هذه الدولة ومنذ نعومة أظفارها وهي في بدايات التأسيس بعد أن ولدت من رحم الاستضعاف وطفائح المعاناة الذي أجبرها ولسنوات على العيش فيه حكام الأمس المتكئين على وعود وسياسات الغرب الكافر.
لم تحمل يوماً في خلجاتها وتلك من الأسس والمبادئ الأساسية في قوام مشروعها سياسة الانتقام أو كما هو عند البعض من قانون الثأر والسعي بكل الوسائل للانتقام وتصفية الحسابات ممن نألوهم بعض الأذى منه فيما قد مضى من الأيام.
هي تحمل تقوى الله في المعاملة السوية بين كل الفئات وكل المواطنين في هذا الشعب وبغض النظر عن أي خلافات سابقة بينها وبين أي مكون.
فهي ومن موقعها المتقدم كحركة ومكون شعبي من أبناء هذا البلد في مناهضة هذا العدوان والتصدي له لم تنطق ولو بكلمة على لسان أي من قادتها في يوم من الأيام، إنها هي من فعلت ومن صنعت لذا فلها الأحقية في أن تأخذ أو أن تفعل.
ذلك الانحطاط في التقول بعيد كل البعد عنها وعن روادها وواقع المرحلة يشهد بذلك.
إن ما يحمله الشرفاء من أبناء هذا البلد وبعيداً عن أي تصنيفات فئوية في هذه الدولة القائمة هو كل ما قد تقدم من تعدد صفات الإخوة والتسامح كذا الحلم والعفو عند المقدرة، فمن يأتي في هذه الفترة ومن واقع انحطاطه الأخلاقي وتعاونه المقصود أو العكس عن ذلك مع دول العدوان ليثير البلبلة والحملات الدعائية بما تحملها من تهجم وقبح ويوجه أسهم الاتهام والسب والتشهير وتحميل عظم المسؤولية لما هو حاصل اليوم وقبل اليوم من تردي الأوضاع في هذا الشعب الذي هو نتاج عدوان خارجي ممنهج في كل المجالات فيأتي وبكل قبح وخساسة ليحمل مسؤولية كل تلك هذه الفئة وهذا المكون الذي هو أساساً ومعه كل الأحرار في هذا الشعب من له اليد الطولى والكف الوسيع في مواجهة كل تلك التحديات والصعوبات التي كانت لولا تلك الأيدي وعون الله ومعيته قد أكملت تفتيت النسيج الاجتماعي والمحور الارتكازي لما تعنيه للجميع هذه الدولة في كل مجالاتها.
وعلى ذلك فإن من يقفون وراء تلك الإشاعات والحرب الإعلامية والدعائية في هذه الفترة والتي لا تستهدف إلا الأحرار من أبناء هذا الشعب من يقفون بكل ثقلهم لبناء هذه الدولة في كل المجالات ولترسيخ دعائمها المحقة ولتكون بذلك كما هي الآن في أوج القوة والمهابة في شتى قنواتها المؤسسية والإدارية.
هم ليسوا سوى أجندة ارتزاقية تتبع العدو الخارجي وهم بما تتقوله أفواههم سواء من حيث يشعرون أولا يشعرون إنما يخدمون المعتدين من لهم اليد القذرة في وصول أبناء هذا الشعب إلى مثل هذا الحال.
ولردعهم والتصدي لهم ولإحباط مثل تلك الإشاعات والدعايات التي تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار في الوضع الداخلي على الجهات المعنية في الجانب الرسمي في البلد أن تتخذ تجاههم المواقف الصارمة والرادعة وقانون الله في نصه البنود القاهرة لمواجهة مثل هذه الفئة في مثل هذه المواطن.
قال تعالى (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا) صدق الله العظيم .