هاتف امرأة حضرمية يصدم العالم ببشاعة ما يحدث في جنوب اليمن المحتل
الشارع اليمني لا يزال يغلي والدعوات إلى انتفاضة ضد المحتل تتعالى
الوضع في الجنوب اليمني مزرِ وهدف جرائم الترويع توفير البيئة المثالية للسيطرة
معنيون بإحياء قيم ثورة أكتوبر التي أجْلَت المحتل البريطاني واستلهام تجرية الصمود
نحيِّي المرأة التي صوَّرت المشهد وأوصلته رغم التهديد إلى الشرفاء والأحرار
أكثر من 85 جريمة قتل ارتكبت على مقربة من نقاط أمنية في وادي حضرموت قيدت ضد مجهول
حالة من الصدمة يعيشها الشارع اليمني بعد انتشار مشاهد وصور لاقتحام قوة عسكرية تتبع مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي منزل مواطن يمني في وقت متأخر من الليل وتختطفه بشكل مهين من وسط أسرته وأطفاله الذين لم يترك لهم فرصة ارتداء ملابسهم أو ستر انفسهم .
شجاعة زوجة المخطف وتصويرها للحادثة هي ما جعل العالم يطلع على واحدة من الجرائم اليومية التي يرتكبها المحتل في مناطق اليمن الجنوبية، رغم تهديدها وتصويب السلاح نحو رضيعها إلا أنها أبت تسليم الهاتف، وتمكنت من نقل المشهد إلى اليمن والعالم الذي صدم لهول ما يحدث في المناطق المحتلة على يد مليشيات سعودية وإماراتية تسرح وتمرح وتزرع الحوف والاذلال دونما رقيب أو حسيب .لقاءا ت/ إبراهيم الوادعي
عشرات الجرائم يومياً
يحيى أبو اصبع – رئيس اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني : الأوضاع في الجنوب هي نتاج لعدوان سعودي إماراتي أمريكي على مدى تسع سنوات مضت.
مضيفاً الانتهاكات التي تجري يوميا في الجنوب سواء بالقتل أو بالاغتيالات وبالتفجيرات أو بالخطف أو الاعتقالات، هذه كلها نشاهدها ونسمعها كل يوم، وما حادثة حضرموت إلا واحدة من الحوادث المستمرة والتي سردتها ونسمعها كل يوم .
وتابع: الوضع في الجنوب اليمني وضع مزر، الوضع في عدن مزر، وأوصلوا عدن إلى مرحلة وكأنها قرية لا ماء ولا كهرباء ولا خدمات ولا رواتب، والسبب قطعا هو تحالف العدوان وسياسة في اضعاف الجميع، يريد المحكون بيئة مفككة مشتتة ضعيفة للغاية يسهل السيطرة عليها.
وأضاف: الوضع في الجنوب الآن صراع رهيب بين الإمارات والسعودية وكلاهما يشكل مليشيا عسكرية يواجه بها الطرف الآخر ويتفقون على اضعاف البيئة التي يعملون فيها ، هذا هو القاسم الذي يجمع السعوديين والإماراتيين، وهو هدف التحالف الرئيسي في اليمن بأكمله .
وقال: الصورة المثالية التي ينبغي ان ننطلق منها هي من الصفر بدعوة كل الأحرار في الجنوب للتفاهم وتوحيد الجهود أو تنسيقها لمواجهة المحتل وزعزعة الأرض من تحت أقدامه، برعاية من صنعاء القوة الحريصة على وحدة اليمن وتحرير كل شبر فيه من دنس المحتل، ما لم فإن علينا انتظار الكثير مما شاهدناه من حادثة حضرموت البشعة، والتي رصدتها الكاميرا وهناك الكثير من الجرائم والانتهاكات التي لم ترصدها الكاميرا أو تصل إلى الناس .
استلهام ثورة أكتوبر والصمود
أحمد العليي – مقرر الجبهة الجنوبية لمقاومة الغزو والاحتلال : خلال مدة الاحتلال للجنوب اليمني شاهدنا الكثير من الجرائم إلا أن الجريمة تتميز ببشاعتها وأيضا شجاعة المرأة التي صورت ونقلت الصورة ، شاهدنا جنود يقتحمون مخدع أسرة ويهددون النساء والأطفال ولا يقيمون للبيوت أي حرمة ، رأينا جريمة ابتعدت كثيرا عن آداب الشعب اليمني وموروثه وتقاليده التي لا يمكن لأي مجتمع أو شخص ان يتجاوزها، لكن ماذا ننتظر من عملاء ومرتزقة باعوا انفسهم للمعتدي وانسلخوا عن قيم شعبهم مقابل المال؟ .
مضيفاً: المشهد مؤلم جدا ويدفع بالضرورة أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية وتحديدا أبناء حضرموت إلى التحرك والوقوف بوجه المحتل والانتفاضة عليه، وصولا إلى طرد المحتل وكنس أدواته الرخيصة ممن قاموا بهذا الفعل المشين .
وتابع: المشهد يأباه ويرفضه كل أبناء الشعب اليمني، ويرفضه كل أبناء حضرموت، وهذه الحوادث والجرائم تتزايد وتتضاعف مع مضي سنوات الاحتلال وإحساس المحتل أن البيئة استكانت له، شاهدنا جرائم تنتهك كل المحرمات وهذه الجريمة تؤكد مضي المحتل بعيداً في انتهاك الحرمات النفس والبيوت والأعراض .
