يوماً عن يوم يزداد عويل وصراخ الكيان الصهيوني، تحت وقع الضربات الموجعة لقواتنا الصاروخية والطيران المسير، والحصار الذي تفرضه قواتنا البحرية، التي تواصل إغلاق باب المندب والبحرين الأحمر والعربي، أمام السفن الإسرائيلية، أو تلك المتجهة إلى موانئ الكيان الصهيوني، واستهداف من ترفض منها الاستجابة للتحذيرات بالعودة، وهو الأمر الذي أسفر عن خسائر اقتصادية كبيرة للكيان الصهيوني، بسبب انقطاع الواردات إليه عبر البحر الأحمر، والارتفاع الكبير في تكاليف تغيير خط السفن الواصلة إليه عبر رأس الرجاء الصالح، وإقدام شركات التأمين على رفع المبالغ التي تطلبها مقابل التأمين على هذه السفن بسبب بعد المسافة، وارتفاع مستوى المخاطر التي تواجهها عند إبحارها في ذلك الممر البحري الطويل، ومؤخراً أضيف إلى الأعباء التي يتكبدها اقتصاد الكيان الصهيوني، إعلان العديد من شركات النقل البحري الدولية عن اتخاذها قراراً بوقف قيام سفنها بنقل البضائع والشحنات التجارية إلى الموانئ الإسرائيلية .
وأمام هذا الحصار البحري الذي تفرضه قواتنا البحرية على الكيان الصهيوني المجرم، بدأ الاقتصاد الإسرائيلي يتهاوى ويرتفع عويل وصراخ مسئولي الكيان الصهيوني جراء الأضرار والخسائر الاقتصادية الكبيرة التي تلحق بهم يومياً، ودفعتهم إلى تسريح الموظفين في ميناء إيلات التي تعد أهم الموانئ الإسرائيلية الحيوية على البحر الأحمر، ناهيك عن انعدام السلع أو ارتفاع أسعارها في العديد من القطاعات الاقتصادية جراء عدم وصول الواردات إلى موانئهم منها ، وهو ما تسبب بحدوث أزمة حقيقية، يمكن معرفة انعكاساتها السلبية على الاقتصاد الإسرائيلي، من خلال ما نتابعه من تصريحات المسئولين الصهاينة، والتحليلات الاقتصادية المتواترة في القنوات الفضائية ووسائل الإعلام الإسرائيلي، وتلك التابعة للمطبعين من العرب المتصهينين، والتي تؤكد جميعها على الأثر السلبي العميق الذي ضرب الاقتصاد الإسرائيلي، جراء الحصار المستمر الذي يفرضه رجال قواتنا البحرية على السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ الكيان الإسرائيلي، ودفع حاضنة إسرائيل أمريكا وبعض الدول الأخرى التي تدور في فلكها، إلى الإعلان عن تشكيل تحالف بحري يهدف إلى حماية السفن المتجهة إلى إسرائيل، تحت مبررات كاذبة، ومزاعم حماية الخطوط الدولية للنقل البحري، لكن سرعان ما انكشفت هذه المزاعم، وسارعت الدول التي كانت أعلنت المشاركة في التحالف، إلى الانسحاب تباعاً من المشاركة فيه، خاصة بعد خطاب قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي حفظه الله تعالى، والذي أكد فيه أن البحر الأحمر مفتوح أمام حركة السفن التجارية العالمية، ما عدا تلك المتجهة إلى إسرائيل، كما أوضح فيه استعدادنا لمواجهة هذا التحالف، واستهداف قواعده وبوارجه البحرية، إذا ما قرر التورط في شن حرب على بلادنا، أو اعتراض قواتنا البحرية .
وبالتالي لم يبقٓ أمام أمريكا وربيبتها إسرائيل إلا الإذعان لشروط اليمن في رفع الحصار عن اخوتنا الفلسطينيين في غزة، والسماح بدخول حاجتهم من الماء والغذاء والدواء، أو استمرار إغلاق باب المندب والبحرين الأحمر والعربي أمام السفن المتجهة إلى إسرائيل، ومعه يستمر اقتصاد الكيان الصهيوني في التهاوي إلى أن يصل إلى الانهيار، والخيار لهم .