القادم أشد وأعظم

عبدالله الأحمدي

 

في الذكرى الثامنة للعدوان على اليمن، ظهر وزير النفط السعودي عبدالعزيز بن سلطان على شاشة قناة mbc) ) ومعه رئيس شركة أرامكو عملاق النفط السعودي التي تمول العدوان والحروب على طول المنطقة العربية وعرضها. ظهرا وهما يتباكيان ويشرحان حالتهما، وحالة بن سلمان؛ وارتباك النظام السعودي عشية الضربات المزلزلة التي وجهها الجيش واللجان الشعبية على منشآت النفط التي تمول الإرهاب ومصانع السلاح الغربية التي تقتل الأطفال والنساء والعجزة في اليمن وسوريا والعراق وفلسطين.

لا أدرى ما المناسبة لظهور أولئك النفر في هذا التوقيت. هل هو احتفاء بما وقع لهم من دمار وانتكاس من الله وعباده المؤمنين. أم لتسول العالم عطفا وتأييدا للعدوان ؟

والحقيقة إن المسؤولين كانا في كامل الصراحة؛ فقد وصف حالتهما، وحالة النظام السعودي الذي وقع في شر أعماله. ولم تنفعه لا منظومات امريكا التي اشتراها بمليارات الدولارات، ولا القبة الحديدية التي تسولها من صهاينة الاحتلال في فلسطين.

لفد خرج رئيس شركة أرامكوا بملابس المنزل إلى مقر الشركة محاولا معرفة ما جرى، ولكن الحريق بقي مشتعلا لأيام، ولم نستطع أكبر المطافئ إخماده.

كان نظام بني سعود ومعه المرتزقة يهزأون من القوة الصاروخية والطيران المسير في بداية ظهور تلك القوة؛ بعد فترة من العدوان؛ إلى درجة إن الإعلام المسعود كان يصف الصواريخ التي تطال قصور الإجرام ومطارات العدوان ومنشآت تمويل الإرهاب بأنها مقذوفات!!

ناعق العدوان العسيري خدع بن سلمان عندما صرح أن ٩٠٪ من دفاعات صنعاء قد دمرت، لكن المارد اليمني انبثق من بين الرماد كطائر الفينيق.

الضربات التي طالت منشآت النفط وعطلت أكثر من ٥٠٪ من تصدير النفط السعودي أشعرت العدو السعودي أن الله حق وأن اليمن عصية عن الانكسار.

الجماعة أصيبوا بالذهول والانكسار والإرباك والاضطراب – كما اعترفوا – أمام هول ما وقع لهم، وكانت تلك – لعمري – هي نقطة التحول في الحرب العدوانية على اليمن. طاش عقل الدب الداشر؛ وذهب يبحث عن وسطاء يخرجونه من المستنقع الذي تورط فيه.

وفي الذكرى الثامنة للعدوان السعو/ أمريكي المتوحش، والأدوات التي تصطف معه، ومنها دولة الإمارات؛ عليهم جميعا أن يراجعوا حساباتهم تجاه العدوان الذي شنوه على اليمن ظلما وتجبرا، فاليمن اليوم لم تعد كيمن الأمس. وعليهم لمعرفة ذلك أن يعيدوا سماع خطاب قائد الثورة في هذه الذكرى، السيد عبدالملك الحوثي حفيد المصطفى، الذي حذرهم، وقال لهم : ( إننا قادمون في العام التاسع بصواريخ ومسيرات بعيدة المدى دقيقة الإصابة تطال كل أهداف دول العدوان )

وعلى بني سعود أن ينتظروا أياما أشد سوادا، وأعظم نكاكا إذا لم يوقفوا عدوانهم وحربهم على اليمن. وإذا لم يعوضوا اليمنيين عن خسائرهم البشرية والمادية، ويعيدوا إعمار ما دمروه، ويعتذروا لليمنيين عن عدوانهم الفاشي..

ليعلم بنو سعود ومن والاهم من الصهاينة العرب الذين يدعون الإسلام زورا. أن اليمنيين بثورتهم ضد حكم السفارات والعمالة يؤسسون لاستعادة الإسلام الرسالي المحمدي؛ بعد أن طغى المستبدون في حكمهم وعمالتهم على شعوب الأمة؛ وصار بعضهم يتباهون بعمالتهم لليهود والنصارى، وإلحادهم وخروجهم عن ملة الإسلام ومضمونه الاجتماعي.

الإسلام الذي يؤسس له اليمنيون ليس ذاك الذي غمروه بالمظاهر الشكلية وتعدد المذاهب والحركات المتطرفة، بل هو الإسلام الثوري الذي ينتشل الأمة من تركة التخلف والعبودية والتقليد؛ إسلام العقل والعمل والإنتاج، وتحرير الإنسان المسلم من ذل الاحتياج والتسول من الآخر الذي ينهب ثروات الأمة، ثم يعود ليمُن عليها بقليل من الطحين الفاسد، والزيت المنتهي الصلاحية.

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا