تقرير: إبراهيم الروني
يشهد ميناء الحديدة الإستراتيجي حالياً زخماً ملاحياً لشركات الخطوط الملاحة البحرية للسفن وحاويات البضائع التجارية المحملة بالمواد الغذائية والدوائية والمشتقات النفطية وغيرها، التي ستسهم في تخفيف معاناة الشعب اليمني وتلبي احتياجاته الأساسية.
يأتي ذلك بعد حصار وتوقف لأكثر من ثماني سنوات عجاف دون أي مبرر قانوني، ومخالف للمواثيق والاتفاقيات الدولية التي شرعتها الأمم المتحدة والتزمت بها دول العالم، وتدمير مرافق ومنشآت الميناء، في ظل صمت دولي معيب.
دول تحالف العدوان الأمريكي – السعودي – الإماراتي، تجاهلت القوانين الدولية وضربت بها عُرض الحائط، عندما فرضت حصاراً مطبقاً على الشعب اليمني بصورة عامة، وميناء الحديدة بشكل خاص، بهدف تضييق الخناق على اليمنيين وعزلهم عن العالم.
صمود الشعب اليمني وميناء الحديدة، والموانئ التابعة لمؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية، أثمر انتصاراً اقتصادياً ومهنياً وفنياً تحسب نتائجه المثمرة للقيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى حكومة الإنقاذ الوطني، ووزارة النقل ومؤسسة موانئ البحر الأحمر ذات الخبرة الفنية والمهنية العالية، التي تعمل بحيادية تامة وفقا للمتطلبات والشروط المعمول بها في الموانئ العالمية والمنظمة الدولية للملاحة البحرية.
وذكر تقرير صادر عن مؤسسة البحر الأحمر اليمنية -تلقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نسخة منه- أن الحركة الملاحية البحرية لشركات الخطوط الملاحية مستمرة، وتصل السفن والحاويات إلى موانئ البحر الأحمر اليمنية مباشرة من ميناء جيبوتي محملة بالمواد اللازمة والضرورية والأساسية التي تلبي احتياجات الشعب اليمني.
وأشار إلى أن السفن والحاويات التجارية، التي وصلت الميناء منذ رفع الحصار، بلغت ما يقارب أكثر من 30 سفينة بضائع تجارية وحاويات تجارية تحتوي على مواد غذائية أساسية ومتنوعة ومشتقات نفطية، تم تفريغها بكل سهوله وبفنية تشغيلية عالية.
وبيّن التقرير أنه يوجد حالياً في أرصفة ميناء الحديدة ثماني سفن بضائع وناقلة يتم العمل على تفريغها، كما ترسو في الغاطس تسع سفن بضائع وخمس ناقلات نفط تنتظر دورها في التفريغ وعدد من السفن التجارية، وسفن حاويات البضائع التجارية المتنوعة، التي في طريقها إلى ميناء الحديدة والموانئ التابعة لمؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية.
ولفت التقرير إلى التسهيلات التي تقدّمها مؤسسة موانئ البحر الأحمر لشركات خطوط الملاحة والسفن التجارية الكبيرة، وسفن حاويات البضائع التي تصل ميناء الحديدة والموانئ الأخرى التابعة للمؤسسة.
وأكد وزير النقل، عبدالوهاب يحيى الدرة، أن ميناء الحديدة يستعد لاستقبال سفن تجارية عملاقة تحمل على متنها بضائع تجارية من مواد غذائية أساسية تلبي احتياجات الشعب اليمني.
وجدد التأكيد على جهوزية موانئ الحديدة لاستقبال كافة أنواع السفن التجارية وسفن الحاويات المتنوعة.. مشيراً إلى أن السفن التي تستقبلها موانئ الحديدة تأتي مباشرة من ميناء جيبوتي بعد التفتيش إلى ميناء الحديدة دون أي عراقيل أو تأخير.
وقال الوزير الدرة: “هناك عدد من السفن في طريقها إلى موانئ الحديدة ستسهم في تخفيف ورفع المعاناة للشعب اليمني”.. مؤكداً أن مؤسسة موانئ البحر الأحمر تعمل على تقدّيم التسهيلات للسفن وسرعة استكمال تفريغ حمولتها.
وأشار إلى أنه مع دخول هذه السفن للموانئ ومنها لأول مرة يتم لها السماح بعد فرض الحصار، تكفي لتغطية ما نسبته 70 بالمائة من احتياجات الشعب اليمني.
كما أكد وزير النقل أحقية المواطن في الحصول على احتياجاته من الخدمات من أقرب مكان يقطنه باعتباره حقاً من حقوقه المشروعة.. وأضاف: “نحن ملزمون في تقديم خدمات إنسانية للشعب اليمني الذي أثبت صموده الأسطوري في وجه العدوان على مدى السنوات الثمان”.
وتطرق إلى التسهيلات لاستقبال السفن عبر النافذة الواحدة وتفريغها والإفراج عن شحن البضائع الواصلة إلى موانئ المؤسسة من خلال وجود قاعدة بيانات موحدة لجميع الجهات العاملة بالموانئ، والاشتراطات المطلوبة داخل النافذة الموحدة.
ولفت إلى أهمية عمل النافذة الواحدة لجميع الجهات العاملة في موانئ الحديدة مع تدفق وصول السفن إلى موانئ الحديدة بعد رفع الحصار عنها لتحسين مستوى الأداء، وتقديم الخدمات وتنظيم وتنسيق العمل وتبادل المعلومات والبيانات.
وذكر الوزير الدرة أن النافذة الواحدة تهدف إلى خدمة المتعاملين مع موانئ المؤسسة تجاراً ووكلاء وشركات ملاحية من خلال تسهيل إجراءات استقبال ورسو السفن وإجراءات تفريغ حمولاتها، والإفراج عن البضائع الواصلة بطريقة سلسة وآمنة.
بدوره، أكد رئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر، القبطان محمد أبو بكر إسحاق، أنه تم تفعيل آليات ومعدات الموانئ واستنفار طواقم العمل في التهيئة لاستقبال وتفريغ السفن بمختلف أنواعها، والعمل على مدار الساعة مع زيادة عدد الورديات للعاملين في موانئ المؤسسة.
واعتبر إعادة فتح ميناء الحديدة حقاً مشروعاً للشعب اليمني، ويمثل بادرة خير للتخفيف من الأوضاع الإنسانية التي تفاقمت بسبب العدوان والحصار الذي فرض على المنافذ البرية والجوية والبحرية بشكل متعمد.
وعرض إسحاق خطة مؤسسة موانئ البحر الأحمر والقطاعات العاملة في موانئ الحديدة ورؤيتهم لمشروع النافذة الواحدة وإدخال البيانات إلكترونياً، الذي يهدف إلى تحسين أداء مختلف المكاتب والمؤسسات، وتسهيل تقديم الخدمات العامة في موانئ الحديدة.
وأكد أن مشروع النافذة الواحدة لخدمات موانئ الحديدة والقطاعات العاملة فيها يعد إنجازاً كبيراً في المرحلة الراهنة التي يمر بها الوطن.
وبيّن أنه تم مضاعفة الجهود لإنجاز المهام والأعمال بصورة سريعة ودقيقة وحديثة؛ تواكب ظروف المرحلة الراهنة التي يمر بها الوطن بشكل عام وموانئ المؤسسة بشكل خاص.
وجدد رئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية جهوزية ميناء الحديدة والموانئ التابعة للمؤسسة لاستقبال السفن، وتسهيل الإجراءات، وتعزيز دورها الخدمي والتنموي.