أمريكا الشيطانية والغرب الفاجر يبدآن مرحلة جديدة لفرض الشذوذ والرذيلة على العالم
طريق الهاوية.. أمريكا والغرب من الإباحية والانحلال إلى الشذوذ والرذيلة المدمرة
رذيلة الشذوذ صارت المعركة الأساسية لأمريكا والغرب مع البشرية جمعاء
الثورة / محمد أحمد
بعد مرحلة الترويج للشذوذ ورذيلة المثلية في أوساط الأمريكيين والغربيين، والعمل على تسويقها إلى شعوب الأمة الإسلامية، بل وشعوب العالم بمراحل متدرجة، بدأت أمريكا المارقة والغرب الفاجر مرحلة جديدة في معركة مسخ البشرية وتدميرها، بالسعي إلى فرض رذيلة الشذوذ على العالم أجمع، الحفل الذي أقامته أمريكا قبل يومين وأعلن فيه بايدن أن أمريكا أمة مثلية شاذة، رافقه إجراءات أمريكية وغربية تفرض الشذوذ بالإكراه والإخضاع على مجتمعاتهم المنحطة وعلى العالم أجمع.
وتحت ذريعة الحرية وحقوق الإنسان وحق الشواذ عملت أمريكا والحكومات الغربية لتطبيع الشذوذ كأمر مقبول وسلوك غير مرفوض، واستخدمت لتحقيق ذلك كافة الوسائل والسبل والحيل، واستهدفت على وجه التحديد الأطفال والمراهقين، لكن ما حدث خلال الأيام الماضية يشير إلى مرحلة جديدة بدأتها أمريكا والغرب لفرض الشذوذ على العالم أجمع.
العالم اليوم بات يواجه تحديات أخلاقية كبرى، ففي هذه المرحلة وضعت أمريكا والدول الغربية رذيلة الشذوذ كمعركة أساسية لها، تكرس لها كل إمكاناتها وآلتها الدعائية وحتى الاقتصادية، حيث تسعى بشكل حثيث إلى فرضها على الدول وعلى مجتمعات العالم كله وفي مقام أخص شعوب الأمة الإسلامية، وتستخدم الضغوط الشاملة، والمحفزات الدعائية والترويجية، وتسخر لذلك أموالاً كبيرة.
لا شك أن اللوبي الصهيوني اليهودي الذي يحمل أيدولوجيات شاذة وشيطانية هو من يقف خلف هذا المسخ المدمر للإنسان وفطرته الإنسانية، ويشغل لذلك مختلف وسائل الدعاية والدعم والضغط لفرض هذا الانسلاخ والانحطاط، ويرفع شعارات حقوق الإنسان والليبرالية وغيرها من الشعارات الكاذبة والزائفة بهدف تنفيذ أهدافه الشيطانية، ويضغط على العالم ودول وحكومات العالم لتغيير قوانينها وتشريعاتها لفرض هذه الرذيلة، كذلك يشمل الضغط على المجتمعات لتغيير ثقافاتها وهويتها وفطرتها الإنسانية.
أمريكا اليوم يحكمها شاذون وحال كذلك الدول الغربية، هؤلاء باتوا يسنوّن القوانين والتشريعات المنحطة لفرض هذه الرذيلة، ويهددون العالم إزاء رفضه لهذه الجريمة الشيطانية، حتى صارت من شروط المرشحين في المناصب الرئاسية والوزارية في أمريكا والدول الغربية أن يكونوا من دعاة الرذيلة؛ إن لم يكونوا شاذين بأنفسهم.
رجال أعمال وقانونيين وحقوقيين وسياسيين وغيرهم في أمريكا والغرب شواذ، حكومات وأنظمة وأحزاب وكذلك منظمات حقوقية وما تسمى منظمات الحقوق المدنية وغيرها، كلها أدوات تعمل لترويج هذه الرذيلة وفرضها على العالم، من يقف خلف ذلك كله هو اللوبي اليهودي الشيطاني، الذي يوصف بأنه صاحب القرار الأول هناك، وذلك لقوة تأثيره، وامتلاكه لأدوات كثيرة، سواء ما يتعلق بالمال أم الإعلام أم النفوذ السياسي أم غير ذلك، وهي تركز في استهدافها للمجتمعات الطبية والعلمية والسياسية لتنفيذ مؤامراتها الشيطانية، ونشر رهاب رفض هذا الانسلاخ من خلال سن قوانين ما تسميه «معاداة المثلية»، وتمارس مختلف أنواع الإرهاب الفكري تجاه من يتصدون لهذا الانحطاط.
وتشتد الخطورة اليوم في توظيف مختلف الأدوات للترويج لفاحشة الشذوذ، واستهداف مختلف الشرائح والتركيز على الأطفال، حيث يعمل هذا اللوبي على محاولة فرض الشذوذ في مناهج الدراسة في مدارس الأطفال، وإنتاج مواد وأفلام إعلامية تجعلهم ينسلخون عن فطرتهم السوية التي فُطروا عليها.
هذه الموجة العاتية من الشذوذ الأخلاقي التي يقف خلفها جماعات الضغط اليهودية باتت اليوم تمثل خطراً مصيرياً على البشرية كلها، والتصدي لهذه الموجة العاتية ضرورة بشرية، لما تمثله من خطورة مسخ الكيان البشري، وسلخ البشر عن الفطرة السوية التي خلقهم الله عليها، وعدوان على كرامة الإنسان وعلى كيانه وعلى استقلاله، فإذا كان هذا اللوبي اليهودي يستهدف الأطفال الصغار ليصور لهم بأن الشذوذ سلوك طبيعي، فأي كرامة واستقلالية للإنسان بقي بعد هذا؟!
