الدولة الاتحادية تحظى بقبول عام ويؤمل الأدباء أنú تحرöك الركود الثقافي

هناك سمة خاصة ونكهة مميزة للأدب الوحدوي فقد مهرته الوحدة بطابعها الخاص

الأقاليم ستخلق تنافساٍ وتجانساٍ بين الأدباء لخدمة المشهد الثقافي

دولة الوحدة أضفِتú حراكاٍ أدبياٍ وكانتú مْلهمة للكثير من الأدباء

لم يكن الأدباء بمنأى عن عْمúق العمل الذي هيأِ لقيام الوحدة

الأدباء أول مِن حملِ مشاعل الوحدة وكونوا أول كيان وحدوي عام1970م

أربعةَ وعشرون عاماٍ منذْ أعادِ اليمنيون لْحúمِتِهْم وحققوا وحدتهم الوطنية بعد عقود من الشتات ظل يرزح فيها شمالْ الوطن تحتِ حْكúم الإمامة المْستِبد وجنوب الوطن تحتِ نِيúر الاستعمار البريطاني فشاءِ القِدِرْ أنú يكون يوم الثاني والعشرين من مايو عام 1990م هو يوم تحقيق الوحدة ورفع هامات اليمنيين عاليةٍ تناطحْ السْحبِ فخراٍ وكبرياء بتحقيق أهم مْنúجِزُ ظلِت الأجيالْ تحلْم به وتسعى لتحقيقه.
اليوم وبعد مرور أربعة وعشرين عاماٍ نحتفل بهذه الذكرى بعد اكتمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي شاركِتú فيه كل القوى السياسية والجماعات والتيارات المؤمنة بالحوار كمخرج وحل آمن لكل الخلافات والصراعات والمشكلات التي يعاني منها الوطن.
ولعلِ خيار الدولة الاتحادية القائمة على الأقاليم كان هو أبرز تلك المخرجات والذي بموجبه سيتغير شكل الحْكúم وتخف وطأة المركزية التي – وحسب رأي الجميع- كانتú عائقاٍ كبيراٍ أمام تطور المجتمع والنهوض به كما يجب وبالشكل الذي يطمح إليه كل المواطنين.
وبناءٍ على ذلك أجرينا هذا الاستطلاع مع عدد من الأدباء والشعراء لمعرفة رؤيتهم عن مستقبل المشهد الثقافي في ظل الدولة الاتحاديةº وانطباعهم عما أضفته دولة الوحدة على الأدب والثقافة ككل خلال الأربعة والعشرين عاماٍ المنقضية من عْمúر الوحدة.. وقد خرجنا معهم بالتالي:

● الشاعر والكاتب د.محمد المحفلي بدأِ الحديث إلينا بالقول:
– ليس خافياٍ ما تمتاز به اليمن من تنوع ثقافي وفكري وفني هذا التنوع الذي بالرغم من صغر مساحة اليمن مقارنة بسواها إلا أنها تمتلك مخزوناٍ هائلاٍ يتجلى على صور مختلفة في الفن والفلوكلور والعادات والتقاليد بيد أنِ مشكلة مختلف الأنظمة السياسية التي تعاقبت على الحكم أنها كانت تغفل مسألة التنوع وتحاول قدر الإمكان التدليل على واحدية الثقافة والفكر والفن منطلقين من مفهوم مغلوط يظن أن التنوع مثار للفرقة والشتات متناسين أن التنوع والتعدد الثقافي والفكري والفني هو بمثابة غنى ويكون لهذا التعدد والتنوع تكامل يشكل في تعالقه فيما بينه – إذا ما أْحسن توظيفه والاعتناء به- سياقاٍ فكرياٍ وحضارياٍ يستطيع أن يصل بالوطن إلى مصاف الأمم المتقدمة.
