
من يطالب بالعودة إلى ما قبل 22مايو1990ليس له وزن و لا ثقل في المجتمع
أكد الأمين العام لحزب العدالة والبناء وعضو مجلس النواب عبدالعزيز جباري أن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني قد عالجت كل المخاطر والتحديات والإرهاصات التي كانت تحدق بالوحدة اليمنية كما أنها عملت على حلحلة الكثير من الاختلالات عبر التوصل إلى الدولة الاتحادية التي اتفقت عليها كل المكونات.
وأشار جباري في حوار أجرته معه (الثورة) إلى أن يوم22مايو1990 هو الحدث الأهم في التاريخ العربي المعاصر وأن الوحدة اليمنية كانت المشروع العربي الوحيد الذي رأى النور من بين كل مشاريع التوحد العربية ومن المعيب جدا أن نسمع بعض الأصوات التي تنادي بالتشطير في وقت أكد فيه المجتمع الدولي تمسكه بالوحدة اليمنية.
ورداٍ على هذه الأصوات قال: تبقى هذه أصواتاٍ نشازاٍ وأهواء ونزوات عابرة لبضعة وهم أولا وأخيرا ليس لهم ثقل ووزن في المجتمع و ?يساوون شيئاٍ في معادلة الشعب اليمني.
ووصف جباري ما يتعرض له الوطن وقواتنا المسلحة والأمن من تنظيم القاعدة بتزامن مع عيد أعياد اليمن بالمحاولة اليائسة لزعزعة الأمن والاستقرار ومحاولة اليمن مطالبا الأحزاب السياسية والعلماء بأن يقفوا وقفة صادقة مع الرئيس عبدربه منصور هادي ومع القوات المسلحة والأمن .. إلى تفاصيل الحوار:
• بعد إقرار مخرجات مؤتمر الحوار الوطني لنظام الأقاليم..كيف تنظر إلى مستقبل الوحدة اليمنية في ظل هذا النظام¿
مخرجات مؤتمر الحوار الوطني هي مشروع الشعب اليمني بالكامل وهذه المخرجات اتفقت عليها كل الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني وباركها المجتمع الدولي, واليمنيون يدركون بأنها المخرج الآمن للبلد وتنفيذها مسؤولية تقع على عاتق الدولة والأحزاب السياسية ومن ثم الشعب بكل أطيافه ومشاربه وكان هناك من يبدي رفضه للدولة الاتحادية نتيجة للمماحكات السياسية مع علمه بأن نظام الأقاليم هو في الأساس تقسيم اداري ?يمس الوحدة اليمنية التي هي في الأصل خلاصنا وقدرنا ولن يقبل أي يمني غيور بزعزعتها, وللعلم فإن كل المكونات التي شاركت في مؤتمر الحوار كانت على قناعة كاملة بأن الوحدة لن تتزحزح قيد أنملة في ظل الدولة الاتحادية واختيارها لهذا النظام جاء لضرورة ملحة كونه سيحل الكثير من مشكلات اليمن. .
المخرجات والوحدة
* هل نستطيع القول بأن التحديات والمخاطر التي كانت تهدد الوحدة اليمنية خلال أزمة 2011وما قبلها قد تمت معالجتها من خلال مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ¿
– مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وتحديدا فيما يتعلق بشكل الدولة عملت على معالجة الكثير من الاختلالات فكان هناك من ينادي بالدولة المركزية ويمانع أن نتحول إلى الدولة الاتحادية, وهناك من رفع سقف مطالبه مطالبا بالعودة إلى ماقبل 22مايو1990 وفي آخر الأمر اقتنع الجميع بنظام الأقاليم لمعرفتهم بأن هذا النظام سيعمل على تعزيز المشاركة في اتخاذ القرار والمشاركة في السلطة والثروة خاصة وقد خرج من رحم مؤتمر الحوار وبإجماع كل المكونات وبالتالي أزال المخاطر والتحديات التي كانت تحدق بالوحدة.
