمني المفروض على سفن وموانئ الكيان إلى تكبد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر فادحة، وهو ما جعله يبحث عن البدائل.
فبالرغم من أن تكلفة استخدام الجسر البري أعلى بكثير من الشحن البحري، فإن ارتفاع تكاليف التأمين البحري في الوقت الراهن جراء الإجراءات اليمنية عند مضيق باب المندب وفي البحرين الأحمر والعربي جعلت الطريق البري أقل تكلفة. فالطريق الجديد بحسب المدير التنفيذي لشركة “تراكنت” سيوفر أكثر من 80% من تكلفة نقل البضائع عبر الطريق البحري.
ما يجدر ذكره، أن مصر دخلت أيضاً على هذا الخط، حيث أعلنت شركة تراكنت Trucknet الإسرائيلية، أواخر ديسمبر الماضي عند توقيعها اتفاقاً مع شركة WWCS المصرية المملوكة لرجل الأعمال المصري. هشام حلمي، ليمتد مسار الجسر البري إلى الأراضي المصرية .
ويرى مراقبون، أن الجسر البري الذي يربط موانئ الدول المطبعة مع دولة الكيان الإسرائيلي هو محاولة لتقديم دعم معنوي للكيان المعزول، ولا يمكن أن يكون هذا الطريق البري بديلاً عن الطريق البحرية التي تمر عبر البحر الأحمر إلى ميناء أم الرشراش ” ايلات ” جنوب فلسطين المحتلة، والذي بات مشلولاً بفعل الحصار البحري الذي تفرضه القوات اليمنية، وقد فشلت الولايات المتحدة و معها بريطانيا من كسر الحصار البحري على الكيان الإسرائيلي، فما عسى أن يفعله المطبعون الصغار .؟.

قد يعجبك ايضا