وباعتقادي أنِ فكرة الأقاليم في بْعدها النموذجي – إذا ما طْبقتú كما ينبغي- فإنها الضامن الأساسي لفكرة التنوع الثقافي والفكري المْفضي إلى التكامل لتشكيل ثقافة كليِة للوطن من خلال هذا التعدد كون السياسة هي المسيطرة بصورة أساسية على تشكيل ما عداها في مجتمعاتنا وهي الأقدر على ضمان وجود تنوع حقيقي بعيداٍ عن ثقافة وتسلط المركز الذي كان يسعى دوماٍ إلى عرض ثقافة واحدة منظورة من منظور النظام السياسي الحاكم فقط.
أما كلمتي بمناسبة عيد الوحدة فلن أقول غير الدعاء لهذا الوطن الجريح بأن يخرجه الله من هذه الدوامة إلى مساحة أرحب من الحب والتسامح والتقدم والرقي وأن تعود الوحدة كما كانت في قلب كل يمني في العام 1990م.
عمل مؤسسي
● وبدوره تحدث القاص والأديب زيد الفقيه وكيل الهيئة العامة للكتاب:
– المشهد الثقافي بحاجة إلى صدق مع النفس واعتماد عليها والعمل والبذل أكثر. وينبغي للأديب أنú يتخلِص من عْقدة اليد السفلى والسير مع مِن يدفع أكثر وأن يكون إنساناٍ فاعلاٍ لا عالةٍ على السياسي يطوْعه كما يريد.. وبهذا يمكن أنú يحقق شيئاٍ ملموساٍ على صعيد واقع الدولة الاتحادية أو غيرها.
وبالنسبة للوحدة لم تضف للمشهد شيئاٍ مؤسسياٍ بل زادتú من حدِة تسوْل المبدع ولم تْنتج مبدعاٍ فاعلاٍ يعتمد اقتصادياٍ على نفسه. وكنتْ أتمنى أنú توفر الوحدةْ فْرِص عمل للمبدعين في مؤسسات إبداعية مْنتجة اقتصادياٍ انطلاقاٍ من المقولة المشهورة ( لا تعطني سمكاٍ بل علمني كيف أصطاد) وأعتقد أنِ الدولة الاتحادية إذا ظلت بنفس النهج فلن يكون هناك أي جديد.
تجاوز الركود
● فيما تحدِثِ الشاعر خالد المقري عن ذلك بالقول:
– أرى أنِ المشهد الثقافي في ظل الدولة الاتحادية سيكون أكثر حراكاٍ وفاعلية إذا عملت الجهات المختصة في الدولة والأقاليم على تجاوز مرحلة الركود التي مرِتú بها الثقافةْ اليمنية في السابق نتيجة التهميش والاقصاء والمحسوبية.
فالمثقف اليمني عانا ومازال يعاني من سوء الظروف المعيشية وعدم الاستقرار. وإذا أردنا أنú يكون المشهد الثقافي مغايراٍ يجب على الدولة تحسين أوضاع المثقفين الذين يبذلون كل ما بوسعهم لإثراء الثقافة. ويجب أنú يكون الشخص المناسب في المكان المناسب فضلاٍ عن وجوب إبعاد الثقافة عن المناكفات السياسية والحزبية والمصالح الضيقةº لكي يظهر المخزون الثقافي اليمني في أبهى تجلياته مالم فالوضع سيبقى على ما هو عليه.
شراكة وتصالح
● الأديب والكاتب حاتم علي من جهته تحدث قائلاٍ:
– سيكون هناك تنوع ثقافي حافل إنú كرِسِ القادمْ هِمِهْ للجانب الثقافي. وبالطبع تحفل كل محافظة ومديرية بنصيب وافر من الموروث الثقافي وهذا بدوره سوف يْسهم إلى حد كبير في رفد مساحة واسعة من الوعى المجتمعى في إظهار ذلك كسمة مجتمعية غْيِبِتú لفترات من الزمن واستْبدل عنها محافظات بعينهاº رغم الغني الثقافي للكثير ممن تم اقصاؤهم أو أنهم هم أنفسهم من أقصى ذاته ولم يتمكن بفعل عوامل عدة من إبراز ما لديه من موروث يمكنه من المنافسة.
