من وعي محاضرات السيد القائد الرمضانية المحاضرة الــ”23″

عبدالفتاح حيدرة

 

في المحاضرة الرمضانية الثالثة والعشرين للسيد القائد (عليه سلام الله ورضوانه) للعام 1444هـ، وأصل الحديث عن نعمة البيان والنطق باللسان وما يتبع ذلك في الكتابة، وما لها من أهميتها الكبيرة وواقعها في الحياة، متحدثاً عن بعض مجالات الاستخدام الصحيح لها والاستفادة منها، أولاً: في العلاقة والحديث مع الله من موقع العبودية لله، وذكر الله بأنواع الذكر لله سبحانه، وهذا من أهم ما يحتاجه الإنسان، فمن رحمة الله أن منح حق الحديث إليه بالذكر، والذكر لله له أنواع كثيرة، منها: الذكر بالصلاة والتسبيح وقراءة القرآن والتمجيد والدعاء.. إلخ، وذلك بالتوجه لله سبحانه وتعالى من واقع العبودية له جل شأنه، الله سبحانه وتعالى فتح المجال للإنسان بالذكر والحديث مع الإنسان، والذكر لله من أهم العبادات وله أهميته الكبيرة في حياة الإنسان وثمرته ونتائجه الإيجابية للإنسان نفسه، لذلك يكون الذكر بالتركيز على ألفاظ الأذكار، ويعني ترسيخ الدعاء والأذكار في النفس والانسجام معها في عقيدتك وثقافتك، وأهمية الإكثار من ذكر الله أنه يخرج الإنسان من الظلمات إلى النور، والذكر بحالة الرغبة والخيفة من الله، وذكر الله في مختلف الحالات..
من المواصفات الإيمانية المهمة هي الإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى، واستقبال شروق النهار وظهره وليله بالصلاة والذكر لله، فلا تمض وقتا طويلا بالغفلة عن ذكر الله، ولذلك مشروع لنا أن نبدأ أي شيء بالبسملة بالله، والانتهاء منه بالحمد لله رب العالمين في مختلف الأحوال وكل الأحوال، وهناك الكثير من الأذكار الذي علمناها الله ورسوله، ففي القرآن كل سورة تبدأ بالبسملة، وكل شيء نبدأ به يجب علينا أن نبدأه بالبسملة، وفي حالة الاستحسان، قل: (مَا شَاءَ اللَّهُ)، وفي الغم قل: (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)، في حالة الحزن والمصيبة قل: (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) مع الصبر اللجوء لله، وعند الضيق والخطر قل: (استجرت بالله عليه توكلت وهو رب العالمين) وفي حالة الوعد قل: (إِنْ شَاءَ اللَّهُ) وتجاه الإرجاف والتهويل قل (حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)، وعند الشدائد والمصائب قل: (لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم)، وعند السفر قل: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق)، والاستعادة بالله من الشياطين: (أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ) وعند الضر والمرض: (رَبَّ إِنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)، وهناك أذكار كثيرة مذكورة، وعلى الإنسان أن يتعود على ذكر الله في مختلف الأحوال والمناسبات..
كما أن من أهم الأذكار، الإقامة للصلاة، والصلاة غنية بالأذكار، ومن المهم والمفيد معرفة أن صلاة الليل من أهم العبادات والأذكار، ومن أهم الأذكار والعبادات تلاوة القرآن، والتسبيح وهو الذكر الرئيسي للملائكة، والتسبيح بعد الصلاة، والاستغفار مع التوجه إلى الله بالندم والتوجه الجاد لطاعة الله، ومن الأذكار التمجيد لله، والذكر من أهم العبادات الميسرة التي فيها تقرب من الله وفيها الأجر الكبير، وللذكر أثره الإيماني والوجداني والنفسي بالقرب والأنس مع الله، وكلما زاد الذكر ترسخت معاني الأذكار، وأهمية الذكر الكبيرة هي الابتعاد عن التوتر والقلق والضيق النفسي، ويمنح الإنسان الإيمان بالله والثقة بالله، بذكر الله تطمئن القلوب، والذكر لله سبب من أسباب رعاية الله للإنسان، فيصرف الله عنه الكثير من المصائب والحوادث، والذكر يحمي الإنسان من الهواجس والوساوس الشيطانية، فالإكثار من الذكر لله هو عبادة ميسرة ومفيدة ونافعة وهو من أهم وأحسن الاستخدامات لنعمة اللسان والنطق، كما أن في الذكر لله أنساً واطمئناناً وترسيخاً للمعاني الإيمانية، وعلى الإنسان أن يتعود على أن يكون لسانه رطباً في ذكر الله.

قد يعجبك ايضا