رئيسنا ثقافته مستمدة من التقوى والإحسان وجبر الخواطر

عبدالفتاح حيدرة

 

موقف فخامة الرئيس وكلمته في قضية ضرب الولد ورميه من قبل موظف البلدية في سنحان، يوضح وبجلاء أن جبر الخواطر إخلاق قرآنية و إسلامية عظيمة تدل على سمو نفس وعظمة قلب وسلامة صدر ورجاحة عقل، يجبر المسلم فيه نفوسا كسرت وقلوبا فطرت وأجساما أرهقت وأشخاص أرواح أحبابهم أزهقت، فما أجمل هذه العبادة وما أعظم أثرها ومما يعط هذا المصطلح جمالا أن الجبر كلمة مأخوذة من أسماء الله الحسنى وهو (الجبار) وهذا الاسم بمعناه الرائع يطمئن القلب ويريح النفس، انه سبحانه الذي يجبر الفقر بالغنى، والمرض بالصحة، والخيبة والفشل بالتوفيق والأَمل، والخوف والحزن بالأمن والاطمئنان، إنه الله الجبار المتصف بِكثرة جبره حوائج الخلائق، وجبر النفوس من الدعاء الملازم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقد روي عنه صل الله عليه وعلى آله وسلم انه كان يقول بين السجدتين (اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني)..
وبما إننا أمام حصار عدو سفيه وحقير، بعد هزيمته العسكرية اختار استمرار شدة خناق حصاره مع قدوم شهر رمضان المبارك، لم يعد لدى حكومتنا وقيادتنا حل بديل عن صرف الراتب غير صرف جبر الخواطر بالمواقف العظيمة التي فيها تقوى وإحسان ترضي الله والناس، ومما فهمته من محاضرات السيد القائد في أشهر رمضان القديمة والحديث و في ظل هذا الحصار أو حتى التهميش، أن هناك معادلة قرآنية توضح ان الناس والأشياء عند الله مثل كفتي الميزان، فإذا ارتفعت قيمة الإنسان عند الله «بالإيمان والأعمال الصالحة « قلت قيمة الأشياء، وإذا قلت قيمة الإنسان عند الله بسبب « الذنوب والمعاصي» ارتفعت قيمة الأشياء وزادت الأسعار وعم الغلاء والشقاء، فعليكم بجهد الإيمان والأعمال الصالحة، حتى ترتفع قيمتكم عند الله وتقل الأسعار وتنتهي البلطجة، ولا تخوفوا الناس من الفقر فهذا شغل الشيطان، فلا تكونوا من جنوده وأنتم لا تشعرون، لأننا مؤمنين ونقسم بالله انه لو كانت هناك صخرة صماء ملساء في قاع بحر و فيها رزق لعبد لانفلقت حتى تؤدى إليه رزقه، فالغلاء لا يمنع عنك رزقا ساقه الله إليك..
قال تعالى في سورة الأعراف (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ) أي بالإيمان والتقوى تسعد المجتمعات وتعم عليها النعم والرخاء، لا تشغلوا أنفسكم بأسعار صرف العملات ولا بالغلاء، الرزق عند الله مضمون ولكن أشغلوا أنفسكم بأسباب الرزق وهي « التوبة و الاستغفار وجبر خواطر الناس» التوبة والاستغفار نعرف عنها الكثير، لأننا عندما يطرق آذننا مصطلح (عبادة) فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننا الصلاة والصيام وبر الوالدين وصلة الأرحام وغيرها من العبادات، ورغم عظم شأن هذه العبادات وكبير فضلها إلا أن هناك عبادات أصبحت خفية ربما لغفلة الناس عنها وأجر هذه العبادات في وقتها المناسب، يفوق كثيرا من أجور العبادات والطاعات، ومن هذه العبادات عبادة «جبر الخواطر»، ومما يؤسس لجبر الخواطر في القرآن الكريم قوله تعالى في سورة يوسف (فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ) فكان هذا الوحي من الله سبحانه وتعالى لتثبيت قلب يوسف –عليه السلام- ولجبر خاطره، لأنه ظلم وأوذي من أخوته والمظلوم يحتاج إلى جبر خاطر، لذلك شرع الله لنا في كتابه العظيم أهم عبادة وهي عبادة جبر الخواطر المنكسرة، و شكرا لفخامة الرئيس على بداية تجسيد ثقافة التقوى والإحسان وجبر الخواطر بين أبناء الشعب اليمني..

قد يعجبك ايضا