واليوم وبمناسبة عيد الوحدة العظيم أو العيد الوطني الأكبر لابد من امتصاص غضب محافظاتنا الجنوبية والشرقية ومباشرة استرجاع حقوقهم وتمكينهم من ممارسة حقوقهم كاملة سيما من لم يؤمن منهم بالحوار والوحدة بلغتها الحالية, وتجسيد مبدأ التصالح الاجتماعي والشراكة السياسية.. بل يجب أنú يكون واقعاٍ حقاٍ نبدأ من خلاله بناء اليمن الجديد نعم الجديد الخالي من الفتاوي وثقافة المنتصر.
رؤية مستقبلية
● الكاتب زايد أحمد بدوره تحدث عن موضوعنا بما يلي:
– خلال الخمسين سنة الماضية من عمر الثورة السبتمبرية لم نتمكن من التخلص من الموروث الثقافي السائد في المحافظات الشماليةº والمبني على ثقافة الفيد والسلب والنهب واستحلال مال الضعيف. و لا أظن أنِ هذا الموروث يمكن التخلْص منه في المستقبل وخصوصاٍ بعد اندماج ثقافة القبيلة مع ثقافة الدينº وتوحيد أهداف كل منها مع الآخر. وهذه كلها تراكمات ستقف حجر عثرة أمام المشهد الثقافي في ظل الدولة الاتحادية وتجاوزه يحتاج لإرادة قوية وصادقة من قبِل الدولة وشريحة الأدباء ككل ما لم فلن يكون لشكل الدولة أي تأثير في المشهد الثقافي.
ولأني من جيل الوحدة فلا أعرف ما كان قبلها ولم أعايشه لكني أسمع من الجيل الذي سبقني بعقود بأنِ الوحدة قضتú على كل ما كان موجوداٍ من نهضة أدبية وثقافية في المحافظات الجنوبية. فمنذ قيام دولة الوحدة لم يستطع تيار الأدب والثقافة القادم من الجنوب الوقوف أمام البندقية والمسدس الكاتم للصوت. لذا كان لابْد من البحث عن حلول ولعلِ الدولة الاتحادية القائمة على الأقاليم ومن خلال تخفيفها من حدة المركزية ستكون بيئة خصبة لمعالجة ذلك القصور وتحريك المياه الراكدة في المشهد الثقافي.
وبهذه المناسبة التي تأتي وجيشنا البطل يدك أوكار الإرهابيين والمرتزقة أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لجيشنا الحامي للوطن ولكل المخلصين في وطني الحبيب بمناسبة عيد الوحدة اليمنية الرابع والعشرين وكل عام واليمن العزيز بألف خير وكل يمني غيور على بلده بخير وسلام.
أولوية الثقافة
● د.نادية الكوكباني القاصة والروائية المعروفة تحدثت قائلة:
– ما دامت الثقافة جزءاٍ من بناء الدولة مهما كان شكلها فهو مستقبل مشرق بمعنى أنú يْصبح الكتابْ والسينما والمسرحْ جْزءاٍ من واقعُ مجتمعي يعيشه ويتفاعل معهº يتنافس المبدعون على إظهار الصورة الأجمل فيه لإغناء المشهد داخلياٍ وخارجياٍ ويحدث حراك نقدي تنافسي يساهم في رفع الوعي بأهمية الثقافة وأهمية وجودها كجزء من المجتمع لا غنى له عنها لأنِ غيابها يفصله عن عالمُ محيطُ به يتفاعل مع الكلمة ومع المنظر ومع الفن عموما.
لذلك أرى أنِ دولة الوحدة فيما يخص المشهد الثقافي كانت ضعيفة في إعطاء الثقافة أولوية في النهوض بها وتعريف المجتمع المحلي والدولي باليمن وثقافته وتاريخه. وضعفْها هذا ناتج عن عدم تبنيها مشروع ثقافي يشمل كل جوانب الثقافة والواقع يقول ذلك ويؤكده.. أين الكتابْ اليمني بالنسبة للعالِم¿! وأين الأدبْ اليمني في الشعر والقصة والرواية دولياٍ¿! وكيف اختفتú السينما من كل المدن اليمنية¿! وأين المسرح رغم وجود هيئة له¿!
