
الإرهاب والفساد وضعف الاقتصاد تحديات يواجهها اليمن وعلينا التصدي لها
الوحدة بريئة من أي ممارسات سلبية وعلينا تجاوز الإرث الثقيل للحفاظ عليها
نظام الأقاليم يكفل الشراكة ويحد من سيطرة فئة أو جماعة معينة على مراكز القرار
لم تكن الوحدة اليمنية في يوم من الأيام حدثاٍ طارئاٍ أو مجرد استراتيجية سياسية أو حالة انفعالية بل جاءت تلبية لآمال وتطلعات شعب من أقصاه إلى أقصاه وثمرة لتضحيات ونضالات هذا الشعب الذي رأى فيها الخطوة التي تضع حداٍ لمعاناته من جراء التشطير والتشظي فالوحدة هي خيار الشعب اليمني الذي كما أسهم في إنجازها بجميع أطيافه هو من سيحافظ عليها ويقف في وجه كل التحديات من أجلها.
في هذه المرحلة التي تشهد فيها البلاد تحولا نحو غد أفضل وبمناسبة العيد الوطني الـ24 للوحدة المباركة كان لنا هذا اللقاء مع نائب وزير الثقافة والشاعرة والأديبة الأستاذة هدى أبلان تحدثت عن جملة من القضايا التي تهم اليمن ووحدته وأمنه واستقراره فإلى التفاصيل:
• الوحدة.. ذلك الحلم الجميل الذي ظل يراود اليمنيين عقوداٍ من الزمن حتى تحقق.. كيف علينا أن ننظر إليه اليوم بعد أكثر من عقدين على تحقيقه¿
– الوحدة اليمنية هي نتاج بل ثمرة تضحيات ونضالات الشعب اليمني على مدى سنوات طويلة وتحقيقها كان تتويجاٍ لتك التضحيات والنضالات وأيضا هي دحر لمعاناة اليمنيين أثناء التشطير تلك المعاناة التي تجلت على أكثر من صعيد اجتماعي وسياسي وثقافي وأيضا اقتصادي فالوحدة أتت تلبية لتطلعات أبناء الشعب اليمني في القضاء على تلك المعاناة وتلبية لنضالات المفكرين والأدباء الذين تجلت تلك النضالات في كتاباتهم وإنتاجهم الفكري والأدبي كما أن الوحدة أتت تحقيقا للجغرافيا اليمنية الموحدة وللتاريخ الواحد وللثقافة الموحدة وللمجتمع المتجانس. وهذا الإنجاز على قدر ما نحن معه ومع تحقيقه والحفاظ عليه برغم ما اعتورته من السلبيات لكن مع ذلك نظل نناقش هذه السلبيات بكل شفافية وبكل مصداقية وأيضا نعتبر الوحدة هي الحلم الذي تحقق لنا وهي المثال وهي القيمة الأخلاقية والوطنية الكبيرة في حياة اليمنيين التي لا يمكن أن تسقط ولا يمكن أن تكون أقل مما يجب في وجدان الناس وفي فكرهم كما أن الوحدة اليمنية باعتبارها أنموذجا عربيا وإنسانيا أصبحت في حياة اليمنيين أكثر من مجرد مسألة عاطفية إنما غدت ضرورة عقلانية وسياسية ونفعية على كل المستويات فقط نحن الآن في مرحلة إعادة النظر في الآليات وفي الأطر التي يمكن أن تمضي عليها هذه الوحدة محققة العدالة محققة المواطنة المتساوية محققة نوعاٍ من اللامركزية التي تساعد اليمنيين على إنجاز أمورهم ومتطلباتهم بعيدا عن البيروقراطية وبعيدا عن الأطر القديمة التي أتعبت اليمنيين وأنهكتهم.
