نساء من مختلف المحافظات: العيد في اليمن نكهة صمود وفخر واعتزاز

 

يُحيي اليمانيون عيدهم منذُ قديم الزمن، ولكن ما تغيّر اليوم هو إلى الأفضل، وأثبت هذا الشعب العظيم، أنه قادرٌ على أن يُحيي عيده، رغم العدوان الأممي، والحصار الخانق، وضراوة الظروف المعيشية، بل لا يبالي ولا يأبه بها، بل جعلت منه هذه الظروف مصدر فخر واعتزاز لكل من عرفه، وجعل من التحدي فُرصاً، ومن المعاناة فرجاً، ومن المستحيل أمرًا ممكنًا؛ كيف لا، وهو شعب الإيمان والحكمة، يمن العنفوان، يمن العزة والإباء.
استطلاع / أسماء البزاز

طيبة الكبسي – محافظة ذمار، تقول من جهتها: كعادتهم اليمانيون يحيون، عيد الأضحى المبارك، لا يعيقهم الحصار والعدوان وضراوة الظروف المعيشية، هي عادة جرينا عليها، منذ 3000 ألف يوم من الثبات والصمود في وجه العدوان بكل شموخ وكل شوق وكرامة واستعداد لعيد الأضحى، يُحيي اليمانيون شعائر العيد، بالتكبير والتهليل والصيام، قاصدين ذلك تقرباً لله عزوجل، فمن حسن ظن هذا الشعب العظيم أن من الله له قائد من آل بيت المصطفى – صلوات الله عليه وعلى آله وسلم- : قائد هو لهم، وليس عليهم .
وتابعت: فمن خلال سلسلة محاضراته المباركة، ترى الشعب اليماني بروحية واحدة، الكل يتفقد الآخر، وبرغم صعوبة المعيشة جراء قطع المرتبات والحصار منذ بداية العدوان ما خابوا ولا يئسوا، رغم العدوان وتقصّده لهم، حتى في قوتهم اليومي، ترى الشعب اليماني العظيم، صابرا محتسبا صامدا، يدعون الله وهم في ميادين العمل، يستقبلون شعائر الله وهم يستشعرون فرحة العيد.
وأوضحت: وإن كان حال المعيشة في تدهور فهم يدركون من هو السبب في ذلك، وما مقاصده فالعدوان يريد إركاع هذا الشعب وإذلاله وتفتيته، حتى يسهل السيطرة عليه وها هو بفضل الله تعالى، يلبي شعائر الله من يمن الإيمان والحكمة، لبيك الله هم لبيك، والتي كان السبق الأول للجيش المناضل، والخارطة التي رسمها في المسير من محافظة إلى أخرى، كذلك الشعب أثلج صدورهم وكانت الأبصار شاخصة تراقبهم وتنظر إلى أقدامهم التي كانت تعزف لحناً من قرعاتها، فرؤية البسمة المرسومة على وجوه الكبار والصغار تدل على مدى تماسك هذا الشعب والجيش، فلا ترى إنسان يمر من أمام هؤلاء العظماء إلا وألقى عليهم التحية وألبسهم عقود الفل، نعم كانت الأفواه تتكلم هذا هو عيدنا وهذا هو الجيش الذي افتقدناه منذ زمن بعيد، فلا عدوان يركعنا ولا حصار يفقرنا ونحن نملك هذا الجيش القوي بقوة الله العزيز بعزة الإسلام العظيم بعظمة، من قال « الإيمان يمان والحكمة يمانية»( صلوات الله عليه وعلى آله وسلم).