اقتصر الأمرْ في دولة الوحدة بل في بداية دولة الوحدة على مناخ عام ساعد المثقفين والكْتِاب على الإبداع وعلى الخروج بأعمالهم إلى النور لكن في ظل الجهود الذاتية وكانوا يحلمون في أنú يجدوا الدعم والتشجيع من وزارة الثقافة التي هي جزء من الدولة ومشروعها لكن هذا لم يحدث وأصبحنا مغيبين تماماٍ عن أي مشهد عربي أو دولي ثقافياٍ باستثناء العام 2004 الذي شهد زخماٍ ثقافياٍ على كل المستويات بفضل وجود رؤية ثقافية متكاملة من قبل الوزير في حينه وهو الأخ خالد الرويشان الذي حرِكِ ساكناٍ وأزالِ آسنِ الثقافة المتراكم لفترة طويلة.
مساحات حرة
● الكاتب والشاعر عصام القيسي تحدث بالقول:
– كان العقاد يرى أن سرِ الجمال هو الحرية والحرية هي نقيض الاستبداد بالطبع وفي هذه الحالة ما علينا سوى أن نسأل: أيهما أقرب إلى الحرية: الدولة المركزية أم الدولة الاتحادية¿
لا شك أنِ ارتخاء قبضة الدولة الشمولية البسيطة يأتي لصالح الإنسان وروحه أي لصالح الأدب في نهاية المطاف. فكما أنِ الفيدرالية ستخلق نوعاٍ من المنافسة الاقتصادية فإنها ستخلق أيضاٍ مساحات حرة أوسع يتخلق فيها الأدب الصادق.
ولا أستطيع أنú أْقيم بصورة جيدة أثر الوحدة على الأدب اليمني سوى أنِ خلو الساحة من أعمال عظيمة على مدى عشرين عاماٍ مضتú يدل على أن المشهد كان بائساٍ.
أدب وحدوي
● الشاعر د.عبد الكريم الشويطر كان له رأياٍ آخر أدلى به في إطار هذا الحديث:
– مستقبل الثقافة والأدب مشوش ومظلم على المستوى الوطني العام والأدب الوحدوي يتراجع ويتحاصص بل إنِ دور الأدب يضمحل تماماٍ ويعجز عن تغيير الواقع. يوجد أدب وإبداع حقيقي على المستوى الفردي ولكنه مهمش يسحقه المهيمن السياسي والقبليº ويحتاج إلى من ينهضه من رقدته ويبثه في أسماع الوطن الجريح.
وقد بدأنا نسمع عن حفلات توقيع كتب إقليمية وهذه لا غبار عليها وقد تحدث تنافساٍ ما وإنú كان قد برز رعاة لهذه الفعاليات سياسيون أكثر منهم أدباء لكن الأمل قائم!
الوحدة مصدر إلهام
● الشاعرة والقاصة نبيلة الشيخ أدلتú برأيها التالي:
– بداية أعتقد السؤال سابق لأوانه, فلا زلنا في دولتنا البسيطة, وما تم في الحوار الوطني ما زال حبراٍ على ورق, ولم نجد شيئاٍ واحداٍ ملموساٍ يدلل على أي تغيْر إيجابي, وكل التغيرات التي حدثت هي للأسوأ.. لا أريد أن أكون متشائمة ولكن لنكن واقعيين قليلاٍ ولنعترف أنِ المشهد الثقافي كان سابقاٍ أكثر ازدهاراٍ, وقد تردى الآن أكثرº وما زال الأملْ يراودنا بأن يتغير الحال دون جدوى.
