أوضح مراقبون أن الشهيد القائد السيد حسين ( عليه السلام ) استطاع أن ينقلنا من مستنقع الغفلة والركود إلى ميدان الجهاد والعمل وأن يخلق في نفوس الناس حالة من الوعي والعمل، الجهادي ، من خلال مشروعه القرآني الذي يدعو إلى البذل والعطاء وأن يجعل الشعب يخرج من حالة الخوف إلى حالة التضحية والإنفاق والعطاء، متطرقين إلى عظمة الشهيد القائد في مختلف الحقول الدينية والسياسية والإنسانية والتي مثلت اليوم حجر الصمود في وجه العدوان وعملائه ومرتزقته .. تفاصيل اكثر تقرأونها في سياق الاستطلاع التالي :
الثورة / أسماء البزاز
الكاتبة والناشطة السياسية خولة المقدمي تقول من جهتها : إن مناسبة ذكرى الشهيد القائد عظيمة بعظمة صاحبها لما لها من دلالات مهمة جداً، فهي تجسد المعنى الحقيقي للإنسانية التي امتلكها الشهيد القائد -رضوان الله عليه- فنذر حياته في سبيل الله ونصره المستضعفين ولتسير الأمة في طريق الحرية والكرامة الذي رسمه الله لها بعيداً عن التبعية والذل والهوان والانحطاط الذي أراده لها أعداؤها
وأضافت المقدمي : فجاد رضوان الله عليه بنفسه تاركاَ الدنيا ومتاعها خلفه غير مكترث صادعاً بالحق لا يخاف لومة لائم، فما أسمى وأرقى وأنبل ذلك العطاء وينبوع الهدى والإرث الذي تركه للأمة لتتحرر من أغلال وقيود العبودية التي فرضت نتيجة سياسات وثقافات جاءت من خارج الثقلين كتاب الله وعترة نبيه صلى الله عليه وآله وتحت مسميات وهمية وكاذبة تجعل الأمة خانعة مستلمة تحت أقدام من ضربت عليهم الذلة والمسكنة.
وتابعت : هو – رضوان الله عليه – من دق جرس التنبيه لإيقاظ الأمة من السبات العميق الذي كانت عليه، فعاد بها إلى الإلتزام بتوجيهات الله وتشريعاته التي لطالما غيبت لفترات طويلة من الزمن لفرض سياسات أرادوا بها إبعاد الأمة عن الحق وإجبارها على الباطل واتخاذ رموز وأعلام شيطانية تنحرف بالأمة عن المسار الصحيح لتبقى أمة ضعيفة عاجزة ذليلة فيتجهون للسيطرة الكاملة عليها وثرواتها والتحكم بها وابقائها تحت القمع والتعذيب والخنوع أو الترحيب والدعم لذلك.
وتابعت : لقد أدرك الشهيد القائد -رضوان الله عليه- ذلك من خلال تدبره وتأمله لكتاب الله، فبنى بمشروعه القرآني أمة عزيزة بعزة الله ورسوله وكتابه، أمة كريمة قوية ترفض الاستسلام والخنوع وتعشق درب الحرية والكرامة لا تخضع إلا لله مهما كانت الصعوبات والتحديات، فهي تمتلك القوة الفولاذية الذي تستطيع بها أن تقف بكل شموخ وثبات أمام أعدائها لا تخشى إلا الله، مجسدة عظمة الله وعظمة ما أنزل في كتابه، مقدمة الشاهد الحقيقي على حكمته وعظمته ورحمته على أرض الواقع.
وقالت المقدمي : لقد أسس المشروع القرآني وشيد دعائمه وسقاها بفيض دمائه ولم ينتظر رد العطاء ولم يطلب لذلك مقابلاً أو مدحاَ وثناء طالباَ بذلك رضوان الله والفوز العظيم يوم الفزع الأكبر.
الإنتاج البشري
المحلل السياسي الدكتور يوسف الحاضري أوضح من جانبه أنه عندما نحيي ذكرى من أحيانا وأخرجنا بالقرآن الكريم من ظلمات انعدام الوعي والثقافة المغلوطة إلى نور الوعي والبصيرة السليمة فنحن نحيي انفسنا وذكرى ميلادنا الحقيقي، أي أن ذكرى حياته (الشهداء أحياء) هي ذكرى حياتتا أيضا وكان من فضل الله انه لم يصطف السيد حسين الحوثي إلا بعد أن اعد لنا منهجية الحياة التي تسمى(ملازم) والتي نتحرك اليوم بها جهادا ضد الأعداء وبناء دولة وإنسان في جميع الجوانب بل كانت هي السلاح الأقوى في مواجهة سلاح العدوان العسكري والاقتصادي والإعلامي والفكري والثقافي وغيرها من أسلحة .
