ما يحدث لليمن من حصار وقتل وتجويع وتدمير وانهيار للعملة وارتفاع الأسعار، لا سيما في المحافظات المحتلة، هو نتائج أولية من غاية وأهداف العدوان السعو/أمريكي إماراتي الذي شن الحرب المتوحشة على اليمن.
العدوان بعد أن فشل عسكريا؛ عاد ليراهن على الجبهة الاقتصادية. تذكروا ما قاله المبعوث الأمريكي لوفد أنصار الله في الكويت في المفاوضات بين وفد أنصار الله ووفد المرتزقة. لقد قال لهم ما معناه إن أمريكا ستعيد العملة اليمنية إلى أقل من ثمن المداد المكتوب عليها.
وتأكدوا أن الحرب على اليمن هي أمريكية أولا. وما السعودي والإماراتي إلا خدم وأدوات رخيصة لأمريكا والغرب.
كما أن الأدوات الإقليمية والمحلية ليس لهم قرار، فالقرار الحاسم هو بيد الأمريكي أولا وآخرا.
تحالف العدوان أوهم المرتزقة والخونة بأنه سوف يصنع لهم جنة في المحافظات المحتلة.
والحقيقة أن الاحتلال صنع الموت والدمار ونشر الفوضى والفساد الأخلاقي، وكل المباذل القذرة التي تميع الجيل؛ وصنع جهنم الحمراء التي يصطلي بها المواطن في المحافظات المحتلة.
العدو السعودي بالذات يريد إبادة الشعب اليمني باستخدام كل الوسائل والطرق، ليسرق أراضي اليمن وهي خالية من السكان الذين يقاومون مشاريعه العدوانية الاستعمارية التوسعية.
وجردة حساب لما كانت عليه الأسعار والأوضاع في المحافظات المحتلة قبل العدوان الشرير، وما هي عليه اليوم تبين النوايا الشريرة للعدوان، لكن مرتزفة الريال السعودي لا يهمهم حال الشعب؛ فكلما ارتفع سعر العملة السعودية زادت مداخيلهم. وبالمقابل زادت معاناة اليمنيين جراء الغلاء الفاحش والفوضى وانعدام الأمن وزيادة الفساد.
كان سعر كيس القمح قبل الحرب 6 آلاف ريال؛ واليوم يقترب سعره من الخمسين ألف ريال.
هذا عن الأساسيات الضرورية. أما الأشياء الأخرى فأسعارها تضاعفت عشرات المرات.
الذين صعّدهم العدو السعودي إلى ما يسمى الرئاسة والحكومة والبرلمان والبنك المركزي هؤلاء الأدوات الخيانية يتحملون مسؤولية ما يحدث لليمن من نكبات وأزمات وكوارث ومعهم تحالف العدوان.
تحالف العدوان، ولا سيما السعودي وجدوا عوامل عدة لتدمير الحياة في المحافظات المحتلة، ومنها العامل الاقتصادي المؤثر مباشرة في حياة الناس؛ من هذه العوامل طبع عملة بدون غطاء. وتحويل إيرادات النفط إلى بنوك الاحتلال في السعودية والإمارات، وضرب رجال الأعمال والمستثمرين، حتى وصل بهم الأمر إلى قتلهم. التلاعب بالعملات الأجنبية، واستلام المرتزقة في الخارج مرتبات بالدولار.
أسعار الصرف للريال السعودي والدولار أصبحت مهولة. ومقارنة بين أسعارها في مناطق حكومة الإنقاذ ومناطق المرتزقة والاحتلال تبين لنا مدى العبث والفساد الذي يمارسه الاحتلال وأدواته.
مناطق حكومة الإنقاذ التي بلا موارد الصرف والأسعار فيها ثابتة، بينما نجدها في المناطق المحتلة صاعدة بسرعة الصاروخ ومتقلبة.
ننقل لكم القليل مما تعانيه العاصمة الاقتصادية عدن كنموذج لمعاناة المناطق المحتلة.
ارتفاع في أسعار المواد الغذائية. انهيار في الخدمات الصحية، انقطاع الكهرباء وتوقف المحطات نتيجة الديزل المغشوش. ونتيجة للحرارة الزائدة ارتفعت معدلات الوفاة بين المواطنين، ووصل الحال ببعض الناس إلى عدم قدرتهم الوصول إلى المشافي، ويموتون بين أيادي أهاليهم الذين لا يمتلكون قيمة الكفن أو القبر.
إفقار رهيب وأوضاع مزرية في عدن وكثير مدن ومناطق محتلة.
طبعا هناك مستفيدون من هذه الأوضاع، وهم المرتزقة والعملاء وحكومة الخيانة وأمراء المليشيات والحرب الذين ينهبون الموازنات، ويسرقون بيوت وأراضي الدولة والمواطنين، ويستامون بالريال السعودي والدولار الأمريكي.
كان الهالك عفاش يعلق فشله على مشجب الإمامة، ثم على الانفصاليين بعد حرب ٩٤. واليوم يعلق المرتزقة فشلهم على مشجب من يسمونهم بالحوثيين.
إنه الفشل المقيم في حياة وسلوكيات الخونة والمرتزقة في كل العصور.
والأمر لله من قبل ومن بعد.
Prev Post