أصوات نشاز
* نسمع بين الحين والآخربعض الدعوات الهدامة من بعض الأصوات النشاز ما تفسيرك لذلك ¿
– في كل بلد في العالم نجد مثل هذه الأصوات سواء في ليبيا أو سوريا أو لبنان وحتى في دول غربية كأمريكا وفي حقيقة الأمر ليست إلا أصوات نشاز وأهواء ونزوات عابرة لبضعة أشخاص ونحن في بلد ديمقراطي فيه حرية الرأي مكفولة لدرجة أن هؤلاء يتحدثون بمثل هذا حديث على الرغم من أنه مجرم في الدستور وتبقى هذه الأصوات نشازاٍ ليس لها أي وزن أو ثقل واليمنيون ناضلوا من أجل أن ترى الوحدة النور في 22مايو 1990 وأي أخطاء أو تجاوزات سياسية ارتكبت هنا أو هناك ليس لها علاقة بالوحدة من قريب أو بعيد فهي أخطاء بشرية ومن يحمل الوحدة هذه الأخطاء فإنه يسيء لنفسه لأن مشروع الوحدة شيء عظيم وهذه الكلمة حلم كل شعوب العالم فيكفي أن دول أوروبا تقدس الوحدة الألمانية وعلى غرارها جاء الاتحاد الأوروبي الذي يضم عشرات اللغات والآيديولوجيات وكل يوم نسمع عن مشاريع توحد أعظم فما بالنا ونحن أبناء بلد واحد وتاريخ واحد ولغة وثقافة واحدة.
* برأيك..ما الذي جعل من أصحاب هذه الدعوات يتطاولون بمصالحهم الذاتية على مصلحة الوطن العليا ¿وهل يلغي السواد الأعظم الذي اختار الوحدة اليمنية قدرا له هذه الدعوات¿
نحن لا ننكر بأن فترة ما بعد الوحدة حصلت خلالها بعض الأخطاء والتجاوزات وبالطبع كان هناك نوعا من الإجحاف بحق السياسيين من أبناء الجنوب إلا أن مخرجات مؤتمر الحوارعالجت هذه النقطة بحيث يأخذ إخواننا من أبناء الجنوب نصف المناصب العليا في الدولة وبالفعل بدأت الأصوات الانفصالية تخفت وتضمحل وأدركت بأن الشعب اليمني لم ولن يتجزأ وهو مطلب العالم جمعه ولنا في انفصال جنوب السودان عن شماله عبر ودروس.
* وكيف تقرأ ماحصل في جنوب السودان¿
فعلى الرغم من أن جنوب السودان له دين وثقافة ولغة مغايرة عن الشمال إلا أن انفصاله عن الشمال قد جلب الويلات لأبناء الجنوب فالاقتتال فيما بينهم على أشده والفصائل الجنوبية تتناحر فيما بينها والنائب تمرد على الرئيس سلفاكير ولولا تدخل المجتمع الدولي لكان الآلاف قد سقطوا بين قتيل وجريح وهذا مثال بسيط لما ينتج عن التشظي والتشطير ونحن لن نصل إلى هذه المرحلة أبدا ومن ينادي بمثل هذا إما يريد أن يحصل على مطالب أقل وإما أنه قصير النظر لا يعي عواقب مثل هذه الدعوات وبدورنا ندعو الأحزاب والشخصيات السياسية والمواطنين في كل ربوع اليمن أن يقدموا مصلحة الوطن العليا على كل المصالح الذاتية.
القاعدة ومشروعها الظلامي
* قال فخامة الرئيس هادي بأن بلادنا تواجه عملاٍ تآمرياٍ تسعى من خلاله القاعدة ومن وراءها لتدمير اليمن ..ماخطر هذا التنظيم الإرهابي على الوحدة اليمنية ¿
-تنظيم القاعدة يؤمن بأفكار متطرفة ويدعي بأنه يخدم بها الاسلام وقتلهم للنفس التي حرمها الله واستهدافهم للقوات المسلحة والأمن وهي تؤدي واجبها الوطني ليس من الإسلام في شيء وهذا المشروع الدموي قد جعل هؤلاء يسقطون سقوطاٍ أخلاقياٍ ودينياٍ وإنسانياٍ ومن يتعاملون مع هذه الجماعات الإرهابية أو يستغلون عملياتها الإرهابية من أجل تحقيق سياسات وأهداف ما فإنهم يرتكبون جرما لا يقل قذارة عما يرتكبه تنظيم القاعدة ومهما حاول هذا التنظيم الإرهابي زعزعة أمن واستقرار ووحدة اليمن فلن يصل لما يريد طالما والشعب بمختلف أطيافه يمثل خطاٍ أحمر لا يمكن تجاوزه أبدا.
