الإعلام الرياضي بين اتحاد ميت وجمعية.. نائمة

حسن الوريث

 

تفاءلنا كثيرا عندما تم الإعلان عن إنشاء جمعية الإعلام الرياضي ككيان مستقل بعيداً عن وصاية وزارة الشباب والرياضة لتكون موازية للاتحاد العام للإعلام الرياضي الذي غاب بل ربما مات وشبع موتا، لكن التفاؤل سرعان ما انقلب إلى تشاؤم بعد أن عادت الجمعية للنوم وكأن شيئا لم يكن.
والتساؤلات التي تطرح نفسها.. هل صارت قضية الإعلام الرياضي عصية على الحل؟ وهل هناك جهات تعمل على بقاء الوضع كما هو عليه خوفا من إعلام رياضي قوي ومستقل أو خدمة لمصالحها؟ وما هو الذي جعل جمعية الإعلام الرياضي تنام أو تهرب إلى الخلف؟ وهل الحال الذي وصل إليه الإعلام الرياضي يعود إلى الإعلاميين الرياضيين الذين لم يجعلوا لأنفسهم قيمة وظلوا تابعين ومجرد أدوات لجهات أو أشخاص؟.
بالتأكيد إن بقاء الإعلام الرياضي بهكذا وضع غير طبيعي لأنه ينعكس سلبا على الإعلاميين الرياضيين وعلى الحركة الرياضية نفسها طالما ظل الإعلام الرياضي ككيان موجود في غرفة الإنعاش ولم يتطوع أحد للقيام بعملية تعيده للحياة بشكل حقيقي وواقعي بعيدا عن المصالح للبعض كما قلنا أفرادا أو جهات وأن تتم الاستفادة من تجارب الآخرين في هذا الجانب بحيث يكون لدينا إعلام رياضي قوي وفاعل.
كما أنني من هنا أوجه رسائل متعددة الأولى إلى وزارة الشباب والرياضة بأن ترفع يدها عن الإعلام الرياضي لأن بقاءه تحت سيطرتها ليس منطقيا ولا معقولا ولأنها أيضا عجزت عن الحفاظ عليه وأهملت الاتحاد بل وأضاعته على مدى سنوات طويلة.. والرسالة الثانية إلى الزملاء في قيادة الجمعية اليمنية للإعلام الرياضي الذي استبشرنا بها خيرا لتكون هي المنقذ للإعلام الرياضي من حالته المزرية باعتبارها كياناً مستقلاً بعيدا عن الوصاية الرسمية لكنها لم تكن عند مستوى المسؤولية وإذا كان الخلل في الإدارة الحالية للجمعية فيمكن إعادة انتخاب هيئة إدارية جديدة.. أما الرسالة الثالثة فسأتوجه بها إلى كافة الإعلاميين الرياضيين وانا منهم بأن نعمل على إنقاذ مهنة الإعلام الرياضي سواء بتفعيل الجمعية أو دراسة إنشاء كيان جديد ليكون بديلا للجمعية ويخرج من وصاية وعباءة وزارة الشباب والرياضة.. واقترح من هنا عقد ورشة عمل أو لقاء لمناقشة أسباب تعثر الإعلام الرياضي وتدهوره واقتراح الحلول المناسبة، بما من شأنه أن يعيد الروح للإعلام الرياضي ويفرز الدخلاء على هذه المهنة والخروج بتوصيات ورؤى مستقبلية تسهم في إخراج الإعلام الرياضي من أزمته ووضع المعايير والشروط لمن يتم قبولهم كإعلاميين رياضيين ومن يحق له الانضمام إليه وكذا وضع لائحة تنظيمية ونظام داخلي وتحديد من يتبع وإعادة الاعتبار لمهنيته ومكانته ومصداقيته وحتى لا يبقى الإعلام الرياضي إما مسروقاً من وزارة الشباب والرياضة والاتحادات والأندية أو مشتتاً بين اتحاد ميت وجمعية نائمة.. فهل وصلت الرسالة؟؟.. أتمنى ذلك.

قد يعجبك ايضا