صُعقنا بحادثة مؤسفة ومؤلمة زادت أوجاع وآلام اليمنيين من صعدة إلى المهرة، وليس فقط أهالي الضحايا والمصابين، ومثلما عم الوجع والفزع الجميع فإن هؤلاء ليسوا ضحايا لسبب دون غيره.
بالتأكيد في مقدمة الأسباب في حادثة التدافع هو التوزيع السيئ واللأخلاقي للمساعدات من قبل مجموعة الكبوس التجارية.
بالإضافة إلى مجموعة أسباب أخرى وراءها مجرمون وقتلة ولصوص كثر يتشاركون تخليق المعاناة والمآساة في اليمن ..
هذه الفاجعة صورة مفزعة لأثر العدوان والحصار الأمريكي السعودي المفروض على اليمن، والسطو على عائدات البلاد السيادية واستهداف البنك المركزي والعملة الوطنية وسياسة تجفيف الإيرادات التي أعلنها معسكر العدوان وطبل لها أولاد العاصفة…
هؤلاء الضحايا نموذج بسيط لأكثر من مليون مواطن نهبت رواتبهم منذ استهدف البنك المركزي وأودعت عائدات النفط في البنك الأهلي السعودي، هذه الفجيعة لم تكن حادثة يومها والضحايا لم يقعوا نتيجة التدافع وعدم مأسسة العمل الخيري وجشع الكبوس فقط، إنما هم ضحايا مشاركته في تهريب رأس المال الوطني من الاستثمار في البلاد وتشغيل جيوش العاطلين نتيجة لسياسات حكم البلاطجة والإخوانجية، وإنماأيضا ضحايا استهداف ما كان للبلاد من بنية تحتية متواضعة وهشة في الصناعة والتجارة والزراعة وإلخ، هذه المآساة نتيجة سنوات الغبن والجور والإفقار الممنهج ونهب المال العام ومراكمة الأرصدة في البنوك الأجنبية وتشييد الشركات والفلل والعقارات في الدول الأجنبية من قبل لصوص ونهابين يتوزعون مواقعهم بين طابور عفاش وحزب الإفساد (الإصلاح).
هذا المشهد المؤلم لعشرات الضحايا صنعته مشاهد استثمارات حميد الأحمر في تركيا وجيبوتي وقطر وغيرها من الدول، هذا المشهد صنعه مشهد توزيع السارق والخائن المنافق حمود المخلافي شققا على ضحايا زلزال تركيا بالأمس القريب، هذا المشهد نتيجة خمسة مليارات دولار من المال العام سرقها قيادات حزب الإفساد وهربوها إلى تركيا وفقط خلال سنوات العدوان والحصار حسب تقارير رسمية تركية، لو لم تصطف طوابير المكلومين هذه في اليمن، ولو لم تتسع أحزمة الفقر وتنسد الآفاق في وجه الملايين منا نحن اليمنيين لما احتل حَمَلَة بطاقة الانتماء لحزب الإفساد المرتبة العاشرة ضمن قائمة أكثر الجنسيات الأجنبية الذين يمتلكون العقارات في تركيا ولما فتح المنافق والخائن أحمد عوض بن مبارك ملاهي ومراقص في إثيوبيا..
هذا المشهد المروع والأجساد المدهوسة نتيجة بيع غاز اليمنيين ونفطهم بيعة سارق من قبل علي عفاش وطابور الخيانة التابع له، ونتيجة نهبهم عائدات بقايا الشركات الأجنبية التي نهبت نفطنا في مارب وشبوة وحضرموت، لو لم يدمر أعداء اليمن وطابور الحكم السابق الزراعة والإنتاج المحلي لما وصلنا إلى هذا المشهد المؤلم والقاسي، لو أن الثروة البحرية لم تتعرض للتجريف والسطو من قبل الشركات الأجنبية
لما افتقر يمني، ولوصل خيرها وعوائدها كل يمني الخ … القائمة طويلة والمصاب جلل والحساب قادم لا محالة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم