رسم لليمنيين طريق مواصلة الجهاد والبناء والتنمية برؤيته "يد تحمي ويد تبني"

إعلاميات ل”الأسرة” في ذكرى استشهاد الرئيس الصماد : عاش حياة جهادية حافلة بالعطاء.. خاتمتها الشهادة

 

 

عندما تأتي لتتحدث عن الرئيس الشهيد صالح الصماد تدرك أنك عاجز عن وصف عظمة هذه الشخصية الاستثنائية التي تركت أثرا طيبا في قلب كل يمني، فالشهيد صالح الصماد لم يكن من طالبي المناصب وهو الذي تسلم رئاسة الدولة في فترة تكاد تكون هي الأصعب في تأريخ اليمن، فترة حرب وانهيار وفساد خلفته الأنظمة التي قبله، لكنه استطاع بحنكته السياسية والروح الإيمانية أن ينتشلها من حافة الانهيار تحت قاعدة “يد تحمي ويد تبني”، فكان من أوائل تلك الأيدي التي تحمي كما تشهد له الجبهات ومتارسها.. وكان أيضاً له باع كبير في البناء والتغيير في كل مرافق الدولة التي كانت تعاني من الركاكة المهددة بالسقوط والانهيار والتي خلفها من كان قبله من الأنظمة السابقة وموروثها الذي لازال يتحكم في كل مفاصل الدولة، ولذلك نهض متحركاً يصلح الاختلالات ويحث على النهوض ويبحث عن مكامن الخلل والفساد المتفشي ليقضي على كل أسباب السقوط ويضع تلك الخطط للتغلب على الصعاب التي تقف حجر عثرة في وجه بناء الدولة الحديثة.. كل هذه الأسباب جعلت دول العدوان تعده  المطلوب الثاني ضمن قائمة من اربعين شخصية من المطلوبين لديها، لأنه يمثل حجر عثرة في طريقها ولذلك فقد عملت على استهدافه بغارة جوية على ارض الحديدة ليرتقي شهيدا كما كان يحب ويتمنى!!
وظن العدو أنه بقتله هذا الرجل العظيم سيطفىء نار الثورة وسيوهن ذلك الصمود الذي غرسه الرئيس الشهيد في قلوب شعبه العظيم والذي خيب كل تلك الأحلام والظنون ليُوصلَ لدول العدوان رداً مزلزلاً بأن (كلنا الصماد) ورسالة مفادها (كلنا صامدون وسنواجهكم إلى يوم القيامة )، واصبح ضريحه مزارا لكل الأحرار للتزود بحب الوطن والأرض وحب الشهادة..وهنا  احاديث لإعلاميات في استطلاع أجراه المركز الإعلامي بالهيئة النسائية مكتب الأمانة في الذكرى السنوية لإستشهاد الرئيس الشهيد صالح الصماد.. نتابع:
الأسرة/ خاص

في البداية تقول  الكاتبة السياسية زينب الديلمي : في ظروفٍ هي الأحلك في تاريخ اليمن، فترة عدوانٍ وحصارٍ هو الأرعن والأسوأ في ذاكرة اليمنيين، كان بلدنا الحبيب بحاجةٍ مُلحّة إلى من يتمكَّن بريادة من قيادة شؤونه رغم كل المعوّقات الجاثمة في أركانه.
وكان رئيسنا الشهيد صالح علي الصمّاد مؤهَلاً لقيادة شؤون الوطن وتسلُّمه أَزِمّة الحُكم القائم على مواجهة العدوان الغاشم كأولويّة جهاديّة ودينيّة ووطنيّة، مُتحمِّلاً مسؤوليّة عظيمة تدفعه إلى بذل نفسه وروحه في سبيل الله وذوداً عن الأرض والعرض وصوناً لحقوق الشعب اليمني الذي أحبَّه واتخذوه أسوةً وقدوةً في النّزاهة والجود والعطاء.
وفي سياق حديثها أوضحت الديلمي أن ثقافة القرآن والجهاد واتباع نهج النّبوّة وأئمة آل البيت – عليهم جميعاً أزكى السّلام- هي من أهَّلت شخصيّة رئيسنا الشهيد لقيادة زمام الحكم ، فأصبح موضع ثقة شعبه وموضع النّموذج المُتأسي بأخلاقه القرآنيّة الراقيّة العالية.
رجل المسؤولية
وأكدت الديلمي ان الرئيس الشهيد صالح الصمّاد باقتداره وجدارته ودرايته لطبيعة الأوضاع والحروب الضروسة استطاع قيادة الدولة سياسياً وعسكرياً وريادتها على أكمل وجه..
وذكرت  الديلمي انه لم يرَ من عرش المنصب على أنه غايته الأسمى ولا وسام تشريفي يتباهى به، بل رآه على أنه تكليف، ومسؤوليّة، وجهاد يُقارع به أرباب العدوان ويُحقق الشّرف الإنساني الذي يتمثّل في خدمة دينه وشعبه وأمّته وفق الواحة الزاكيّة التي تربّى في كنفها.
ورداً على سؤالنا لها حول الأثر الذي تركه الصماد، أجابت الديلمي قائلة: إن الآثار كثيرة، ومنها تحقيق مشروعه العظيم الذي شيَّد بروج المكانة الساميّة لليمن جغرافيّةً وتاريخاً وإنسانيّةً وسيادةً، ونهوضها كدولةٍ لا تقبل سطوة اللّصوص الأمريكان ومن يشدد أزرهم من جلاوزة الأدوات – السعوديّة والإمارات، ومن مشروعه تُستَمد روح التعاضد والتمكين في بناء الوطن ورفع أثقال الصّعاب عن كاهله وحمايته من مؤامرات الأعداء الخبيثة.
واشارت الديلمي  إلى أنه رغم الفترة الوجيزة التي أمضاها رئيسنا الشهيد حاكماً وحكيماً لليمن ولليمنيين، إلاّ أنّ حضوره في الفؤاد له مُستقر ومُقام في أروقة اليمن كُل اليمن، فهو القائد، والرئيس، والإنسان، والمدرسة التي استقينا منها أسمى معاني التواضع والنّضال والسؤدد الرئاسي شموخه ومجده وهو النّهج والسّنا المُضيء لقلوب ودروب شعبه المُتيَّم به، وسيبقى الرئيس الإنسان السّرمدي في ذكرانا وذاكرتنا وذاكرتنا ما حيينا “يد تبني ويد تحمي”.
دافع وطني
أما الكاتبة نعمة الأمير، فقد بدأت حديثها بالقول: الرئيس الشهيد صالح الصماد انطلق بدافع وطني بحت للدفاع عن أرضه أولاً ولقيادة الدولة ثانيا وهذا ما ترجمته المواقف، حيث انه تسلم منصب قيادة الدولة في وقت حرج وقد كانت البلاد تمر في منعطف خطير وعلى حافة الهاوية ولا تمتلك من المقومات شيئاً.
وأشارت إلى أن ما أهله لتولي منصب رئاسة المجلس السياسي والدولة وفي تلك الظروف الاستثنائية هو ما كان يتمتع به من إيمان وثقة بالله ولما لمسه الجميع من استشعاره المسؤولية أمام شعبه وبلده ومعرفته بأن الرجال المخلصين هم من يصنعون المنجزات.
وأكدت الأمير أنه بالفعل استطاع الصماد  قيادة اليمن الى بر الأمان، وقيادة الدولة سياسيا وعسكريا حيث انه استطاع في فترة قصيرة تفعيل جميع مؤسسات الدولة، منها المدنية والعسكرية وتغيير مسار المعركة من الدفاع الي الهجوم، حيث ركز جهوده -سلام الله عليه- على الصناعات العسكرية، وعندما امتلك اليمن سلاح ردع، تغير مسار سياسة دول العدوان، وادركت انها وقعت في مستنقع حربها على اليمن، وحول  الأثر الذي تركه الرئيس الشهيد في واقع اليمن، أوضحت نعمة الأمير  ان الرئيس الصماد ترك اثراً  كبيرا وملموسا في واقع اليمن وعلى الرغم من انها في حالة حرب إلا انه -سلام الله عليه- لم يغفل عن  تعزيز الاكتفاء الذاتي وتطوير الصناعات ونال الجانب الزراعي الكثير من اهتماماته، حيث مضى على قاعدة “يد تحمي ويد تبني” وبالفعل انطلق لتحقيق ما كان يراه الكثيرون  مستحيلاً في ظل حرب وحصار.
أما عن الأثر الذي تركه في قلوب اليمنيين بشكل عام فتقول : ترك الرئيس الشهيد صالح الصماد اثراً كبيراً في قلوب اليمنيين كافة، لأنه كان قريباً جداً من الشعب، ملامساً لمعاناتهم جاعلاً من نفسه واحداً من عامة الشعب، همه الوحيد هو الانتصار وكسر الحصار واسترجاع حقوق اليمن المسلوبة وتخفيف معاناة الشعب ولم يكن يسعى لأي أهداف شخصية، وهذا احد أسباب حب الناس لشخص صالح الصماد سلام الله عليه.