ومع أن العام الرابع قد حل على بلادنا بكل ظلاله, دون أن نرى شيئاٍ من تلك البشارات المزعومة, إلِا أننا سنظل نناشد الأفضل ونحلم به.
بالنسبة للوحدة هي مصدر إلهام لكل شعوب الدنياº هي مصدر إلهام شامل في كل مجالات الحياة, والوحدة هي جسر إنساني رائع قبل أن تكون شيئاٍ آخر. وبالتأكيد كانت مْلهمة رائعة للمشهد الإنساني والثقافي بشكل رائع, وبشكل مْلفت.
وستظل هي ملهمة لكل الأجيال, لأنها معنى لكل القيم السامية, ومن ضمنها قيمة الوطن.
مستوى عميق
● الأديب والكاتب الصحفي عصام واصل له رأيه المغاير الذي يقول فيه:
– لا يوجد مشهد ثقافي لنتحدث عنه هنالك خيالات فردية تتراءى وأدخنة ومقايل وحشوش وصورة مثقف لا غير. لن يتغير شيء في ظل الدولة الاتحادية ?نِ التغيير صوري ولم يتم على المستوى العميق ولم تتغير ا?دوات. أما الوحدة فقد أصابت الثقافة بالوحدة والعزلة إذ اهتم الجميع بالمزايدات ومديح الطغيان وأْهملِ الفعلْ الثقافي كْليِاٍ.
باختصار لن يكون ثمة مستقبل بلا ماضُ خلِاق ولا حاضر فاعل. وأراهن على وجهة نظري وأثق أني لن أخسر الرهان.
نوادُ إقليمية
● الشاعر زكريا الدهوه كان حديثه عكس سابقه وقال:
– المشهد الثقافي لاشك أنه سينتقل ويتسع نحو الأفضل في ظل وجود أقاليم والسبب في ذلك يرجع إلى اتحاد مثقفي الإقليم الواحد. الأقاليم لاشك أنها تضم محافظات فكل إقليم يضم أكثر من محافظة وهذا بدوره يساهم في تقارب مثقفي هذه المحافظات أكثر تحت سقف الإقليم الواحد مما يؤدي إلى توسع مدركات المثقفين لتعدد مواردهم.
ويبقى هنا دور المثقفين في الإقليم الواحد ويبدأ الدور من إنشاء كيانات ثقافية متحدة كنواد أو منتديات أو جمعيات ثقافية موحدة للإقليم الواحد وهذه تبرز ثقافة لاشك أنها ستكون أوسع وأعم من ثقافة المحافظة. إضافة إلى دور مكاتب الثقافة واتحاد الأدباء في الإقليم الواحد والعمل في كيان موحد وفعاليات ثقافية وليدة الإقليم كاملاٍ . ولعل (نادي الجند للتصوير) خير مثال على نشأة النوادي الثقافية الناجحة في الأقاليم.
أما بخصوص دولة الوحدة فالحقيقة أنها أنجبت وحدة الثقافة وأعني هنا بوحدة الثقافة القوة اتحاد الأفكار والثقافات وتكوين ثقافة مزيجة من ثقافات متنوعة لاشك أن هذا سيْحدث تطوراٍ غير مسبوق بعد أنú كانت متباعدة لردحُ من الزمنº بسبب العوامل السياسية لكنها في وقتُ لاحق تقاربتú واستفادت دولة الوحدة من تجمعات المثقفين المنتديات النوادي اللقاءات والملتقيات الوطنية التي جمعتها دولة الوحدة واستفاد المثقف من تجربة الآخر في جميع الاتجاهات الثقافيةº أدبية أو فنية أو علمية.
أخيراٍ أتمنى أن تنجز دولة الأقاليم ما أنجزته دولة الوحدة وأن تعمل الدولة والمثقف على صناعة التلاقح الثقافي داخل الإقليم الواحد وبين الأقاليم وعمل ملتقيات ثقافية تحمل كل فروع الثقافة بما يخدم الوطن والثقافة ونبذ العنصرية والطائفية والتعصب المقيت في الوسط الثقافي وأن يعمل المثقفون على نبذ التطرف الفكري أو الديني ونشر ثقافة الإخاء والوطن والمحبة.
