صنعاء لراعيتي العدوان: التصعيد متى ما عاد لن تكونا بمنأى عنه، وللعالم: سيتضرر الجميع من التصعيد
الممثل الأممي يغادر صنعاء محمَّلاً برسائل النار
رئيس حكومة الإنقاذ: هناك لعب أدوار بين دول التحالف وليس تناقضاً حقيقياً وإن حصل بعض التمايز فهو هامشي
مصرون على تنفيذ كل التوافقات وأي إخلال ببعض منها يعيدنا إلى مربع المواجهة الأول
الفريق الرويشان: السعودية أمام مفترق طرق وعليها حسم قرارها
الثورة / إبراهيم الوادعي
غادر المبعوث الأممي هانس غروندبرغ ظهر أمس الأول العاصمة صنعاء بعد زيارة استمرت لمدة يومين التقى خلالها رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط بحضور رئيس المجلس النيابي الشيخ يحي الراعي ونائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الفريق جلال الرويشان .
كما التقى رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى عبد القادر المرتضى.
ولدى مغادرته مطار صنعاء وصف الممثل الأممي أجواء زيارته العاصمة صنعاء بالإيجابية والصريحة في النقاشات التي دارت خلالها.
مؤكد في إحاطته أهمية تحقيق تقدم في الملف الإنساني وخاصة لجهة زيادة رحلات والوجهات المنطلقة من والى مطار صنعاء، وصرف الرواتب.
رئيس حكومة الإنقاذ الوطني الدكتور عبد العزيز بن حبتور أكد أن صنعاء لن تبقى رهينة الانتظار المفتوح وتجاذبات قوى العدوان على اليمن، وقال: الرئيس مهدي المشاط حينما قابل المبعوث وأطلعه أين وصلت الأمور وأين وصلت مساعينا في ملف السلام، لكن هناك أشياء موضوعية لا يمكن للرئيس ولا حتى الحكومة تجاهلها وهي أنه حتى اللحظة لم نلمس أثر الوعود التي وعدت بها السعودية بل إنها تحاول التملص من بعض الوعود التي التزمت بها قبل أشهر، ونحن ملزمون أمام شعبنا بكل الموضوعات التي اتفقنا عليها أن تنفذ جميعها.
النقطة الثانية وهي أي خلاف بين دول العدوان هو خلاف ثانوي والرئيس المشاط يؤكد دوما هذه الحقيقة، هو أن يعرف كل طرف حده وأين يضع قدمه، أمريكا وبريطانيا هما راعيتا العدوان وهما من سمح بالعدوان على اليمن .
ونستطيع الجزم بالقول إنه اليوم وإن حصل بعض التمايز والتناقض غير الأساسي فهو تناقض هامشي وليس تناقضا رئيسيا، وبالتالي أي إخلال بأي اتفاقات أو تفاهمات تم الاتفاق عليها ستعيد المواجهة إلى المربع الأول .
نحن ندرك أن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي توجه هذه الدول برغم ما يجري الحديث من خلاف، والولايات المتحدة الأمريكية ترى للأسف مصلحة في ضرب الشعب اليمني وتدمير قوته العسكرية، الحقيقة أن هناك أزمة اقتصادية لدى حلف الناتو لذلك تنشب هذه الخلافات لكنها خلافات لا تحيد عن الأهداف ومنها ضرب شعبنا منذ تسع سنوات، ولم ولن يحققوا شيئا.
أما إذا استمر هذا العدوان فليتوقعوا رد فعل قوي وكأننا بدأنا المعركة من اليوم الأول للعدوان .
وخص بالحديث بند الرواتب بالقول شعبنا يئن يوميا وهم قدموا بعض الحلول غير المقبولة ورفضها المجلس السياسي والحكومة وليس هناك حل إلا أن تصرف الرواتب مدنيين وعسكريين من ثروات وخيرات بلادنا، إذا أرادوا السلام والأمن عليهم أن يدركوا ذلك وأن ذلك مفتاح الأمن والاستقرار .
دور أمريكي معطل
من جانبه نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الفريق جلال الرويشان قال:
منذ أول يوم للعدوان على اليمن وهو كان حاضرا يقف خلف أدواته ويدير المعركة على اليمن والأزمة، وهذا لم يعد خفيا ولم يعد سرّيا، أعلن العدوان من واشنطن
ظل من يقف وراء العدوان ويرعاها حفاظا على مصالحه وأجندات خفية تستهدف المنطقة بشكل عام ولا تستهدف اليمن لوحدها .
دول التحالف الإقليمية ربما أدركت مؤخرا أنها تورطت في العدوان على اليمن ـ ولاريب أن الراعي الأمريكي والبريطاني ينزعج من أي تقارب، وكان المؤمل من دول التحالف في الإقليم أن تعرف أن قرارها مسلوب أو بالأصح لا يجب أن يستلب .
نار تتمدد ومفترق طرق
وفيما يتصل بالرسائل التي حملها الممثل الأممي من صنعاء قال:
رسائل الرئيس المشاط عبر المبعوث الدولي ينقلها للطرفين الأمريكي والبريطاني والقوى الفاعلة في مجلس الأمن والأمم المتحدة، بأنه إذا أصرت دول العدوان والدول الخمس دائمة العضوية والاتحاد الأوربي على استمرار الأزمة في اليمن فإن النار لن تبقى محصورة في اليمن.
وقالها صراحة سموها كيفما شئتم رسالة تهديد أو تحذير أو نصح، نحن لا نقبل ببقاء استمرار العدوان على اليمن خصوصا وان دول التحالف في الإقليم تريد الخروج من الحرب، وجاءت أمريكا لتمنع ذلك استمرارا لمصالحها وبقاء معاناة الشعب اليمني .
على السعودية أيضا أن تدرك مصلحتها الحقيقية، مصلحتها لم تكن في شن العدوان على اليمن وبالتالي هي تقف في مفترق طرق إما أن تظل أداة للهيمنة الأمريكية والبريطانية وأمام أن تخرج من العدوان على اليمن، ونحن نأمل أن تحكّم لغة العقل وتخرج من العدوان على اليمن.
لاتزال على الورق
وفيما يتصل بمستوى تقدم عملية التفاوض مع الطرف السعودي: جميع النقاط التي تم مناقشتها لاتزال في الجانب النظري ولم يتم التطبيق الفعلي، وليس من المنطق أن تقول دول التحالف في الإقليم أنها تواجه ضغوطا في تنفيذ هذه المطالب لأنها مطالب إنسانية وهي ليس إثبات حسن نية فقط وإنما هي واجبة عليهم وهي رفع الحصار وتسليم الرواتب وغير ذلك من بنود الملف الإنساني باعتبارها حقوقا للشعب اليمني، وإن أرادوا السلام فتحن أهل السلام وإن أرادوا المواجهة فصمودنا مستمر حتى النصر بعون الله.
وختم اللواء الرويشان بالتأكيد على التطور النوعي للقوات المسلحة اليمنية وقال: هناك تطور نوعي وجاهزية عالية وبنك أهداف واسع والأخ وزير الدفاع صرح بذلك علنا في وسائل الإعلام، والعدو يرصد كل ذلك وأي عودة للمواجهات فاليمن عند القول والفعل بأن العالم سيتضرر وبالأخص أمريكا وبريطانيا، هذه ليست الرسالة الأولى وعليهم أن يحذروا.
وما إطلاق القائد العسكري فيصل رجب إلا من باب التأكيد على محورية صنعاء وأنها المركز والمرجع لليمن بأكمله ومنها يؤخذ العهد والأمن للمنطقة بأسرها.
وكان الرئيس المشاط قد حمل الممثل الأممي في لقاء جمعهما يوم الاثنين الفائت رسائل إلى المجتمع الدولي وعلى رأسه لك أمريكا وبريطانيا باعتبار أنهما راعيتا العدوان في أبرزها أن كرة النار لن تبقى محصورة في اليمن إذا ما استمر دفع الدولتين نحو التصعيد ومنع أي تقارب أو حلول، وأن العالم سيتضرر بأجمعه إذا استمر دفع لندن وواشنطن الأزمة في اليمن نحو البقاء وسد أبواب الحلو والسلام انطلاقا من مصالحهما الدنيئة .
فيما أشار الرئيس إلى أن خطط أمريكا وبريطانيا لتقسيم اليمن باءت بالفشل وتبخرت كل خططهما الشريرة، والوحدة اليمنية متجذرة شعبيا.