في وقت سابق صادق برلمان أوروبا وأمريكا على قانون يسمح بممارسة فاحشة الشذوذ وفاحشة إتيان الحيوانات، وتسعى الدول الغربية وأمريكا اليوم إلى فرضه على العالم، هؤلاء الشياطين يتعاملون مع شعوب العالم وكأنهم حشرات يفرضون عليها انحطاطهم وفواحشهم ورذائلهم، ويدّعون بوقاحة أنهم صناع الحضارة العصرية وقادتها، وهم في الحقيقة صناع الانحطاط والمسخ وقادة الفواحش.
إن كرامة الفرد واستقلاليته وحريته في القيم الإيجابية التي تصونه كفرد مستقيم، يرتقي بنفسه وببني جنسه، ويسهم في بناء حضارة إنسانية راقية على فطرة الله التي فطر الناس عليها، وهؤلاء الشياطين يريدون سوق البشرية نحو الهاوية، ومن أجل نشر الشذوذ والانحطاط في العالم، يقومون بالضغط على الأنظمة والدول لقبولها.
رذيلة الشذوذ الجنسي هي انتهاك لكرامة الإنسان، وانسلاخ عن الفطرة السوية التي فطر الله الناس عليها، يقول الله عز وجل (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَة اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) سورة الروم: 30.
والمتأمل في القرآن الكريم يجد أن عقوبة الشذوذ الجنسي ومخالفة الفطرة قاسية ورادعة، لبيان عظم وشناعة الجرم الذي يرتكبه الشواذ المنحرفون الذين يأتون الرجال شهوة من دون النساء، يقول الله عز وجل (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ) سورة هود: 82.
وحكم الشذوذ الجنسي هو بقتل الفاعل والمفعول به، وصفة القتل أن يُرمى بهما من مكان مرتفع ويُتبعان بالحجارة، لما في الشذوذ من تعطيل للمهمة التي خُلق الإنسان من أجلها؛ وهي عبادة الله عز وجل وامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وعمارة الأرض بالتزاوج والتكاثر.
لقد بدأ الشذوذ بالانحلال والإباحية، وإباحته بهذه الوقاحة تم التمهيد لها عبر الحملات التي رفعت شعارات تحرير المرأة ومساواتها بالرجل في جميع الحقوق، ومنها الحقوق الجنسية، ونشر الشذوذ سبقه إعلان الحرب على الأسرة من خلال تمييع مفهومها، والترويج لمفهوم «الجندر».
الشذوذ هو انحطاط مريع لا انحطاط بعده، وهو رذيلة مشمئزة، لكن اللوبي اليهودي الذي أفسد فطرة الناس في أمريكا والغرب قد جعل من الشذوذ مقبولاً وحرية، والحفاظ على الفطرة السوية انتهاك للحقوق ومن يتمسك بها فهو ضد حقوق الإنسان ويجب معاقبته هكذا صار الأمر في الغرب، وهو ما يذكر بمطالبة قوم لوط بإخراج لوط عليه السلام ومن معه من قريتهم والتهمة: إنهم أناس يتطهرون!
يقول الله عز وجل (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ، أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ، فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ، فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ، وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ) سورة النمل: 54-58.
الرياضة وترويج الرذيلة
الرياضة رغم أهميتها فإنها استخدمت وسيلة لنشر العري، والمرأة أُقحمت في رياضات ما كان لها أن تمارسها لولا دعاوى المساواة الخادعة والكاذبة التي يروجون لها، وانتقلت الرياضة من دعم (المساواة) بين الرجل والمرأة، إلى دعم الشواذ والمثال الفج والصارخ على ذلك هو الدعم الذي يلقاه المثليون من الدوري الإنجليزي منذ سنوات، حيث أظهر الدوري الإنجليزي على مدار السنوات القليلة الماضية دعماً للاعبين المثليين، وذلك من خلال ارتداء «قادة» الأندية العشرين في المسابقة شارة ملوّنة لدعم المثليين.
ومؤخرًا، حاولت دول الغرب فرض شعارات الشواذ والترويج للشذوذ في مونديال قطر، والذي قوبل برفض واسع.
مخاطر الشذوذ الجنسي
مخاطر الشذوذ تتمثل في مخالفة الفطرة، ومعارضة الحكمة الإلهية، وهي استخلاف الإنسان في الأرض لعمارتها، وفيه إعراض عن آية وسنة من سنن الله عز وجل في الكون وهي سنة الزواج بين الذكر والأنثى، والشذوذ سبب رئيسي للإصابة بالعديد من الأمراض الجنسية الفتاكة، ومواجهة هذا الانحراف بحاجة إلى موقف عالمي موحد يحاصر أمريكا ودول الغرب التي تتبنى الشذوذ ويقاطعها، حتى يأذن الله بزوالها ودمارها وفنائها عن الوجود.
والإسلام هو طوق النجاة للبشرية كلها في مواجهة هذا الانحراف الشيطاني، وهو حائط الصد الحقيقي وخط الدفاع القوي في مواجهة الشذوذ المنحطين الذين يحاولون فرض رذيلتهم على العالم بشتى الوسائل.