• الوحدة اليمنية كانت مطلبا شعبيا قبل أن تكون استراتيجية سياسية هل يمكن للسياسة أن تكون اللاعب الوحيد فيها ¿
– لقد كانت الوحدة مطلباٍ شعبيا اجتمع عليه الشعب بجميع أطيافه وكثيرا ما كانت السياسة تجسيداٍ لهذا المطلب الشعبي أيضاٍ كانت الوحدة مطلبا فكريا بل إنها تعتبر الحدث السياسي الوحيد في الوطن العربي الذي ارتبط بالمثقفين.
دور المثقفين واتحادهم
• كان المثقف اليمني سباقا على غيره في الدعوة إلى تحقيق الوحدة اليمنية بل والسعي لذلك كيف تقيمون موقف المثقفين اليوم منها¿ وما الدور الذي يمكن أن يلعبه في طريق تعزيز الوحدة ¿
– كما ذكرت سابقا لقد كانت الوحدة اليمنية هي الحدث السياسي النضالي النوعي في الوطن العربي الذي ارتبط بالنخبة الثقافية والفكرية وذلك تاريخ إذ لا يستطيع أحد أن ينكر أن الوحدة اليمنية تحققت بأيدي المثقفين وكانوا يسبقون السياسيين بمسافات بعيدة في طريق تحقيق الوحدة والدفاع عنها وإعداد أدبياتها وصياغة دستورها وكل الصيغ السياسية والإدارية حيث أسهم المثقفون في إنجازها بنسبة 80 % والـ 20% كانت للسياسيين بل إنه حتى في مسألة الخلافات والنزاعات الشطرية التي حدثت تصدى المثقفون لهذه النزاعات وكانوا من خلال كيانهم وإطارهم النقابي العظيم (اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين) يشكلون حالة أخلاقية عالية في مسألة الدفاع عن الوحدة اليمنية واعتبارها هدفا يتجاوز السياسيين ويتجاوز الأيديولوجيا ويتجاوز الرهانات والتجاذبات السياسية القائمة وهي مطلب شعبي ارتبط بالمثقفين الذين بدورهم دافعوا عنها دفاعا حقيقيا كانوا في الميدان وكانوا في الفعل قبل القول وكانوا في التجسيد قبل الكلمة فقضية الوحدة اليمنية ودائما نقولها هي قضية ثقافية أنجزها المثقفون والمفكرون والمبدعون بمختلف أطيافهم ورؤاهم الفكرية والمذهبة والجهوية والسياسية. كان هناك تنوع حقيقي داخل اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين شكل هذا المشهد العظيم مشهد الوحدة اليمنية في إطارها الشعبي وفي إطارها النخبوي وفي أدبياتها الثقافية وكان المثقفون هم الطليعة الذين يجسدون هذه الحالة العظيمة وهم الذين يدافعون عنها وهم الذين ينتقدون أيضا ما اعتور هذا الإنجاز من سلبيات وتعرجات في مساره وهم الذين ينظرون إلى المستقبل بعين مختلفة كيف يكون الوطن في رحابة من الفعل السياسي والفعل الثقافي المتميز محافظين على هذا الإنجاز الذي واجه ويواجه كثيرا من التحديات في الفترة الراهنة.
وليس بخاف على أحد أن المثقفين كانوا هم الجسر الذي ظل يربط شطري اليمن ولم يعترف بالتشطير أو التجزئة حيث كان اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين هو أول منظمة مجتمع مدني موحدة وعلى اعتبار أنه كان أول عمل مدني في اليمن في مطلع السبعينيات فلقد كان سباقا إلى الوحدة اليمنية ومجسدا لها على الواقع.
• كيف تقيمون الموقف الحالي للمثقف اليمني تجاه الوحدة¿
– في الحقيقة لا نستطيع أن نفصل قضية المثقف وموقفه من الوحدة اليمنية عن الإشكاليات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الراهنة فالمثقف في النهاية بعدما أسهم في إنجاز الوحدة لم يكن ليرضى بالموجود وبطبيعته كمبدع دائما عنده تطلعات وطموح بل وخيال يتجاوز الأوضاع القائمة ويبحث عن المدينة المثال والبلد المثال والوضع الأفلاطوني فما بالك عندما يجد أن هذا الواقع لم يكن ملبيا لأدنى المتطلبات وكان فيه القدر الكبير من انتصار الانتهازية نستطيع أن نقول حيث انتصرت الانتهازية إلى حد كبير على أحلام المثقفين فوجد هناك كثير من التذمر ووجد هناك كثير من الرفض بل وصلوا إلى قناعات سلبية وأنا اعتبرها لحظة انفعالية في التاريخ اليمني وفي الفكر اليمني لكن المثقف لا يمكن أن ينفصل عن الوجدان وعن الفكر المرتبط بقضية الوحدة الوطنية وإن اختلفت وسائل أو أشكال التعبير عن ذلك بل يظل مرتبطاٍ بهذه الحالة العظيمة مع أن ما تحقق من نموذج لم يكن كافيا أو ملبيا لما يشعر المثقف أنه يحتاجه الوطن من جهود وعدالة وإنصاف فالمثقف دائماٍ يبحث عن النماذج المفترضة والمثالية أذ أنه في كثير من الأحيان ليس لديه ما لدى السياسيين من رضا ومن فن الممكن ومن الاعتراف بالواقع القائم ونحن هنا لا نحكم على خيال المثقف وتطلعاته المشروعة ولكن هذا أيضا لا يعني أنه انفصل عن قضيته الوطنية لأن المبدع هو أصلا داعية محبة وداعية سلام وداعية تآلف بمعنى أنه لا يمكن أن نتخيل أن المثقف يعود لينحصر في نقطة ضيقة سواء جغرافية أو مذهبية أو حزبية أو سياسية.. المثقف أفق مفتوح على الإنسانية جمعاء فلا أعتقد أنه سيختلف مع أبناء وطنه أو مع الذين يعيش معهم على الأرض اليمنية وإنما أعتقد أنه يمتلك رحابة القول ورحابة الفعل بأن يكون ممتلئاٍ بالناس ممتلئاٍ بالتنوع وبالحياة.
المثقف والانتهازية السياسية
• باستحضار جدلية العلاقة بين المثقف والسياسي كيف تنظرون إلى انجراف المثقف مع تيار معين سواء كان سياسياٍ أو مناطقياٍ أو غيره¿
– وفق جدلية العلاقة بين المثقف والسياسي فإن الانتهازية السياسية أحيانا تستدعي المثقف أن يقوم بأدوار معينة لكنها في المحصلة أدوار باهتة لا تتسق مع ما يحمله داخله من قيم مختلفة وسنظل نحكم عليها في إطار النفعية السياسية وهذا الانجراف يأتي دائما تحت ضغط الحاجة والمعاناة الاقتصادية والبطالة وما شابه ذلك. المثقف في اليمن لا يعيش حياة لائقة تعطيه آفاقاٍ لخيارات متعددة ومتنوعة أو خيارات حقيقية إن أجدنا التعبير فيظل رهين الحاجة بالإضافة إلى أنه كما أسلفنا لم يتحقق له النموذج الذي كان يطمح إليه في الحياة فيكون عنده تذمر وأحيانا هذا التذمر يمر عبر أدوات سياسية لكن ذلك لا يبقى طويلاٍ.
• من موقعك كقيادية في الشأن الثقافي ما الذي ننتظره من المثقف اليمني في طريق تعزيز الوحدة¿
– أولا أنا أشعر أن المعاناة المختلفة التي مرت بها بلادنا سواء كانت نزاعات وحروباٍ أو إقصاء أو متاعب اقتصادية أو حتى على المستوى الثقافي أعتقد أن هذه المعاناة التي مرت بها اليمن هي الآن تعيد ترتيب أولويات المثقف اليمني.