عز وافتخار
آلاء غالب الحمزي – محافظة عمران – تقول : يُحيي اليمانيون عيدهم، رغم العدوان والحصار، وضراوة الظروف المعيشية بكل إيمان، وعزيمةٍ وثبات، بكل فخرٍ، وشموخ، واعتزاز، يُحيي اليمانيون عيدهم، هكذا هُم منذُ قديم الزمن، ولكن ما تغير اليوم هو إلى الأفضل، وأثبت هذا الشعب العظيم، أنه قادرٌ أن يُحيي عيده، رغم العدوان الأممي، والحصار الخانق، وضراوة الظروف المعيشية، بل لا يبالي ولا يأبه بها، بل جعلت منه هذه الظروف مصدر فخر واعتزاز لكل من عرفه، وجعل من التحدي فُرصا، ومن المعاناة فرجا، ومن المستحيل أمرًا ممكنًا؛ كيف لا، وهو شعب الإيمان والحكمة، يمن العنفوان، يمن العزة والإباء.
وتابعت: لم يعد أكبر همّ الشعب اليمني المجاهد العظيم في الأعياد، شراء الملابس والعطور، وشراء الجعالة وتحضير الكعك فحسب، أو شراء هذه الحاجيات للأسرة وحدها!، بل أصبح العيد ذكرًا وتعظيمًا لشعائر الله تعالى، بكل ما تحمله كلمة «تعظيم»، أصبح همّ الأسرة إعداد وتحضير الكعك وتغليفه وتقديمه للمجاهدين في الجبهات، تشتري ملابس للعيد، وتقدمها للمجاهدين في سبيل الله، وأصبحت لا تهنأ أكل الجعالة واللحوم إلّا والمجاهدون قد شاركوها ؛ وكأن المجاهدين أحد أفراد هذه الأسرة، أصبح التاجر يبحث عن أماكن الإنفاق في سبيل الله لكي يهنئ بتنعم بالعيد، حتى المزارع نفسه يربي المواشي ويأخذ حصة للمجاهدين، وكذلك المحاصيل الزراعية، حتى من لا يملك قوت يومه ولا يملك ما يقدمه يمدُ المجاهدين بالدعاء، ويستغفرلهم، ويمدهم بالتسبيح وكأنه مدد بحد ذاته!، بل لا يهنأ الرجل بالعيد إلّا وقد شارك بشرف الزيارة أو المرابطة في الجبهة، حتى النساء لا تفتخر ولا تعتز بأبيها، أو أخوها، ابنها، زوجها، إلّا وقد شارك بهذا الشرف، وقد لخص الشعب اليمني هذا الفعل تحت شعار (أعيادنا جبهاتنا).
ومضت قائلة : فرح، أهازيج، برع، تكاتف، شموخ، عزة، فخر، كرامة، هكذا أعياد الشعب اليمني، وهكذا يُحييها، لا يبالي بعدوّه كائنا من كان، همّه دينه، شرفه، وعزته، يدوس أخطار الحياة والحروب تحت قدمه، يحطم الأفكار الظلامية، يُفشل مخططات عدوه، من واقع الارتباط بهدى الله تعالى، ومن واقع التسليم له، وللقيادة الحكيمة والسياسية ممثلة بالقائد العلم السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله_ وقريبًا سيحيي الشعب اليمني عيده منتصرًا رفعًا رأسه، ساجدًا حامدًا لله سبحانه وتعالى، وستكون الفرحة والبهجة أعظم بإذن الله تعالى، ولن يخيب شعبٌ عظيم الإيمان والتوكل على الله جل شأنه، {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْـمُؤْمِنُونَ}.

عيد الأعياد
وأما كفاية الرازحي من محافظة صعدة فتستهل حديثها معنا بالقول :
« لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمتَ، لك والملك لا شريك لك»
وتابعت : هذه العبارات العظيمة التي يرددها المسلمون جميعاً تلبية لله وحده بأفواههم فقط بخلاف شعبنا اليمني العظيم الذي يرددها قولاً وتجسدت في أعمالهم ومواقفهم فلم يرضخ لأطماع ومكائد أعداء الله فشن تحالف الشر العدوان واطبقوا الحصار على هذا الشعب المظلوم، ورغم ذلك مازال الشعب اليمني يحيى عيد الأضحى المبارك، بأجواء تملؤها الفرحة، وتقوم المرأة اليمنية بتنظيف والترتيب والتزيين للبيت وإعداد أنواع الكعك والحلويات داخل المنزل،وأيضا تقوم كل منطقة أو قرية أو حارة بتنظيف الشوارع، ففي صبيحة يوم العيد بعد التهليل والتكبير لله والصلاة قام الناس بذبح الأضاحي تقربا لله وتوزيعها بين الأهل والجيران والضعفاء والمساكين، وبعدها بزيارة الأرحام وتفقد أحوالهم ويتناولون حلويات و مكسرات العيد كلاً على حسب قدرته وإيضاً يقوم اليمانيين بالأهازيج والبرع الشعبي وزياره روضات الشهداء والقيام برحلات إلى الوديان والمناطق الجبلية في الأرياف أما في المدن في الحدائق والمنتزهات.
وقالت: إنه وفي ظل هذا العدوان والحصار أصبحت أعيادنا جبهاتنا، فقد جعل المجاهدين عيدهم هي متارسهم ويذهب الكثير من الوجاهات الرسمية والشعبية خلال العيد لتفقدهم وزيارتهم في جبهات العزة والكرامة محمّلين بالقوافل من الأضاحي والكعك وجعالة العيد الذى تشارك فيها نساء اليمن العظيمات اللواتي جعلن من أعيادهن البذل والعطاء وتجهيز القوافل العيدية للمجاهدين العظماء، فأصبح الشعب اليمني رجالا ونساءً أعيادهم جبهاتهم، وكلما زاد الحصار والمعاناة كلما زاد اليمنيون تماسكاً وتراحماً فيما بينهم وزادت الألفة بينهم اكثر فهم من قال فيهم رسول الله صلوات الله عليه وعلى اله
ألين قلوباً وأرق أفئدة، وأكثر ارتباطاً بالله والتجاءً إليه
وأضافت: ويتوّج اليمانيون عيدهم بأعظم الأعياد وهو عيد إتمام النعمة عيد الغدير الأغر الذي يحييه اليمانيون جيلاً بعد جيل وذلك من خلال التسليم والاستجابة المطلقة لله ورسوله التولي الصادق والفعلي والعملي بتوليِ من أمر الله بتوليه الإمام عليّ عليه السلام والمعاداة لأعداء الله ورسوله في هذا العصر وكل عصر حتى قيام الساعة وبالتولي والتسليم للعلم القائم السيد عبدالملك يحفظه الله، والجهاد في سبيل الله وبذل النفس والمال وكل ما يملكه هذا الشعب المجاهد، والبراءة من أعداء الله المتمثلة بشيطان الأكبر أمريكا وإسرائيل ومن دار في فلكهم من الأعراب المنافقين وهذا تجسيد الحمد والشكر لله على هذه النعمة العظيمة التي توارثناها جيلاً بعد جيل بسبب الارتباط الكبير بأهل البيت عليهم السلام.

تعظيم شعائر الله
فاطمة المستكاء – محافظة البيضاء، تقول من جهتها: اليمانيون هم ممن يعظم شعائر الله ولو كانت ظروفهم صعبة فهم يتبعون كلام الله عند قوله{.ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} وهم اليمانيون الذين قال عنهم رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله (الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يماني) .
موضحة : أنه وبالرغم العدوان الجائر والحصار والمعاناة، فمازال اليمانيون يقيمون احتفالاتهم بالعيد بكل فرح وسعادة وما زادهم العدوان إلا تآلف وتعاون وأصبحت الروابط الاجتماعية أقوى يتشاركون في ذبح الأضاحي ويقسمونها بين أوساطهم جيران وأهل وفقراء ومساكين وبذلك يحققوا قوله تعالى {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} ومن ثم يذهبون لزيارة الأرحام والأهل ويتبادلون التهاني والتبريكات ولا ينسون التكبيرات وذكر الله في أيام العيد كما أمر الله ويؤدون حق الله وحق أسرهم وحق أرحامهم وحق الجيران والمساكين.
وتابعت: وأهم من كل ذلك أنه منذ شن تحالف العدوان حربه على اليمن أصبحت أعياد اليمنين في جبهات العزة والكرامة، فالمجاهدين يرابطون في متارسهم وتأتيهم الزيارات من كل أنحاء اليمن محملة بالقوافل العيدية فأصبح شعار اليمنين رجالاً ونساءً وأطفالاً أعيادنا جبهاتنا فسلام الله على أهل اليمن، ألف سلام وأعزهم الله ونصرهم.

قد يعجبك ايضا