* بينما تواصل القاعدة مسلسل الاغتيالات واختطاف الأجانب وتدمير المنشآت العامة تظهر أصوات تطالب الدولة بمحاورة التنظيم الإرهابي..كيف تفسر هذا التناقض ¿
-نتحاور على أي أساس على أساس احترام أمن واستقرار اليمن والالتزام بالدستور كذلك خروج الأجانب ممن يتبعون تنظيم القاعدة من الأراضي اليمنية وأن يعود اليمنيون من أعضاء تنظيم القاعدة إلى جادة الصواب ويسلموا أسلحتهم للدولة وأن يعودوا مسالمين ويتم تأهيلهم ومسح الأفكار الدموية من عقولهم, أنا مع محاورتهم في هذه الحالة لكن أن يقوموا بتكفير الدولة والمسلمين وقتل الأبرياء من الأطفال والنساء والأطباء والطبيبات ويستهدفون قواتنا المسلحة والأمن ويغتالون أفرادها وضباطها, وبعد ذلك يتحدثون باسم الدين فليس لنا معهم حوار لأنهم أناس غير طبيعيين وبشاعة قتلهم وسفكهم للدماء لا يمكن أن يقبلها دين وشرع فما بالنا والإسلام هو دين السلام والسماحة دين عظيم حرم قتل الأجانب من غير المسلمين فكيف بقتل المسلمين, وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لايزال المسلم في فسحة من دينه مالم يصب دما حراماٍ).
حزب العدالة يساند الدولة
* ماهو موقفكم في حزب العدالة والبناء من قضية مكافحة الإرهاب ¿
-نحن في حزب العدالة والبناء نؤيد ونساند الحملة العسكرية والأمنية في محافظتي شبوة وأبين وفي كل محافظات الجمهورية ونطالب الدولة ببسط نفوذها ونزع السلاح من كل الأطراف في جنوب وشمال الوطن دون استثناء, فالسلاح الثقيل يجب أن يكون حكرا على الدولة ورؤيتنا وقناعتنا في حزب العدالة والبناء هي أن يعيش المواطنون في سلام في ظل دولة مدنية يتعايش فيها الجميع و ?يفرض فكر على فكر و ?مذهب على مذهب ونحن نؤيد كل الإجراءات التي تتخذها الدولة.
* حتى الآن لم نسمع موقفا واضحا وصريحا من بعض العلماء أصحاب الثقل الكبير في المجتمع من تنظيم القاعدة لماذا من وجهة نظرك¿
-من واجب العلماء أن يكونوا على قدر كبير من المسؤولية الملقاة على عاتقهم وأنا أستغرب من الضجة التي أثارها البعض والتي حملت في طياتها بعض الإساءة لموقف الدكتورة ألفت الدبعي والناشطة توكل كرمان ليس لشيء وإنما لمجرد مطالبتهن للعلماء بأن يستنكروا ويتخذوا موقفا شجاعا ضد تنظيم القاعدة وأعماله الإرهابية وهذا مطلب كل اليمنيين والمفترض أن يقف العلماء مع الوطن في محاربة فكر القاعدة الذي يتخذ من الإسلام ذريعة في سفك الدماء والإفساد في الإرض, والإسلام بريء من فكرهم وبريء منهم فإذا كان بعض العلماء قد أفتى في كثير من الأحداث والأمور فلماذا لا يفتون في من يقتل المسلمين بدم بارد¿! وهذا الأمر أعظم وأجل وهم مسؤولين عنه أمام الله وعليهم أن يتذكروا قول رسول الله (العلماء ورثة الأنبياء), صحيح بأن السياسيون قالوا رأيهم ووقفوا مع الدولة في محاربة الإرهاب ومعظمهم يفقهون من الدين ما يجعلهم يعرفون بأن هذا التنظيم الإرهابي وجبت محاربته واجتثاثه من جذوره إلا أن رأي العلماء سيجعل الكثير من المغرر بهم يراجعون أنفسهم ويعودون إلى جادة الصواب.