وقال الحاضري : عندما نحيي ذكرى هذا الرجل الأعظم في تاريخ اليمن الحديث، فنحن سنتكلم عن كل أولئك القيادات السياسية التي تخرجوا من مدرسته واستطاعوا بوعي ما جاء به أن يجابهوا أمريكا والأمم المتحدة ودول العالم سياسيا رغم قلة عددهم وبساطة تعليمهم الدراسي، يترأسهم الأستاذ محمد عبدالسلام، وعندما نحيي هذه الذكرى فنحن نتكلم عن الإنتاج العسكري والبشري في التصدي للعدوان، فأنتج لنا طومر والجبري والملصي والعزي وغيرهم ممن سحقوا العدوان بما قدموه رغم فارق ما يمتلكه الجميع، وأيضا نتذكر طيراننا المسيَّر وصواريخنا والتي رغم بساطتها مقارنة بقوة ما يمتلكه العدو إلا انه يحدث فيهم ما جعلهم يترجونا للدخول في هدنة ونتذكر أيضا الشهيد الصماد والرئيس المشاط ووزير الدفاع والداخلية وكيف استطاعوا أن يحركوا كل الأيادي للأمن والحماية والبناء من خلال مشروع “يد تحمي ويد تبني” ومهما تكلمنا فإننا لن نعطي الأمر حقه ولكن عزاءنا في هذا الشهيد هو اخوه السيد القائد عبدالملك الحوثي -سلام الله عليه- فنحن نرى فيه ما افتقدناه باستشهاد الشهيد القائد في الشهيد .
استثمار الموت
عبدالقدوس السادة مدير العلاقات والإعلام بشرطة محافظة إب يقول من جانبه : إن الشهيد القائد السيد حسين ( عليه السلام ) استطاع أن ينقلنا من مستنقع الغفلة والركود إلى ميدان الجهاد والعمل وأن يخلق في نفوس الناس حالة من الوعي والعمل الجهادي ،واستطاع من خلال الثقافة القرآنية التي تدعو إلى البذل والعطاء أن يجعل الشعب يخرج من حالة البخل والخوف إلى حالة التضحية والإنفاق والعطاء، ومن ثمار ذلك ما نعيشه اليوم كشعب يمني في مواجهة العدوان الأمريكي الإسرائيلي السعودي الإماراتي ومرتزقتهم.
مبينا أن هذا الصمود الأُسطوري وهذا الوعي والبصيرة التي يتمتع بها شعبنا اليمني الحر لم تأت من فراغ، بل جاءت نتيجة وعيه ونتيجة ثقافة قرآنية آمن الناس بها في قلوبهم وعملوا بها في واقعهم.
وقال السادة : إن الشهيد القائد يمثل مدرسة نموذجية في الفكر والسلوك الديني والإنساني الكامل، كما هي مسيرة حياته التي انتهجها والمشروع الإنساني الذي أسسه وفيه ولأجله ارتقى إلى الله سبحانه وتعالى شهيداً، وقد أحيا بشهادته أمة تتطلع إلى العزة والكرامة في هذه الدنيا، وتطمع لنيل رضا الله سبحانه في الحياة الدنيا والأخرى .
وتابع حديثه : إننا ونحن نحيي الذكرى السنوية للشهيد يجب أن نستشعر القيمةَ الكاملة لمفهوم الشهادة، كما تتصاعد في وعينا عظمة هذه المدرسة ، وما تحرك لأجله المجاهدون واستحقوا هذا التكريمَ الإلهي والتبجيلَ المجتمعي والوطني، وقد لمس الجميع من أبناء هذا الشعب الثمار الأولى لتضحياتهم، من خلال واقع الحرية والأمن الذي نعيشه ويفتقده الكثير ممن خالفوا هذه المدرسة وحاربوها، إنها مدرسة عطاء دائم تستحق أن تبذل لأجلها الأرواح، ويستحق شهداؤها التعظيم والتقديسَ لأسمى عطاء وأشرف تضحية وشهداء هذه المسيرة -كما قال السيد القائد يحفظه الله- هم تاج رؤوسنا وهم فخر أمتنا، وهم عنوان عزتنا وصمودنا وكرامتنا.
وأضاف : إن الشهيد القائد اعتبر الشهادة في سبيل الله أعلى وأرقى مراتب استثمار الموت .
أحرار الأمة
من ناحيته يقول التربوي ناجي المدري :إن ذكرى استشهاد الشهيد السيد حسين بن بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه- تعتبر محطة إنسانية ودينية وسياسية نستلهم منها دروساً وعبراً تذكرنا وتعلمنا نحن اليمنين خاصة وتعلم كل الشعوب العربية والإسلامية بشكل عام أن الشهيد حسين حرك مشاعر الإنسانية في قلوب كل الأحرار فهو القائد الذي تكلم عن مظلومية الشعب الفلسطيني وكل الشعوب المستظعفة”.
وأضاف : أن السيد الشهيد حرك القرآن الكريم في واقع الحياه من خلال المشروع القرآني وحرك الضمائر الراكدة وربط الأمة الإسلامية بأن عليها مسؤولية كبيرة في مواجه الأعداء.
مبينا انه ومن الناحية السياسية الشهيد القائد قدم نفسه ودمه من أجل بناء هذه الأمه لأنه يعلم علم اليقين أن المشروع فيه الحق وأن الملازم سوف تشعل نار الحقد في قلوب الأعداء وفي نفس الوقت سوف تشعل روح الإيمان في قلوب الأحرار من هذه الأمة.
مضيفا أن هدف السلطة حينها كان قتل السيد حسين بدر الدين الحوثي، معتقدة أنه عند قتله سوف تنطفئ وتنتهي هذه المسيرة القرآنية والمشروع الذي يحمله الشهيد القائد وهذا كان خطأ فادحاً في سياسة النظام السابق، فبعد استشهاد السيد حسين بدر الدين الحوثي تحرك المشروع بخطوات سريعة وكما هو حال الأن اليمن الآن، تحت حكم المشروع القرآني وهذه سنة الله تعالى حيث يقول: (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِـُٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوَٰهِهِمْ وَيَأْبَى ٱللَّهُ إِلَّآ أَن يُتِمَّ نُورَهُ، وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَٰفِرُونَ).
منقطع النظير
من جهته يقول العلامة حسين السراجي : قبل كل شيء فمن جدير القول الاعتراف بأن هذا الرجل العظيم -رضوان الله عليه- ظُلم كثيراً وتعرض فكره للتشويه والحرب بغياً وجهلاً وإمعاناً في الأذى، لكن الله سبحانه انتصر لمظلوميته ووصل فكره إلى ربوع اليمن وتجاوز الحدود نحو العالمية وصار له أنصار في بقاع شتى من هذه الأرض كما هو وعد الله لعباده الصالحين .
وأضاف السراجي : نحن نعيش ذكرى استشهاده وهذه الذكرى تفرض علينا الكثير من ضرورة استلهام الدروس والعبر التي تعلمناها من هذا القائد والمشاهد التي عشناها سواء في إطار عقوبات التفريط فيه أو الآيات التي تحققت في مظلومية لم تستمر سوى عشرة أعوام ليصل أنصاره في العام العاشر إلى صنعاء حكاماً بعد أن حاول نظام صالح والإصلاح ومحركهما الأساسي الأمريكي التخلص من هذه الجماعة ووأدها بالقضاء على أفرادها بعد استشهاد قائدها والحروب التي تلت الحرب الأولى منذ 2004م حتى 2010م حتى وصلت ستاً ليعزهم الله تعالى فيصلون إلى العاصمة في العام 2014م ويذل خصومهم في مشهد هو من آيات الله .
وتابع : اليوم نتحدث عن أبعاد الذكرى الخالدة للقائد الشهيد -سلام الله عليه- وهي الأبعاد الإنسانية والدينية والسياسية، والقائد -رضوان الله عليه- كان قائداً إنسانياً قبل أن يكون سياسياً حمل على عاتقه همّ الإنسان وحياته ورعايته وانتزاع حقوقه كاملة غير منقوصة، ولأنه إنساني فقد التف حوله الفقراء والمستضعفون واتخذوه قائداً ومعه هانت عليهم التضحيات .
ويرى السراجي أن القائد الشهيد- رضوان الله عليه- كان قائداً دينياً منقطع النظير فهو العالم والناصح والمرشد والمفكر والمتنور وصاحب الرؤى والأبعاد والثقافة والتعمق لتؤكد الأحداث والمتغيرات صوابية رأيه وطرحه واستشفافه الواقع بناء على ما ورد في كتاب الله سبحانه وليكن المجدد على الحقيقة .
وقال إنه وفي ذكرى استشهاده الأليمة لا يغب عني التطرق إلى كون القائد -سلام الله ورضوانه عليه -سياسياً من الطراز الأول، فاهتماماته السياسية كانت مبكرة ودخوله معترك السياسة كان قوياً ومناصرته القضايا العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ودفاعه المستميت عن قضايا ومظلوميات الشعوب المستضعفة ومناوئته للتدخلات الإستكبارية العالمية وعلى رأسها الطاغوت الأمريكي، أكدت جميعها وعيه الكبير ورأيه الحكيم وصوابية استشراف مآلات المستقبل، فسلام الله عليه، فباستشهاده خسرت اليمن والأمة والدين والقضايا والمظلوميات ووصلنا لحقائق ما كان يطرح من تخوفات وصهينة الأنظمة وألاعيب الشيطان الأمريكي وقد سلمنا لخلفه السيد القائد العلم يحفظه الله فهو رمز وقائد .
روح الإنسانية
التربوية والثقافية تهاني يوسف شماخ تقول: إن كلامنا عن هذا الرجل العظيم المتميز هو كلام عن علم من أعلام الهدى بكل معنى كلمة الاهتداء، هو كلام عن حركة إحيائية غيرت الواقع، بل غيرت الفرد وغيرت المجتمع بل إنها قدمت نموذجا رائعا للتغيير والتغير من خلال القرآن الكريم النور المبين وقد قدم المشروع القرآني المنقذ للامة من التيه والضلال والبعد عن الله وهو النهج الذي سار عليه الرسول الكريم وأعلام الهدى من بعده .
وأضافت شماخ : لقد كان لهذا المشروع أثره الواضح والبارز في التصدي لكل تلك التيارات الفكرية الدينية وغير الدينية الدخيلة على الأمة وعلى الدين الإسلامي الحنيف كالوهابية والإخوان وغيرها مما ينسب للجانب الديني وغيرها مما ينسب للجانب السياسي والاقتصادي وغيرها.
وبينت : لقد بعث بالمشروع القرآني روح الدين التي كانت قد غمرت وطمست وانتهت وحصرت الدين في طقوس روتينية نمارسها كعادات ليس فيها أي روح إيمانية ملائكية ترقى بنا للعالم الذي انعم الله عليهم لاهتدائهم واستطاع بهذا المشروع أن يجعل الإنسان يربي نفسه التربية الفُضلى المبنية على قراءة كتاب الله بتأمل وتدبر وقراءة أحداث الحياة بتأمل، وقراءة النفوس وسلوكيات الناس بتأمل مما يساهم ويساعد الإنسان على أن يهتدي، لأن الدين الحق يجب أن يجسد في واقع حياة الإنسان ويكون الدين عبارة عن منهج ونور ودستور يسير عليه الإنسان في كل مجالات حياته.
وتابعت شماخ قائلة: وعن الأبعاد الإنسانية لسيرة السيد القائد يجب أن ننظر إليه نظرة اشتياق ممزوجة بالثناء الجميل، لأنه في هذا الزمن الصعب وفي هذا العصر الكئيب الذي كثرت فيه المناهج المنحرفة عن القرآن وعن الفطرة الإنسانية السليمة، قام هذا العلم يهدي بهدى الله وسابق في الخيرات وإعطاء الإنسانية المحبة الصادقة المتمثلة في المشروع القرآني الذي يحفظ للإنسانية كل المعاني الراقية والقيم العليا التي لا تخرجها عن مستوى الإنسانية الروحية الملائكية وتجعلها تنحدر إلى مستوى الحيوانية الشيطانية، فقد وضح لنا الشهيد القائد أن القرآن الكريم. بما فيه من أوامر وإرشادات وتوجيهات يمثل جوانب الحياة في المسيرة القرآنية، لان الإسلام دين عمل والقرآن كتاب عمل وهدى الله يهدي إلى العمل، والعمل هو الأساس في بناء وتنشئة وتزكية الإنسانية، فبالتنشئة والتربية النفسية والأخلاقية للناس وبالتطبيق والالتزام بالوصايا والأحكام الإلهية والآداب والسلوكيات الحنيفة، تصل الإنسانية جمعاء إلى الشعور الإيماني الفياض والى تزكية العقول والنفوس التي تنعكس إلى المبادرة للأعمال الصالحة والأفعال الحسنة والتحرك المسؤول في جميع مجالات الحياة للارتقاء بواقع الأمة.