أما آن أن تخشع قلوبكم وتتركوا اليمن وشأنه؟!

محمد أحمد المؤيد

 

في ظل مستجدات الوضع اليمني اليوم، ناهيك عن ما كان بالأمس، فنحن بحاجة ماسة لفهم وأقع اليوم، بما يمكننا من قراءة الأحداث جيداً، ومن خلال ذلك سنعرف المغزى والهدف لصديق كان أو عدو، نعم، فهناك أمور يجب عدم أغفالها كون وراء الأكمة ما وراءها، مما يحتم الحذر منها أو انتهاز الفرصة قبل فواتها، فليس كل ما يلمع ذهباً وليس كل ما نتمناه سهل المنال، بل الأحرى الحرص على قراءة كل شاردة وواردة تخص اليمن، فهو وطن، سهول وجبال، بحر وجو ويابسة، ومساحة شاسعة، وشعب بنى ويبني وسيظل يبني كل آماله وطموحاته وتطلعاته على عز أو عزاء هذا الوطن الكبير بكبر رجاله أو العكس، فهل من فهم ؟!، وهل من رشد ؟!، إذاً فلنناقش وضع اليوم وما ينبغي عمله حيال ذلك، لأن “ما يحك ظهرك إلا ظفرك” : مثل يمني مشهور، بالمعنى الصريح على كل يمني أن يعرف أنه يمني فلا يغتر بفقاعات السياسة العالمية وينهمك مع فتات الارتزاق حتى يفقد انتماءه وولاءه لليمن ونعمل جميعاً بما يصب في مصلحة الوطن الذي يحتضننا وخيره أو شره سينعكس علينا شئنا أم أبينا.
في قراءة مبسطة لما استجد مؤخراً حتى اليوم، نجد أن واقع اللا سلم واللا حرب صار مثبتاً أصلاً، كيف؟، قد نقول عن المعركة بأنها “معركة النفس الطويل” لكن العدوان يريدنا أن نحولها إلى “هدنة النفس الطويل” !!!، الله المستعان، يعني هل باتت هذه الاستراتيجيات طفرة من طفرات العصر؟!!، فالحرب يا جماعة الخير قد تطول آلاف السنين لكن الاتفاق على إنهائها قد يكون بكلمة، وليس أي كلمة، بكلمة رجال، و”الرجال تحبل من لساسينها” : كما يقول المثل يمني، فهي كلمة لمن أراد أن يشن حرباً وهي كلمة لم أراد السلم، وبعد الكلمة يثبت الوضع وفق الكلمة، لذا ما علينا من سبيل حتى تنتهك حرمة البلاد والعباد بكلمة شنوا بها عدواناً غادراً وجباناً وظلت الكلمة التي اطلقت من واشنطن تهدر الدماء والموارد الوطنية لثمان سنوات ونيف، إذاً فنحن نريد كلمة مثلها تثبت وضع السلام المشرف العادل والشامل، ويتم التنفيذ بالدقيقة وبالثانية وباليوم، توقف الحرب توقف، مش كل يوم والأخبار تعج بالخروقات والضحايا والمناكفات الكلامية والتملص وتوجيه اللوم، طيب فقد أحرجتم قيادتنا وشعبنا بوفد سعودي ووفد عماني والكاميرات صورت والأخبار تحدثت سلام سلام هههههه، الحجة على أنصار الله أنهم قبلوا سفيراً ولم يشترطوا حضور ذلك الذي أدى كلمة العدوان من أمريكا أن يأتي هو ويقول كلمة السلام، هذا إذا لم نقل يأتي وزير الخارجية أو أي شخصية معتبرة من الأسرة الحاكمة ولها كلمة تقطع وتفصل، مش سفير تصريحاته في عالم والأخبار والتوجه لدولته في عالم آخر ومناقض ومتناقض جملة وتفصيلا !!!!!.
قبل أيام قلائل سمعت كلمة مجلس الأمن عن اليمن وما يبعث على الحسرة أمران بغض النظر عن مندوبي الولايات المتحدة وبريطانيا المتسلطين وكلمتيهما، بل الطامة أنهم أعطوا خلال جلستهم أحدهم – لا أتذكر اسمه ولا يهمني – الحديث وإذا به يتحدث عن سفينة صافر وكيف سيجري ترميمها !!!! يعني وكأنهم بهذا “متجملون” وكأنها كل ما في الأمر وأن ليس لليمن قضية إلا السفينة !!!!، طيب لكم ثلاث سنوات تمنون اليمنيين بترميمها، وكل يوم والخبر ينعاد “قصدك خبيط جص”، بعده مباشرةً جاء كلام المبعوث الأممي وأكثر ما أثار حفيظتي أن همهم ايصال مساعدات ووجوب الإسراع في ذلك، طيب نحن نريد حلاً وتحلوا عن بلادنا وتخلوا لنا أحوالنا ولسنا منتظرين لمساعداتكم، نريد أن نبني يمننا ونزرع ونصنع ونصدر لكم منتجاتنا فيستفيد شعبنا وتستفيدون من خيرات بلادنا كمصالح متبادلة وشرعية كما هو بن موكا، وليس تأتوا لتنهبوا ثرواتنا وخيرات بلادنا بالقوة والسطوا تفقروا شعبنا لأنه غير مستفيد كي تمنون علينا بفتات مساعداتكم المشكوك في مصداقيتها أصلاً، فالجنوب تجد فيه عجب العجاب ففي أخبار قناة الحدث السعودية الحراك الحضرمي يجتمع والسعودية تشدد على دعمها لهذا الحراك الذي من حقه الدفاع عن مصالحه، مصالحه قال !!!!، وهدف السعودية مد أنبوب للبحر العربي عبر حضرموت !!!!، الانتقالي – الشركة الأمنية للأمارات؛ كما يطلق عليه في الشارع اليمني حالياً – يريد هو الآخر تثبيت وضع الانفصال في حضرموت ويواجه بالرفض والطرد لأنهم يعلمون أن حجة الانفصال فقط هي لتمرير النفوذ الاماراتي على مصالحها الجهنمية في حضرموت، من هذا نفهم ويفهم الجميع مدى تضارب مصالح المعتدين الذين من عظم جشاعتهم وأوج خبثهم ودناءة توجههم وأهدافهم لم يتفقوا ولن يتفقوا على أو لمن يبتلع اليمن إلى كرشه، بالمختصر، المرتزقة عموماً إذا لم يفهوا اللعبة خاصة في ظل وضع اقتصادي وأمني مترد ماذا عسانا أن نقول لهم ؟!!!، وخلاصة الكلام أنا لن أقول لكم الخلاصة ولكن أقول لكم اقرأوا مقالي جيداً وسيتضح المغزى والحلول، هذا ونسأل الله العفو والعافية وهو حسبنا ونعم الوكيل.
“ولله عاقبة الأمور”

قد يعجبك ايضا