نلتقي وإياكم عبر هذه النافذة اليومية بعد استراحة رمضانية فرضتها الطقوس الرمضانية والحالة الصحية غير المستقرة ، وها هو اللقاء يتجدد معكم حيث ارتأيت بأن يكون فاتحة كتاباتي اليوم هو الحديث عما يجب علينا جميعا بعد رمضان في مختلف المجالات وعلى مختلف الأصعدة، وفي مقدمة ذلك الحفاظ على الصحوة الإيمانية من خلال الالتزام بالصلوات وقراءة القرآن والمشاركة الفاعلة في أعمال البر والإحسان وتعزيز قيم التكافل الاجتماعي، وتعزيز عوامل الصمود والثبات من خلال رفد الجبهات بقوافل العطاء والمدد والعناية بذوي الشهداء والأسرى والرعاية والاهتمام بالجرحى، ورفع وتيرة الأداء داخل مؤسسات الدولة المختلفة لما فيه خدمة الوطن والمواطن، والانطلاق مع بداية الدوام الرسمي بعزيمة أمضى وإرادة لا تلين، ونفسيات راقية وروحيات مؤمنة لتقديم الصورة المثلى للمسؤولية الوطنية والأداء الوظيفي الراقي وخلق روح المنافسة والعزيمة والإصرار على تقديم الأفضل والظهور بالصورة المثلى بما يكفل النجاح والتميز، ترجمة لتوجيهات القيادة الثورية والسياسية في هذا الجانب .
الإجازة العيدية كانت كافية للموظفين ولا حاجة (لسبلة العيد) التي تعود الكثير من الموظفين عليها من باب اللا مبالاة وعدم الشعور بالمسؤولية، وخصوصا في المؤسسات والهيئات والمكاتب الإيرادية الخدمية المرتبطة بحياة ومعيشة ومصالح المواطنين، والتي يتقاضى موظفوها مستحقاتهم المالية بشكل دائم، فهناك معاملات ومصالح متوقفة للكثير من المواطنين لدى هذا المؤسسات والمكاتب ويجب إنجازها والابتعاد عن الروتين المعقد والممل الذي لا يزال البعض يمارسه بغباء وحماقة رغم أن المسألة لا تستدعي ذلك على الإطلاق.
وأود هنا التركيز على منتسبي السلطة القضائية في المحاكم والنيابات الذين منحوا إجازتهم القضائية الكافية، حيث تنتظرهم الكثير من الملفات والقضايا المنظورة أمامهم، أو تلك التي تنتظرهم ، فالمطلوب هو سرعة البت في القضايا والفصل في النزاعات دونما مماطلة أو تسويف، من أجل تحقيق العدالة والإنصاف وتعزيز حالة الأمن والاستقرار والحد من الجرائم التي تنجم عن النزاعات والخلافات حول الحقوق الخاصة المنظورة ملفاتها أمامها، والأمر ذاته ينطبق على بقية مؤسسات الدولة المختلفة، التابعة لقطاع الخدمة المدنية المرتبطة بالوظيفة العامة .
وعلى المستوى المجتمعي والأسري، فالأسر مطالبة بإعلان حالة الطوارئ في أوساطها استعدادا لخوض الطلاب والطالبات امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية والعمل على تهيئة الأجواء المناسبة في المنازل للمذاكرة، بالإضافة إلى العمل على إلحاق أولادهم من الجنسين بالمراكز الصيفية التي سيتم افتتاحها من أجل تحصين الناشئة من الشباب والشابات خلال فترة الإجازة الصيفية من مخاطر الضياع والانحراف وتضييع أوقاتهم في اللهو واللعب ومجالس القات والانخراط في صفوف العصابات والعناصر الشاذة، والعمل على إكسابهم من المعارف والمهارات والأنشطة والفعاليات الإبداعية والثقافية التي يتضمنها البرنامج العام للمراكز الصيفية هذا العام والذي يسهم في اكتشاف الموهوبين والمبدعين في مختلف المجالات وصقل مواهبهم بهدف الاستفادة منها مستقبلا، وهي فرصة متاحة أمام الجميع وعلى كافة الآباء والأمهات الدفع بفلذات أكبادهم للتسجيل والدراسة والاستفادة التي هم أول من سيلمس أثرها ويحصد ثمارها .
بالمختصر المفيد، ما بعد رمضان نريده أن يكون أكثر حيوية وفاعلية وخدمة للوطن والمواطن، ولن يتأتى ذلك إلا إذا ما استشعرنا روح المسؤولية الدينية والوطنية والمجتمعية المنوطة بنا، وعملنا بروح الفريق الواحد، وكنا أقوى من الصعاب والعقبات والعراقيل التي قد تواجهنا، وكنا أكثر وعيا وبصيرة وإدراكا للمخاطر والمؤامرات والحروب المختلفة التي تحاك ضد وطننا وشعبنا والتي سعت قوى العدوان والحصار لتمريرها طيلة السنوات الثمان الماضية، وأن نقف مع قيادتنا الرشيدة التي أثبتت بالشواهد والقرائن الماثلة للعيان أنها من الشعب وإلى الشعب، وأنها الأكثر حرصا على وأمن الوطن والمواطنين واستقرارهما وسيادتهما وثرواتهما ومقدراتهما وحقوقهما المشروعة .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.