وتابعت الأمير : كل هذا هو ما جعل دول العدوان تخطط للتخلص من الرئيس الصماد لأنها رأت عظيم منجزاته التي ستنهض باليمن وتدحر المحتل، وفعلا قاموا باستهدافه إلا أن طيفه ظل يحاصرهم ويحبط كيدهم لأنه ترك من بعده منجزات وشعباً أحبه ومضى لاستكمال ما بدأ به سلام ربي عليه.
جهاد خاتمته الشهادة
بدورها بينت الناشطة الثقافية غادة حيدر في بداية حديثها حال اليمن خلال الفترة التي سبقت فترة رئاسة صالح الصماد، حيث ذكرت أن اليمن عاشت فراغاً سياسياً  مخططاً ومدبراً له من قبل دول التحالف والخونة والعملاء من مرتزقة النظام السابق وعلی رأسهم المرتزق   عبدربه منصور هادي  الذي عمد الی تقديم استقالته لترك الدولة تخوض صراعات وتدخل في منزلقات خطيرة بغية منه في اغراق البلاد في نزاعات وحروب أهلية  وصراع سياسي واقتصادي واستنزاف للجيش اليمني تمهيداً لبدء معركة عسكريّة بقيادة التحالف العربي العملاء  الرسميين لأمريكا وإسرائيل، مهيٸا الساحة بهذا الفراغ السياسي ما يخولها لأن تكون مسرحاً واسعاً للجريمة وبدون بصمات واضحة للجاني.
وأضافت حيدر : حينها برزت علی الساحة شخصية يمانية قرآنية فذة تخرجت من مدرسۃ الشهيد القاٸد السيد “حسين -رضوان الله عليه- لتقود هذه المرحلة الصعبة والحرجة جدا في تاريخ اليمن،  وأشارت غادة إلى أن ذلك الرجل كان هو صالح الصماد -سلام الله عليه- الذي تشرب ثقافة القرآن منذ الصغر وتربی في أسرة كريمة تنهل مناهل العلم والهدی والورع والتقوى طاعة وعمل واستجابة لله من مصادرها الحقيقية القرآن الكريم والعترة الطاهرة، وأكدت غادة حيدر أن ما سبق هو ما أهله لقيادة الدولة كونه الأجدر لأن يخوض المعارك ويتحدی المصاعب  والأخطار  لقيادة الدولة سياسيا وعسكريا بحكمة ونور القرآن الكريم وببصيرة العبد العارف والواثق والمسلم لربه وبتوجيهات القيادة القرآنية الحكيمة الممثلة بالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله – وبالوعي العالي الذي امتلكه الشهيد الصماد عن خطورة العدو علی الأمة وضرورة وحتمية المواجهة لهذا الخطر، وأكدت حيدر في سياق حديثها أن الصماد استطاع بتلك الروحية الزاكية والفكر القرآني والعقيدة التي استقى هدايتها من مناهل الهداية الحقيقية إدارة البلاد في أصعب المراحل والظروف، فاستحق بذلك لقب رجل المسؤولية.
وعن دوره في بناء الدولة الحديثة، أكدت غادة حيدر أنه من خلال شعاره الذي مضى عليه وهو (يد تبني ويد تحمي) أرسى قواعد بناء الدولة المدنية الحديثة وترك أثرا عظيما في نهضة اليمن وقدرته على الوقوف على قدميه من جديد نافضا غبار الذل والهوان والجهل والظلام، معلنا مرحلة جديدة من التقدم والرقي والازدهار .
وأشارت إلى أن الشهيد الصماد -سلام الله عليه دخل قلب كل رجل وامرأة وطفل والی أحضان كل بيت فما نجد بيتاً من بيوت اليمن ولا من أبناء اليمن إلا وهم يدينون للشهيد الصماد بحبهم وولائهم اعترافا منهم بجميل صنعه وصدق مبدأه الايماني المنطلق من شهادة رسول الله صلوات الله عليه وعلی آله (الإيمان يمان والحكمة  يمانيه )، فُخلد  في ذاكرة اليمنيين رجلاً بطلاً شجاعاً صادقاً مع الله عزيزا وفيا كريما مع شعبه.
وأكدت حيدر قائلة: فعلا استطاع الصماد قيادة الدولة بالشكل الذي ارعب دول العدوان ما جعلها  تستهدف الصماد ليرتقي شهيدا، ظنا منها أنها بذلك ستنهي مشروعه  وتقضي على منجزاته وتوهن عزيمة الشعب عن مواجهتها، لكن ذلك لم يكن إلا حافزا اكبر لليمنيين الذين انطلقوا ثأرا لرئيسهم واستكمالا لما كان يرجوه، فسلام الله على الشهيد الصماد يوم ولد ويوم انطلق مجاهدا في سبيل الله ويوم ارتقى شهيدا ويوم يبعث حيا في ضيافة رب الأنام.
ختاما تقول الكاتبة ابتهال محمد أبو طالب : للعظماء مواقف تثبت تميزهم، وشواهد تؤكد إخلاصهم لله، فنجدهم في كل أعمالهم وفي جميع تحركاتهم ينطلقون وفق منهج الله ويعملون رضاءً وحبًا وولاءً لله.
وتشير إلى أن من أولئك العظماء الأعزاء الشهيد الرئيس صالح الصماد، مثال الأمانة والنزاهة، عنوان الوفاء والولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، النموذج الراقي والمتألق، فهو راقٍ بأعماله الرائدة، ومتألق بروحه الطاهرة .
وتابعت أبو طالب: أن الرئيس الصماد تولى منصب الرئاسة في ظروف سياسية وعسكرية صعبة حرب وحصار وخلافات سياسية وحزبية بعد نظام أوصل الدولة إلى حافة الهاوية، وأكدت أبو طالب أن الرئيس الصماد استطاع بحكمته وثقته بالله أن يحقق إنجازات كبيرة، يصعب على أي رئيس تحقيقها في مثل تلك الظروف.
وعلى ذات الصعيد تقول أبو طالب: إننا نجزم ونؤكد أن أولى الإنجازات التي حققها للشعب اليمني هي القيم النبيلة والمبادئ الأصيلة، لأنه كما هو ملاحظ في أغلب خطاباته للشعب يوعظ ويوجه، يرشد ويؤكد على الولاء لله ولرسوله وللأولياء المتقين، كل ذلك الإرشاد وكل تلك التوجيهات نستنبط معانيها بشتى الصيغ وتعبيراته وتوجيهاته التي لا تُملُ أبدًا.
وواصلت حديثها: إن الرئيس الشهيد ترك أثرًا طيبًا في قلب شعبه ألا وهو حبُّ المشروع القرآني والسير وفق توجيهاته ومن أبرز تلك التوجيهات العمل لله واعتبار المسؤولية أمانة لا بد أن تُؤدَى بإخلاص وتقوى، لقد ترك الرئيس الشهيد خط سير لحياتنا من خلال رؤيته : “يد تبني ويدٌ تحمي”.
وأشارت أبو طالب إلى أن الرئيس الصماد كان متحركاً بدوافع قرآنية إيمانية فأصبح رئيسًا محبوباً مِن قبل أبناء شعبه، وصار روحًا يسمو إليها كل مخلصٍ وأبي، لم يكن همه كسب المال وجمع ثروة، بل كانت غايته كسب حب الله وتوحيد الشعب وفق منهج الله، وكان يسعى دائمًا وأبدًا إلى إحقاق الحق وإزهاق الباطل.
وتابعت بالقول : لو كان ذلك الشخص المُحب للسلطة وغير مستشعر للمسؤولية لما قال للسيد عبدالملك أن يختار رئيسًا بدلًا عنه .
مضيفة: لقد صدع بالحق، لا يهاب إلا الله ،ولأنه كذلك ترصد له التحالف الأحمق، للقضاء عليه ولكن ذلك التحالف لم يجد من عمله الشيطاني إلا روحاً متألقةً في سماء العالم وقيماً أصيلة في صفحات التاريخ، فنتجت عن كل روح أرواح وعن كل قيم قيم متعددة وبالمجمل نتج عن كل ذلك الآلاف من الشخصيات تسير وفق رؤية الصماد وتبعًا لمسيرة الصماد -سلام الله عليه.
وختمت بالقول : إن إحياء ذكرى استشهاد الرئيس الصماد -سلام الله عليه-هو إحياءً للقيم والمبادئ الراقية برقي صاحبها، هو توجيه الأمة بأن تكون أبية منتصرة عزيزة لا أن تكون ذليلة مهانة مِن قبل الأعداء، أن الشهيد الرئيس صالح الصماد بحقٍ رمز التضحية والفداء، وعنوان العزة والوفاء، نموذج النزاهة والشرف، ومثال المسؤولية والأمانة، ودرسٌ للولاء الصادق لله والوطن، سلام الله عليه، سلامٌ سلام.

قد يعجبك ايضا