المثقف اليمني هو الآن أكثر الناس انصهاراٍ بالحالة اليمنية وبتجاذباتها المختلفة هو أيضا أكثر استيعاباٍ لأطرافها المتعددة وهو يرى أنه لابد أن يكون له دور في هذه المرحلة التي نتطلع من خلالها إلى أن تخرج البلد من عنق الزجاجة وتتحقق الدولة المدنية الحديثة التي أساسها النظام والقانون والعدالة والمواطنة المتساوية ويكون لها دستور نوعي. وأجد أن المثقف وعبر مشاركته في الحوار الوطني كان له دور كبير خاصة وأن أكثر من 50% من أعضاء مؤتمر الحوار الوطني اعتبرهم أنا محسوبين على الحركة الثقافية إجمالا بتعدد مشاربهم من قريب أو من بعيد وبالتالي فإن مؤتمر الحوار الوطني كان تعبيرا عن المثقفين- وأنا مسؤولة عن هذا الكلام- وكان وجود المثقف ووجود منظمات المجتمع المدني ووجود المرأة عوامل أنجحت الحوار وأعطته مصداقية الواقع حيث لم يكن حديثا سياسيا صرفا يخص السياسيين فقط أو يخص الجهات العسكرية أو الأمنية وإنما كان حديث المثقفين بامتياز وضعوا فيه قضايا البلد على المحك وناقشوها بكل شفافية ووصلوا إلى هذه الصيغة التي اعتبرها من أقوى الصيغ التي تم التوصل إليها على مستوى الوطن العربي بعد ما شهدته البلاد من الأزمات المختلفة. فالمثقف كلما أعطي له دور لأن يكون متواجدا وفاعلا فإنه يبادر ويقدم نفسه بالشكل المناسب.
الوحدة بريئة
• ثمة من يدعي أن الوحدة اليمنية كانت سببا في مظالم وقعت عليه وغبن تعرض له ما مدى صدقية وواقعية تلك الادعاءات من وجهة نظركم¿
– سأظل أقول كما في إجاباتي السابقة أن الوحدة اليمنية هي قيمة أخلاقية واجتماعية في حياة اليمنيين ولا يستطيع أن ينكر هذه القيمة إلا جاحد بل إن الوحدة اليمنية ضرورة وليست مجرد مسألة نفعية حتى بمقاييس السياسيين ونفعيتهم هي ضرورة بامتياز وأي حديث عن أن الوحدة كانت سببا في أي إشكاليات هو حديث خاطئ بكل ما تحمله الكلمة من معنى. الوحدة هي تعبير عن وجدان اليمنيين وفكرهم وتطلعاتهم في حياة آمنة ومستقرة وفي مناخ من الحريات لذلك أي مظالم تمت في إطار هذه الوحدة أولا لا نستطيع أن نقول أن جغرافيا معينة هي التي عانت من هذه المظالم فالواقع أنه كان هناك وضع عانى منه كل اليمنيين من صعدة إلى المهرة. ثانيا لم يكن الذين كانوا وراء المظالم ينتمون إلى جغرافيا معينة وإنما هي مطامع ومصالح لدى نخبة من كل الوطن اليمني وبالتالي فإنا أعتقد أن المحك الآن هو كيف أن تتجاوز الوحدة هذا الإرث الثقيل الذي أْلصق بها وهي بريئة منه فالوحدة دائما هي مرتبطة بالتآلف والتجدد والتنوع والاستقرار فاليمن كلها عانت والفقر أصبح الآن صفة لصيقة بالسواد الأعظم من الشعب اليمني في مختلف المناطق وبالتالي فالوحدة ليس لها علاقة بأي ممارسات شخصية أو حزبية أو عصبوية بل بالعكس كلما حافظنا على هذه القيمة وانتقدنا كثير من المظاهر والسلوكيات السالبة بحثا عن الأفضل كلما صب ذلك في مصلحة البلاد عموماٍ.
• هناك من يحملون الوحدة نتائج ومفرزات إخفاقات ومواقف سياسية كيف تفندون ذلك¿
– أولا كما أسلفت سابقاٍ الوحدة ليس لها علاقة مطلقا بالمواقف السياسية الناتجة عن صراعات وتجاذبات بين هذا الاتجاه وذاك فهي إطار سياسي اجتماعي اقتصادي تقافي وإداري انضوى اليمنيون تحت لوائه أما بالنسبة للممارسات الخاطئة فإنها كانت ممارسات فردية من أي طرف كانت. أيضا المرحلة الراهنة ونحن نتطلع إلى غد أفضل ومستقبل واعد الجميع يستوعب كل ما مر وقد أقيمت عملية نقد ذاتي وحزبي وشعبي لكل الممارسات الخاطئة واليمنيون عليهم فقط أن يتقبلوا أي شكل جديد للوحدة بما فيها مسألة نظام الدولة الاتحادية والأقاليم التي ستخفف من المركزية وتعطي دوراٍ للأقاليم وللمدن الهامشية وتمنحها صلاحيات وامتيازات في ما يتعلق بالثروة والسلطة وذلك من شأنه التخفيف من الاحتقانات والحد من الممارسات السيئة لبعض مراكز النفوذ والاستقواء وكذلك إعطاء فرصة للمجتمع في أن يشارك ويساهم في البناء بطريقة فاعلة.
صيغة تكفل الشراكة
*هناك من يزعم أن النظام الاتحادي الذي يعد من أبرز مخرجات مؤتمر الحوار الوطني يهدد الوحدة اليمنية وأنه خطوة أولى في طريق النكوص والتراجع نحو التمزق ما رأيكم في تلك المزاعم¿
– أعتقد أنه كان من الضرورة بمكان الوصول إلى صيغة تخفف الاحتقانات لدى جميع الأطراف سواء الذين كانوا مع الوحدة أو الذين أصبحوا ضدها فكان لا بد من صيغة جديدة يتم الاستفادة فيها من تجارب إقليمية ودولية وتطبيقها في الواقع اليمني بحيث تضمن الشراكة والمشاركة المجتمعية في القرار وفي السلطة والثروة بالإضافة إلى أن أي مظلومية في هذا الإطار لا بد من إيجاد صيغة لمعالجتها. فهذه الصيغة لم تأت من فراغ بل أتت من خلال مؤتمر الحوار الذي ضم تلك النخبة النوعية من كافة المكونات السياسية والاجتماعية فقد كان الخروج بهذه الصيغة نتاج دراسة وتمحيص رأت ضرورة إيجاد صيغة جديدة تعيد ترتيب شكل الحياة السياسية فنظام الأقاليم هو نظام يكفل الشراكة والتنوع ويخفف من المركزية ويخفف أيضا من سيطرة فئة أو جماعة معينة على مراكز القوة والنفوذ ويعطي فرصة لكل اليمنيين لكي يشاركوا في بناء مجتمعاتهم المحلية ويساهموا مساهمة فعالة في الاقتصاد وفي التنمية وفي شتى مناحي الحياة غير أنه يبرز لدينا تساؤل حول الإمكانيات المادية لأن الأمر يتطلب إمكانيات مادية غير عادية لتطبيقه على الواقع.
*إلى أي مدى حافظت مخرجات مؤتمر الحوار الوطني على وحدة اليمن¿
– أنا أعتقد أن مخرجات الحوار حافظت على الوحدة اليمنية إلى حد كبير بالإضافة إلى أن الصيغة الاتحادية كانت هي الصيغة التي ترضي كل الأطراف سواء المتذمرة أو الراضية وكان لا بد من هذه الصيغة التي اتفق عليها الجميع.
• في ضوء مخرجات الحوار الوطني اتخذت القيادة السياسية العديد من المعالجات لقضايا شائكة كانت ولا تزال تمثل أبرز نقاط التوتر الذي شهدته البلاد كيف تنظرون إلى هذه المعالجات¿
– أنا أرى أن المعالجات التي كان لا بد منها تمثل خطوات لإعادة الثقة بالوحدة وإعادة الثقة بالدولة القادمة التي يتم الآن العمل على ترسيخ مداميكها بالدستور المتقدم والقوانين المنظمة وهذه المعالجات وإن كانت قد تأخرت كثيرا لكنها ضرورية لرفع المظلومية التي طالت الكثير من أبناء الشعب وللتخفيف من الاحتقانات التي ملأت صدور البعض وهنا أؤكد أنه لا بد من معالجات ترضي كل الذين تضرروا من أي ممارسات سياسية سابقة وإعطائهم أملاٍ في أنهم شركاء في بناء المستقبل وأن المرحلة القادمة ترفض الإقصاء والاستبعاد وأنهم موجودون في كل تفاصيل الحياة السياسية والإدارية للدولة وأنا أؤمن بأن هذه المعالجات تمثل خطوات محمودة من شأنها أن تجمع اليمنيين حول غاية واحدة هي بناء الدولة وتحقيقها على الأرض وعلى الرغم من أن هناك الكثير من المتضررين بحيث أصبحت لدينا جبهات مفتوحة في أكثر من مكان لكن ما أعلن عنه من معالجات كفيل بأن يستعيد الأمل.
مهددات
• بالنظر إلى معطيات الواقع الذي تعيشه بلادنا اليوم من وجهة نظركم ما هي المهددات الحقيقية التي تتهدد الوحدة اليمنية وكيف علينا أن نتعامل معها¿
– بالفعل ثمة مهددات حقيقية اليوم للوحدة اليمنية وأنا أرى أن أبرز هذه المهددات هو الإرهاب ذلك الوباء الدخيل على بلادنا وشعبنا ومجتمعنا والمنافي لثقافة اليمنيين وأخلاقهم وعاداتهم وتقاليدهم فاليمنيون أهل الإيمان والحكمة بسطاء مرنون محبون للحياة محبون للسلام متسامحون أما هذه الثقافة الدخيلة فأعتقد أنها شوكة في خاصرة اليمن إن شاء الله سيتم اقتلاعها تماماٍ لنبدأ حياة من الطمأنينة والاستقرار والسلام والمحبة.
أيضا قضية الوضع الاقتصادي أعتقد أنها تمثل مهدداٍ حقيقياٍ ويستحق أن نستنفر جميعا أنفسنا كمسؤولين وكمجتمع وأن نفكر بجدية ونسعى لبناء هذا الاقتصاد كل من موقعه وأن نحيي ثقافة احترام الموارد وتنميتها.
مهدد آخر وهو الفساد إذ أنه لا يقل عن الإرهاب وأنا أرى أن الفساد والإرهاب يقفان على نفس المستوى في الإضرار باليمن ووحدته وأمنه واستقراره. أما ما عدا ذلك فأنا أتفاءل بأنه إذا ما تم القضاء على الإرهاب والفساد والممارسات الخاطئة فإن الناس سوف يتجاوزون أطرهم المذهبية والطائفية وسيشعرون بأن هناك رخاء اقتصاديا واجتماعيا ورحابة سياسية تستوعب التنوع والتعدد وأنا اعتبر أن القضية في اليمن هي قضية فساد منتشر وتعبئة خاطئة تدفع باليمنيين إلى العودة إلى قيم سالبة وأطر تحد من إمكانية نشوء دولة مدنية متسامحة ومتنوعة.
• اختتاماٍ للقائنا هذا.. كقيادية بارزة في الشأن الثقافي وشاعرة ومثقفة كبيرة ما الكلمة التي تودين توجيهها إلى أبناء الشعب اليمني بمناسبة ذكرى الوحدة المباركة 22 مايو¿
– أهنئ الشعب اليمني في هذه الذكرى التي تأتي أمام مفترق طرق وعلى أعتاب تحول باتجاه غد أفضل وهذا التحول الذي لم يعد قضية وطنية فحسب وإنما قضية إقليمية ودولية وذلك هو ما أعطى ثقلاٍ لهذا التحول وأتمنى أن ينتبه اليمنيون إلى أن احتفالنا هذا العام هو احتفال مختلف احتفال يستعيد كثيرا من وهج الوحدة الذي كادت تفقده بسبب بعض الاختلافات والتجاوزات وأمام اليمنيين بكافة أطيافهم ومشاربهم السياسية والاجتماعية فرصة لأن يبنوا هذا البلد ويعيدوا له مكانته بما يليق بتاريخه وحضارته وحكمته.