وقال: ونحن على أبواب الذكرى الــ 60 لثورة أكتوبر فنحن أمام اختبار عملي في استلهام تجرية ثورة أكتوبر ومواجهة المحتل والغازي الجديد، وأيضا استلهام تجرية الصمود اليمني في وجه العدوان السعودي الأمريكي الذي لايزال قائما، نحن معنيون بإحياء قيم ثورة أكتوبر التي أجلت المحتل البريطاني، وعناصر الصمود اليمني لتسع سنوات في مواجهة العدوان، وأبناء الجنوب اليمني يجب ان يكونوا في صدارة كتائب التحرير أو اطلاق شرارة الانتفاضة ومنع استقرار المحتل.
المحتل يزرع الخوف عمداً
محمد بلفقيه – من أبناء تريم حضرموت : ما نقلته وسائل الإعلام من مشاهد وصور لهذه الحادثة المروعة صدمت الشعب اليمني. بأكمله من هولها وجرمها، وهذه الحادثة ليست وحدها بل هناك الكثير من الحوادث المماثلة التي وقعت وتقع في حضرموت في الوادي وفي الساحل، هناك جرائم تزهق الأرواح وتنهب الأموال وتسرق الآثار وكل اشكال الجرائم وسط غياب للأمن وتطال حتى من يعتبرون أنفسهم مسؤولين في حكومة العملاء.
مضيفاً الشعب اليمني في الجنوب وحضرموت يمارس ضده القمع والإذلال والامتهان وترتكب بحقه مثل هذه الجرائم المروعة والقصد منها زرع الخوف وكسر إرادة الشعب اليمني في الجنوب، ويراد منها أيضا كسر عزيمة وكل من نطق بحق أو بصدق ، الفرق فقط ان هناك من يصدح بالقول ويوصف الوضع وبين من يكتم في نفسه وهو يعلم بحقيقة الوضع، لا يوجد أمن ولا أمان هذا الواقع لا نكذب على أنفسنا ومن يقول بغير ذلك هو يعلم انه يغالط نفسه.
وتابع: هذا المشهد رصدته الكاميرا، والكثير من الجرائم والانتهاكات لم توثقها عدسات الهاتف أو الكاميرا، ففي وادي حضرموت اكثر من 85 جريمة قتل قيدت ضد مجهول، وارتكبت على مقربة من نقاط أمنية، تسرق المحلات وتنهب السيارات جهارا نهارا، والغرض من هذا كله افشاء الرعب والإذلال في نفوس الناس.
وقال: نتمنى من كل النخب أو الأحرار في كل مناطق اليمني الحرة منها والمحتلة وحتى في المهجر أن يقوموا بواجبهم، وما يرتكب بحق اليمني في المناطق المحتلة يصعب تحمله، ويفرض على كل من ذكرت سابقا القيام بمسؤولياتهم وأولهم العلماء والسياسيون .
شجاعة المرأة اليمنية
حسين واصل – وكيل محافظة الضالع: هذا ما يصنعه الاحتلال ماذا نتوقع منه غير هتك الأعراض وقتل النفس وهتك حرمة البيوت؟ هذا يستفز كل اليمنيين في شماله وجنوبه .
مضيفاً: أحيي شجاعة هذه المرأة البطلة الشجاعة والتي صورت وكانت أقوى من الرشاش الذي وضع فوقها وفوق أطفالها وأصرت وتمسكت بإيصال الصورة إلى الصادقين وإلى الشرفاء في كل اليمن والعالم .
وتابع: ما حصل في المكلا- حضرموت هو نموذج ومحطة لما ينبغي ان يكون محطة للثورة خاصة ونحن على أعتاب ذكرى أكتوبر المجيدة، ولدينا في صنعاء قيادة حرة ستقدم السند وستكون سنداً وعوناً لكل الأحرار في الجنوب لكسر المحتل وتطهير الأرض، وهي تؤكد ذلك كل يوم انها لن تتخلى عن ذرة تراب يمنية واحدة تبقى تحت الاحتلال .
وقال: نحن أبناء المناطق الجنوبية مطالبون بأكثر من الصراخ، مطالبون بالتحرك ومواجهة المحتل وأدواته وزعزعة الأرض من تحته، وأقول لإخواني إن هذه المرأة الشجاعة التي صورت ونقلت الينا واحدة من ابشع الجرائم والانتهاكات التي يمارسها المحتل، قد افزعته وقامت بعمل كبير يوازي عمل كتيبة، والكل مطالب بتوثيق ونقل كل جرائم المحتل وأدواته الرخيصة، كنوع من المقاومة وتجذير الثورة على المحتل الحاقد على بلدنا ويمننا .
وقفة بصنعاء
السطلة المحلية بحضرموت نفذت صباح أمس الأول، وقفة احتجاجية بالعاصمة صنعاء ضمت مختلف الفئات المجتمعية من شمال اليمن وجنوبه، استنكارا لحادثة هتك الحرمات من قبل أدوات الاحتلال في المكلا، واقتحام البيوت وخطف ساكنيها وترويع الأطفال والنساء وهتك الأعراض، ودعت إلى اطلاق المعتقلين على ذمة هذه الحادثة الشنيعة التي عدتها بأنها تستفز مشاعر كل اليمنيين تتجاوز أدنى معايير القيم والمبادئ .
ودعت في بيان إلى النهوض والتحرك بوجه المحتل، وحملت بريطانيا والولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن الجريمة بوصفهما من تقودان العدوان على اليمن ويحتلان جنوب اليمن .
كما طالبت الأمم المتحدة باتخاذ موقف تجاه هذه الجرائم ومنها جريمة حضرموت المنتهكة لقواعد القانون الدولي، والمواثيق والقوانين والأعراف الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان تحت الاحتلال.