تتوالى المجازر ( الصهيوأمريكية، الأنجلوسكسونية) بحق أطفال ونساء غزة، مجازر يرتكبها ( الجيش الأكثر أخلاقا في العالم، وهو الجيش الصهيوني)، هذا الجيش الذي لا علاقة له بنظام الجيوش ولا بتقاليدها ولا بأخلاقياتها، جيش ينتمي لكيان استيطاني عنصري منحط ومجرد من كل القيم والمشاعر، جيش ينتمي لعصابة ( الهاجاناه، والبلماخ، والشتيرن، والإرجون)، إنه جيش بلا مشاعر، جيش قاتل مجرم، مهنته القتل وثقافته الإجرام، وعقيدته قتل وتدمير ممنهج وتطهير عرقي، جيش أجبن من أن يواجه المقاتلين، فيهرب منهم ويتحاشى مواجهتهم، ويذهب بطائراته لقتل الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير البيوت على رؤوس من فيها، جيش يرتكب أبشع الجرائم بحق الطفولة والمرأة والإنسانية، وبحق القانون الدولي والتشريعات الأرضية والسماوية، جيش يهين بجرائمه المجتمع الدولي وكل القيم الإنسانية، إن الجيش الصهيوني لا يقتل ويدمر أطفال ومواطني قطاع غزة، إنه يقتل البشرية، يقتل الإنسانية، يقتل كل القوانين والقيم والتشريعات والمشاعر الإنسانية، إنه يقتل المجتمع الدولي الذي يبدو أنه أكثر انحطاطاً من جيش وقيادة الكيان..!
أعرف أن هناك أنظمة عربية فقدت هويتها وقيمها ومشاعرها وانتماءها وإنسانيتها ورجولتها، أنظمة تجردت من كل العقائد والمعتقدات ووضعت نفسها في اسطبل العدو الصهيوأمريكي، الأنجلوسكسوني، أنظمة عربية ( حذاء) طفل فلسطيني أغلى وأشرف وأطهر منها بنظرنا، وعند الله الذي أكرم أطفال ونساء غزة بالشهادة وسوف يستقبلهم في رحاب جنته في عليين، فيما حكام أنظمة ( العهر العبرية) فإن الله سبحانه يمتعهم إلى حين ولن يتركهم يرحلون من هذه الدنيا إلى جهنم إلا وهم أذلاء ولن تكون نهايتهم أفضل من نهاية ( النمرود) ..؟!
يحتشد العالم بأنظمته وبدوله العظمى بقدراته وبأساطيله وطائراته، للاصطفاف إلى جانب القتلة الصهاينة الذين يتزودون بأحدث الأسلحة والذخائر الفتاكة من قنابل وصواريخ هي أحدث ما أنتجه مجمع الصناعات العسكرية الأمريكية، لتُمنح لجيش العصابات الصهيونية ليلقيها بدوره على أجساد أطفال غزة وفلسطين، ويدمر بها البشر والحجر والشجر، ثم يقال ( من حق الكيان المجرم الدفاع عن نفسه) ؟!
كيف، وبأي منطق وقانون وشريعة، يحق للعدو الذي يحتل أرض غيره، أن يكون له الحق في الدفاع عن نفسه ضد مقاومة أصحاب الأرض والحق، الذين يدافعون عن أرضهم ووطنهم وحريتهم واستقلال وطنهم من دنس المحتل القادم اليهم من كل أصقاع الأرض؟!
إنه المنطق الأنجلوسكسوني، المنطق الإمبريالي المتوحش الذي ما يقوم به الصهيوني إلا تجسيدا لقيمه، قيم الإمبريالية المنحطة..!!
إن الجرائم الصهيونية بحق أطفال ونساء وشيوخ فلسطين وقطاع غزة تحديدا هي جرائم بحق أنظمة ( العهر) والذل العربية، هذه الأنظمة التي أثبتت جرائم الصهاينة والأمريكان أنهم حزء منها وشركاء أساسيون فيها مهما قالوا أو تحدثوا عن ( قلقهم) فهم شركاء بالجريمة وإلا ما قيمة وأهمية هذه الأنظمة وجيوشها؟! أي كرامة يمكن أن يتحدث بها هؤلاء الحكام الخونة؟ وأي سيادة؟ وأي أمن قومي؟!
ويا ليت وهذه الجيوش وهذه الجرائم تواجه جيشاً متسلحاً بذات قدراتها، ولكنهم يواجهون مجموعة مقاومين، وقد أثبت هؤلاء المقاومون وبعد كل هذه الجرائم والكثافة النارية والقدرات العسكرية التي لدى أعدائهم الصهاينة، أثبتوا أنهم أقوى وأقدر وأعظم من الكيان وجيشه وأجهزته، ومن أمريكا وقدراتها، ومن بريطانيا المنحطة التي كانت سبب هذه الكارثة التي زرعتها في القلب العربي دون وجه حق، وبدلا من أن تكفر عن جريمتها تأتي اليوم لتناصر العصابات التي زرعتها في أرض ليس أرضها وليس لمن زرعتهم حق فيها..؟!
إننا حقا نعيش في عالم مجرد من الأخلاق والمشاعر، عالم منافق، عالم مجرم يدار من قبل عصابات إجرامية؟
إن الجرائم التي ارتكبها العدو يوم أمس في قطاع غزة بحق الأطفال الأبرياء هي ترجمة لتصريحات ( سفلة أمريكا وبريطانيا، الذين أكدوا أنهم طلبوا من الصهاينة مراعاة المدنيين) ؟!
إن التاريخ سيلعن الحكام العرب ويلعن سيرتهم وعهدهم وزمانهم، لكنه سيتحدث عن أنحطاط المجتمع الدولي ونظامه المرهون أمريكيا، لكن هذا التاريخ سوف يسجل بحروف من نور أسماء أطفال فلسطين الذين ارتقوا إلى طريق القدس، طريق الحرية والكرامة والعزة والاستقلال، نعم لن تذهب دماء أطفال فلسطين وقطاع غزة هدرا بل هي الوقود الذي به تواصل شعلة الحرية والثورة اتقادها، هذه الشعلة التي ستحرق بنيرانها المتوهجة ( قصور العهر) العربية، أو بالأصح ( العبرية) إذ لم يعد هنا ما يمكن وصفه بالنظام العربي بل أصبحنا في زمان ( النظام العبري) ..!
إن صرخات أطفال ونساء فلسطين، وأنين شيوخها، هي لعنات وكوابيس على أنظمة ( العهر العبرية) ، هذه الأنظمة التي تجردت من كل المشاعر الإنسانية، لأنها خائنة وعميلة والخائن والعميل لا كلمة له عند أسياده..؟!
لكن المقاومة هي صاحبة الكلمة والموقف والقرار، وهي سيدة الأمة، وهي من ستفتح أبواب القدس والأقصى وكنيسة القيامة، وهي من ستعيد الاعتبار للأمة ولهويتها ولقيمها ولشرفها ولسيادتها، وهذا ليس بعيدا بل أقرب مما يتوقع الأصدقاء قبل الأعداء.. فانتظروا!!