الصهيونية والتضامن الرياضي مع فلسطين (3-3)

د. محمد النظاري

 

مع ازدياد الوحشية الصهيونية ضد إخواننا في فلسطين، وفي ظل الدعم الأمريكي والمساندة الغربية، والخذلان العربي والإسلامي، في ظل ذلك كله، يبقى موقف الرياضيون مشرفا، كونهم يعبرون عن ضمير الإنسانية الحي.
تناولنا في المقالين السابقين نماذج مشرفة من التضامن الرياضي مع القضية العادلة في فلسطين، ومع الأطفال والنساء وكبار السن في غزة، الذين يواجهون عدوانا لم يسبق للعالم رؤية مثيل له.
في هذا المقال سنتناول تضامن الرياضيين في اليمن، وهذه المرة عبر الأكاديميون الرياضيون، من خلال المناقشة العلمية للباحثة الدكتوراه في كلية التربية الرياضية بجامعة صنعاء عائشة النصيف (أول دكتوراه نسائية في اليمن) حيث خصصت المناقشة جانبا لمناصرة المجاهدين والمرابطين في غزة، من خلال افتتاح المناقشة بالوقوف لقراءة الفاتحة لأرواح شهداء غزة سلام الله عليهم.
تحدث ا.د حسين جعيم رئيس لجنة المناقشة والحكم في مستهل الحدث العلمي، عن أهمية مساندة الشعب الفلسطيني في جهادهم المقدس، وعن الصمت الدولي المعيب.. وهو ما يحتاج إليه المجاهدون في غزة، وهذا يجسد رؤية الأكاديميين الرياضيين نحو قضيتهم المركزية.
العلم الفلسطيني كان حاضرا بقوة، من خلال دعوة المناقشة العلمية التي احتوت على العلم الفلسطيني إلى جانب العلم اليمني، ليجسدا عنوان الصمود ضد العدوان الصهيوني.
شعار المقاومة أيضا كان حاضرا في قاعة المناقشة العلمية، حيث توشحت لجنة المناقشة والباحثة بالشعار، ليجسدوا التضامن الكبير للشعب اليمني مع إخوتهم في غزة العزة.
أطروحة الدكتوراه التي نوقشت في أجواء فلسطينية يمنية، عنوانها: فاعلية تدريس مناهج التربية الرياضية المقترحة للصفوف الثلاثة الأولى من مرحلة التعليم الأساسي في ضوء احتياجاتهم البدنية والمهارية والمعرفية، وأشرف عليها ا.م.د نجيب صالح مصلح جعيم.
هدفت الدراسة التعرف إلى فاعلية تدريس مناهج التربية الرياضية المقترحة للصفوف الثلاثة الأولى من مرحلة التعليم الأساسي في ضوء احتياجاتهم البدنية والمهارية والمعرفية، وتكونت العينة من (150) تلميذاً وتلميذة من مدارس الرشيد الحديثة بأمانه العاصمة صنعاء.
استخدمت الدراسة المنهج الشبه التجريبي بالقياسات القبلية والبعدية، باستعمال بطارية اختبار القدرات البدنية للمرحلة الابتدائية من سن (6 – 9) سنوات لدرودل كوخ.
أبرزت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية لصالح القياس البعدي في جميع المتغيرات البدنية والمهارية والمعرفية، فيما لا توجد فروق في الاختبار المعرفي للسؤال الرابع للصف الأول والثاني ذكور والصف الثالث إناث، وقد أوصت الباحثة بضرورة تفعيل المناهج المقترحة وتوزيعها على التلاميذ في مدارس الرشيد الحديثة وإمكانية تعميمها في جميع مدارس أمانه العاصمة صنعاء بالجمهورية اليمنية لما كان له من فاعلية في تنمية قدرات التلاميذ البدنية والمهارية والمعرفية.
تشرفت بكوني أحد أعضاء لجنة مناقشة أول أطروحة دكتوراه نسوية في اليمن، كممتحن خارجي عن جامعة البيضاء، وتستحق الدراسة ما أوصت به اللجنة من التوصية بالطباعة والنشر، كونها من الدراسات الحديثة والمهمة، لأنه نتج عنها منهج تدريسي للتربية البدنية والرياضية.
كنت أتمنى حضور مسؤولين من وزارة التربية والتعليم، للاطلاع على أهمية تعميم المنهج، ليصبح للحصة وجود حقيقي في المدارس الحكومية والأهلية، وحضور مدير مدارس الرشيد الأستاذ محمد حمران، شيء إيجابي ودعمه لهذا المنهج يحسب له ولمدارس الرشيد.
ما تقوم به كلية التربية الرياضية بجامعة صنعاء بقيادة العميد ا.د عبد الغني مطهر ونائبيه الدكتورين نجيب جعيم ومحمد الخولاني، وكل الكادر الأكاديمي والإداري في خدمة الطلاب، خاصة الدراسات العليا، وعلى وجه الخصوص برنامج الدكتوراه، الذي يعد الأول على مستوى الجامعات اليمنية، وها هي المناقشة الرابعة يتم مناقشتها، ليكون أكبر رد على الذين شككوا في البرنامج، قبل انطلاقه.
تضامن كل من شاركوا في المناقشة العلمية مع غزة نقطة مضيئة، نتمنى أن تكون حاضرة في كل الأنشطة الرياضية وفي مقدمتها الدوري العام لكرة القدم، من خلال قراءة الفاتحة قبل انطلاق المباريات ووجود العلم الفلسطيني واليمني عند دخول اللاعبين لوسط الملعب.

قد يعجبك ايضا