أدبيات الوحدة
● الكاتب الصحفي الشاعر إبراهيم طلحة صرِحِ بالقول:
– المشهد الثقافي لا يتأثر كثيراٍ بشكل نظام الحكم السياسي لكنه قد يتأثر في حالة كان النظام السياسي مناقضاٍ لكل ما هو طِرúح ثقافي.. المشهد الثقافي الجديد سيكون حاضراٍ بحضور المشهد السياسي الجديد.. وأغلب الظن أن المثقفين سيتأقلمون مع الشكل السياسي الجديد مع الإمساك ببعض النظريات. وأما بشأن ما قدمه المثقفون منذ قيام الوحدة عام 90 فقد كان امتداداٍ لما قدموه قبل ذلك العام بعقود والحق أنِ المثقفين هم من ساهم في ترسيم أدبيات الوحدة وترسيخها ولكن بما أنِ المْعطى الجديد يشير إلى أنِ الوحدة والوطنية والديمقراطية ونحوها من الاصطلاحات أْفرغِتú من مضامينها فلا مانع من أن يتحدث المثقفون عن قيمُ وطنية في إطار الفيدرالية طالما والهدف انتشال المواطن (الإنسان) من براثن “سدنة” الأوطان.
حاجة ثقافية
● الشاعر عِمúرْ الإرياني سلكِ مِسúلِكِاٍ آخر وقال:
– أرى أن واقع المشهد الأدبي والثقافي لن يتغير بمجرد التغيير في شكل الدولة بل إن الأمر يستلزم إرادة هذه الدولة واتجاهاتها – أيِاٍ كان شكلها – في الدفع بالمشهد الأدبي والثقافي ودعم المشاريع التي تلبي الحاجة الثقافية والأدبية.. هذا من جهة ومن جهة أْخرى يعتمد هذا التغيير المأمول للمشهد الأدبي والثقافي على مقدرة المثقفين والأدباء والمبدعين وكذلك منظمات المجتمع المدني ونضالهم من أجل إحداث انفراجة حيوية للمشهد. فقد تخف وطأة المركزية الثقافية والأدبية في ظل دولة اتحادية فالمركزية من ضمن إنú لم نقل جوهر الأسباب التي أدتú إلى ركود المشهد الأدبي والثقافي وترديه.. إلِا أن الأمر منوط بنضال أصحاب الشأن الأدبي والثقافي ومدى استطاعة تلك القوى انتزاع ذلك من هيمنة السياسي.
زيادة فعاليات
● الشاعرة هناء السماوي تحدثتú إلينا قائلة:
– باعتقادي أن المشهد الثقافي لن يطرأ عليه أي تغيير في حال وجود الأقاليم إلِا من حيث زيادة الحراك الديناميكي لهº كزيادة الفعاليات الثقافية المواكبة للحدث فقط كون المشهد الثقافي مشهداٍ موحِداٍ لا يتجزأ جغرافياٍ أو سياسياٍ بدليل سبق اتحاد الأدباء والكْتِاب اليمنين في الشمال إلى الالتقاء والاندماج بمثيله في الجنوب وذلك قبل أنú يكون هناك أي وحدة سياسية أما بالنسبة للشق الآخر من السؤال حول ما أضفته دولة الوحدة على المشهد الثقافيº فأظن أن المشهد كان موحداٍ كما أسلفتْ وإنِما جاءت الإضافة كإضافة إعلامية وتوثيقية وبالتالي زيادة الاندماج الثقافي داخلياٍ والانفتاح الثقافي خارجياٍº رغم ما شابِ هذا من جمود وتنكْر من بعض النخب لثقافة الآخر مواكبِةٍ بذلك المشهد السياسي المْربك الذي أثرِ بدوره سلباٍ على بقية المشاهد ومنها المشهِد الثقافي.

قد يعجبك ايضا