الانتماء للوطن
* يمتاز اليمن بتجانس بشري قلما نجد مثله في كثير من دول العالم ويجمع المؤرخون على أن اليمن توحدت قبل الميلاد في عهد دولة سبأ.. على عاتق من تقع مسؤولية غرس هذا الانتماء العظيم في قلوب ووجدان أبناء اليمن وبما يطغى على الو?ءات الحزبية والمناطقية ¿
– يجب على الدولة بكل مؤسستها أن تغرس تاريخ اليمن في قلوب أبنائه, والملاحظ في الفترة الأخيرة ظهور دعوات الكراهية والبغضاء و أصبحنا نشاهد المناطقية المقيتة في تصرفات البعض حتى على مستوى المحافظات واليمن بحاجة إلى آراء المفكرين والمثقفين والأدباء لتنوير الشباب وتعزيز انتمائهم بالوحدة ونبذ كل الصراعات والمناكفات السياسية فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تستخدم حرية الرأي والديمقراطية في تشتيت شمل المجتمع فنحن شعب موحد منذ آلاف السنين, شعب موحد في فطرته ومشاعره وأحاسيسه وكل واحد فيه غيور على ابن بلده وعلى أرضه ووطنه.
* كيف تنظر إلى أداء حكومة الوفاق الوطني¿ وهل الخلافات السياسية أثرت على أداء مهامها¿
-هناك العديد من الممارسات من بعض القوى السياسية التي تسعى من خلالها إلى إفشال الحكومة ولو كان العمل السياسي داخل إطار القانون فإن ذلك لن يؤثر عليها أبدا كاستجوابها من مجلس النواب وسؤالها عن الاختلالات الأمنية وغياب المشتقات النفطية لكن الملاحظ والمشاهد بأن العراقيل توضع في طريقها والوضع القائم أثر تأثيرا كبيراٍ في عمل الحكومة, وعليه يجب أن تفصح عن كل من يسعى لإفشالها وبالتأكيد على كل وزير أن يدرك ظروف المرحلة وأن يمضي بكل قوة وجهد في خدمة المواطن والوطن وأن يغلب المصلحة العامة على مصلحة الحزب, فيكفي شعبنا معاناة فهو هدف عمل الحكومة وكل نجاح وجهد سينعكس على معيشة اأنائه.
الحدث التاريخي
* برأيك هل عززت الوحدة اليمنية أمن واستقرار المنطقة ¿ وهل ديمومتها ورسوخها أساس ثبات الأمن القومي العربي¿
-الحروب التي كانت بين الشطرين في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي كانت تلقي بتأثيراتها على الوطن العربي, ولولا وحدتنا المباركة في أول التسعينيات لبقينا على نفس المنوال ولما انتهت الحروب هذا كان سيلقي بظلاله على دول الجوار كما أن الوحدة أوصلتنا إلى حل الخلافات الحدودية مع المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان, ووحدتنا العظيمة لم تأت من فراغ إنما جاءت بعد نضال وتضحيات بذلتها الأنفس الشريفة التواقة إلى رؤية هذا اليوم التاريخي فصارت واقعا معاش وبالعودة إلى تاريخ الوطن العربي المعاصر فإن مشاريع التوحد لم تنجح وعلى رأسها الوحدة السورية المصرية والوحدة العراقية السورية التي لم تر النور مطلقا, إذا فالوحدة اليمنية هي المشروع العربي الوحيد الذي تحقق وبهذا مثلت الحدث الأهم في التاريخ العربي المعاصر.
* أضحت الوحدة اليمنية والحفاظ عليها محل إجماع المجتمع الدولي وهو ما أكده قرار مجلس الأمن رقم (2140) ..ماسبب هذه القناعة الدولية¿
-أي انقسام أو تشطير لليمن سيشكل تهديداٍ مباشراٍ لمصالح العالم لأنها تطل على باب المندب وهو من أهم الممرات التجارية في العالم الذي يربط بين قارات العالم المختلفة فبقاء اليمن فيه مصلحة إقليمية ودولية وأن يتفق المجتمع الدولي على أن تبقى الجمهورية اليمنية موحدة كونها ترتبط بالأمن الدولي وتظهر بعض الأصوات المحلية تنادي بعكس ذلك فهذه وصمة عار في حقهم وعليهم أن يعرفوا بأن الشعب اليمني لايمكن أن يتخلى عن وحدته وما تأييده للحملة العسكرية ضد عناصر الإرهاب وبذلك الزخم الجماهيري إلا مثال بسيط لولائه وانتمائه للوطن الموحد والغالي.
