تحدثنا في المقال السابق في الأسبوع الماضي، عن أهمية شهر رمضان في تصفية الذنوب، ولكونه محطة تضاعف فيها الأجور، ينبغي على الشباب اغتنامها، امتثالا لأمر سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، حينما أمرنا باغتنام شبابنا قبل كبرنا وصحتنا قبل ضعفنا.
من المعيب جدا أن جسد الشاب الذي يسخره البعض لأذية الآخرين ومعاكسة الفتيات والتسكع في الطرقات، لا يستطيع صاحبه الصوم لساعات، فيؤثر فيه رفاق السوء، وكلهم جنود لشهواتهم، فيفطرون ببعض اللقيمات، ثم ينامون طيلة اليوم دون صلاة… فيعصون ربهم بترك فريضتي الصيام والصلاة، ثم يقضون الليل كله في الشوارع والأسواق.
كم من الشباب تجدهم يقومون بأعمال الخير في رمضان، وكم منهم يتقدمون صفوف صلاة الجماعة والجمع، وكم من يعمل ويصوم ويصلي… بالتأكيد هناك من هو في هذا الطريق القويم والمسلك الصحيح.. ولكن أكثرية أضاعوا هذا الطريق واتبعوا وسوسات رفاق السوء.
إن أردت أن تعرف لماذا هناك شباب صالحون وغير صالحين، ففتش عن الأسرة.. نعم الأب والأم يلعبان دورا هاما في صلاح أو فساد أبنائهما.. فالأب في مقيله مع رفاقه والأم مع رفيقاتها، ولا يدريان ما يعمل أبناؤهما ولا من يصادقون، وأي طريق يسلكونه، وقد تكون الطامة أن الأبناء قدوتهم في الفساد الأسرة نفسها، إن هي أيضا لا تصوم ولا تصلي.
لو مرض الأبناء، انظروا كيف يكون حال الأبوين، بسهران ،يتألمان، يبكيان، لمرضهم الجسدي، بينما لا يعيران ادنى اهتمام بابتعادهم عن الله وعن أداء الفرائض ، وهذا الاوجب للندم والحسرة.
المشكلة أن رمضان لدى كثير من الشباب مقرون باللعب وتضييع الوقت فيما لا فائدة منه، خاصة مسلسلات التلفزيون وألعاب الفيديو.
لا اعتراض على اللعب المباح، ولكن اللعب المباح، إن حل محل العبادة تحول إلى حرام، أما اللعب الذي لا قمار فيه، وفي خارج أوقات العبادة وعمل الخير، فهو أمر لا حرج فيه، شريطة إلا يستهلك كل الوقت.
ها نحن في اليوم العاشر من رمضان… أي أن ثلثه الأول مضى… فكيف كان حالنا وحال أولادنا فيه؟ سؤال يفترض أن نسأل أنفسنا، فإن كنا قد قصرنا فيما مضى، فهناك متسع أن نعوض فيما هو آت..
وفقنا الله جميعا لاغتنام كل أوقات شهر رمضان فيما يحبه الله عز وجل، ويرضي رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.