مروة الصبري.. والإفلاس السعودي

عبدالفتاح البنوس

 

 

يواصل آل سعود سقوطهم في مستنقع الخسة والدناءة من خلال الممارسات الرعناء التي يمارسونها ضد أبناء نجد والحجاز والمواطنين المقيمين على أراضيها أو الزائرين لها لأداء مناسك الحج والعمرة أو لزيارة الأهل والأقارب المقيمين في السعودية ، حيث يتعرض الكثير منهم لممارسات واعتداءات تعسفية من قبل أفراد الأمن السعودي داخل الحرمين الشريفين وعلى المنافذ الحدودية ، وداخل المدن السعودية ، علاوة على الاستفزازات والقرارات الجائرة التي يتخذها آل سعود والتي تستهدف العمالة الوافدة ، من خلال سن القوانين التي تفرض الرسوم المجحفة عليهم ، وقرارات السعودة للوظائف والمهن الحرة والتي لا تراعي مصالح من يعملون فيها ولا تحفظ لهم حقوقهم ، وممارسات الكفلاء التعسفية وما يترتب عليها من قرارات مصادرة للممتلكات وعمليات ترحيل تعسفية وغيرها من الممارسات والتي تعد مخالفة صريحة لقوانين العمل الدولية ، و تمثل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان .
وسنقف اليمن أمام آخر فضائح آل سعود والتي تتمثل في قضية المواطنة اليمنية الحرة مروة عبدربه الصبري، التي دخلت الأراضي السعودية لأداء مناسك العمرة، وجدت نفسها أمام عصابة إجرامية قمعية تسلطية لم تتردد في إلقاء القبض عليها من قبل الشرطة النسائية السعودية لمجرد أنها تعرضت للتفتيش التعسفي والتجني عليها من قبل ضابطة سعودية في الحرم المكي قالت لها ( اليمنيين ما انتم طيبين ) وهو ما استفز مروة الصبري لترد عليها بقولها : ( أنتم يا السعوديين دمرتم بلدنا ) هذه العبارة أشعلت نيران الغضب لدى السلطات الأمنية السعودية ، التي سارعت إلى اعتقالها وتوقيفها وإخضاعها للمحاكمة وإصدار الحكم الجائر بسجنها لمدة عام في فضيحة جديدة تضاف إلى سلسلة فضائح القضاء السعودي الذي بات مضرب المثل في الظلم والجور والتعسف والجرأة على إصدار الأحكام الجائرة تنفيذا لتوجيهات بن سلمان وعصابته الحاكمة التي عملت على تسييس القضاء وكافة مؤسسات الدولة هناك لخدمة بن سلمان ومشاريعه ومخططاتها التآمرية التدميرية .
لم ترتكب مروة الصبري جريمة ولم تقترف ذنبا يستحق أن تعامل بهذه المعاملة غير المسؤولة وتعاقب بهذه العقوبة الظالمة ، هي في ضيافة بيت الله الحرام، وكان من المفترض أن تتعامل السلطات السعودية معها بحكمة ، هي دافعت عن وطنها وشعبها من تهكم وإساءة الضابطة السعودية وردت على ذلك بنفس الطريقة ، وكان بالإمكان أن تكتفي السلطات السعودية بأخذ تعهد منها بعدم تكرار ذلك في حال رأت أن ما قامت به يستحق المساءلة ، لكن أن يصل الأمر لحد الإعتقال والمحاكمة وإصدار حكم بالسجن لمدة عام، فهذا والله هو منتهى السقوط والإفلاس .
إمرأة جاءت للعمرة طمعا في الأجر والثواب ، تعرضت للإستفزاز والإساءة اللفظية فردت على ذلك بكل عفوية من باب الغيرة على وطنها وشعبها ، وهذا من المسلمات الطبيعية ، ولكن النزعة القمعية التسلطية لنظام آل سعود جعلت من الأمر قضية وكيفتها على أنها جريمة تستحق السجن لمدة عام ، وهذا والله هو الإفلاس والسقوط والفشل ، فما الذي سيؤثر فيهم كلام هذه المرأة اليمنية ؟!!! معقول وصل بهم الخوف والرعب والضعف إلى هذا المستوى الذي ترعبهم عبارة على لسان معتمرة يمنية ؟!!!
بالمختصر المفيد، ما تعرضت له مروة الصبري شاهد حال إضافي على طاغوتية واستبداد وتسلط وتعسف وإجرام وتوحش أل سعود والعصابة التي تدير شؤون بلاد نجد والحجاز ، وعلى السلطات السعودية أن تسارع بالإفراج عنها وعدم اختبار الصبر اليمني ، وخصوصا أنه تكررت ممارساتهم الرعناء وسلوكياتهم المنحطة ، عليهم أن يخجلوا ويشعروا بالحياء ، فقد وصل إفلاسهم وسقوطهم إلى مستويات مخزية ومذلة ومهينة ، اطلقوا سراح مروة الصبري لتعود إلى وطنها وأهلها، فقد صرتم مضرب المثل في الخسة والنذالة بلا منافس.
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا