بسبب مجازره الوحشية بحق المدنيين في غزة: “إسرائيل ” كيان منبوذ حول العالم

 

الثورة/متابعة / إبراهيم الأشموري
أصبحت دولة الاحتلال كياناً منبوذاً حول العالم بسبب مجازرها الوحشية بحق المدنيين في قطاع غزة.
وفي هذا الإطار، قال موقع “The American prospect” الأميركي، أمس الاثنين، أنّ حرب “إسرائيل” الوحشية على غزة تحوّلها إلى كيان منبوذ، كما تخاطر بحرب إقليمية.
وأورد الموقع أنّ “الأخبار الواردة من غزة تزداد سوءاً بطريقة أو بأخرى، حيث يقتل مئات المدنيين كل يوم، معظمهم من النساء والأطفال، ويبدو أنّ معدل القتل قد تسارع بعد الهدنة القصيرة”.
وأضاف، أنه “من المؤكد أنها تبدو للعالم كحملة تطهير عرقي، والتي دعا إليها بعض وزراء الحكومة الإسرائيلية علناً، لكن الحرب تشكل أيضاً تهديداً أكبر وأكبر لإسرائيل نفسها”.
وبيّن الموقع أنّ “الخطر المباشر الأكبر هو أنّ الحرب سوف تتحول إلى صراع إقليمي”، مشيراً إلى أنّ “الاحتجاجات الحاشدة فرضت ضغوطاً كبيرة على الحكومة الأردنية لقطع علاقاتها الوثيقة نسبياً مع إسرائيل، فيما انتقدت مصر بشدة حرب غزة، ورفضت رفضاً قاطعاً قبول أعداد كبيرة من اللاجئين”.
وتابع، قد ترى “إسرائيل” نفسها غارقة في القتال من شارع إلى شارع ضد “حماس” في غزة، وحرب إطلاق النار مع حزب الله (وهي أكثر شراسة) في لبنان، في حين تلحق ضرراً كبيراً بعلاقاتها مع جيرانها الآخرين، وكل ذلك في نفس الوقت.
ولفت الموقع إلى وجود “خطر أكثر غموضاً، ولكنه لا يزال جدياً، هو أنّ مذبحة المدنيين التي لا تنتهي في إسرائيل ستؤدي إلى تنفير حلفائها، وقبل كل شيء الولايات المتحدة”، مضيفاً أنّ “الآن، يمكن رؤية قوة اللوبي الإسرائيلي في الفجوة الهائلة بين الكونغرس وإدارة بايدن من جهة، والشعب الأميركي من جهة أخرى”.
وأكد أنّ “ائتمان الحكومة الأميركية قد ينفد”، موضحاً أنه “في حين أنّ إدارة بايدن قد مكنت الوحشية الإسرائيلية (لتشويه سمعتها)، إلا أنها تشعر بالغضب بشكلٍ واضح ومتزايد من رفض إسرائيل المطلق حتى التظاهر بتقليل الخسائر في صفوف المدنيين”.
وأشار الموقع إلى أنّ الشخصيات الوحيدة التي تستفيد من هذه الحرب هم أعضاء حكومة الاحتلال الحاليون، وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لافتاً إلى أنه يُلقى باللوم عليه على نطاقٍ واسع بالمسؤولية عما جرى في 7 أكتوبر، ويواجه تهماً جنائية، كما انهارت شعبيته.
وبيّن بأنه في اللحظة التي تنتهي فيها الحرب، يكاد يكون من المؤكد أن حياة نتنياهو السياسية قد انتهت أيضاً، مضيفاً أنّ هذا قد يفسر لماذا يبدو أنّ حكومة الاحتلال تحاول بدء صراع إقليمي بدلاً من تجنبه.
وأياً كان الأمر، فإنّ هذه الحرب هي كارثة على غزة، واليهود في جميع أنحاء العالم، وعلى” إسرائيل” نفسها
على صعيد متصل، ذكرت مجلة “ذي إيكونوميست” البريطانية أنه لم يتبقَّ لـ”إسرائيل” سوى بضعة أسابيع فقط لإنهاء مهمتها في غزة، قبل أن تسحب الولايات المتحدة دعمها للهجوم.
وأوردت المجلة أنّ “9 أسابيع مرّت منذ أن بدأت إسرائيل قصف قطاع غزة وستة أسابيع منذ أن أرسلت قوات برية، ويبدو الأمر على نحوٍ متزايد كما لو أنّ أمام القوات الإسرائيلية أسابيع فقط لإنهاء المهمة قبل أن تسحب واشنطن، (الحليف الحيوي لإسرائيل)، دعمها للهجوم”.
وأشارت إلى أنّ “النجاح يبدو غير محتمل”، لافتةً إلى أنّ “إسرائيل تكثف عملياتها، وقد نشرت فرقة كاملة محمولة جواً من الجيش الإسرائيلي في مدينة خان يونس الجنوبية وحولها، ولا تزال ثلاث فرق مدرعة تعمل في القطاع الشمالي في مدينة غزة المدمرة”.
وبحسب ما تابعت المجلة، تحاول “إسرائيل” خلق الانطباع بأنّ “المقاومة تنهار” وأنها “تسيطر على أراض واسعة”، موضحةً أنّ هذه ليست بعد “صورة النصر، الصورة التي تؤكد الانتصار النهائي، التي يطالب بها المواطنون الإسرائيليون من قادتهم”.
ولفتت إلى أنّ “جنرالات إسرائيليين قالوا منذ بداية الحرب إنّ الأمر سيستغرق شهوراً من العمليات المضنية”، مضيفةً أنه “بعد مرور أكثر من شهرين، ما زالوا يتوقعون شهوراً طويلة، لكن قد لا يكون لديهم الوقت”.
وبيّنت المجلة أنّ “عدد القتلى المدنيين استنزف بالفعل الدعم الدولي للهجوم الإسرائيلي”، مشيرةً إلى أنّ الولايات المتحدة، حليفة “إسرائيل التي لا غنى عنها، تتذبذب الآن”. حد قولها.
ووفق ما ذكرت، تنفي الحكومتان الأميركية والإسرائيلية علناً أنّ إدارة بايدن قد حددت أي نوع من موعد نهائي للإسرائيليين لإنهاء الهجوم. لكن عدة مصادر أكدت أنه خلال زيارته الأخيرة لـ”إسرائيل”، أبلغ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الإسرائيليين أنه سيتعين عليهم إنهاء الأمور بحلول العام الجديد.
واعتبرت أنه إذا طالبت واشنطن بإنهاء القتال في وقتٍ مبكر من العام الجديد، قد ينتهي القصف الإسرائيلي لغزة، لكن من المرجح أن يواصل “الجيش” الإسرائيلي حملة أقل كثافة بالاعتماد على قوات برية متحركة.
وفي هذا السيناريو، ستواصل حماس السيطرة على أجزاء من غزة، وبذلك تكون “إسرائيل” قد فشلت في تحقيق هدفها الرئيسي المتمثل في “القضاء على حماس”، وفق المجلة.

قد يعجبك ايضا