– لو كان للغرب الحاقد على الإسلام وأهله قدرة على النيل من القرآن الكريم علميا وفكريا ومنطقيا لما تردّدوا للحظة في ذلك، وسوف يملأون الدنيا ضجيجا بما سيعتبرونه إنجازا غير مسبوق في تفنيد شيء مما ورد في كتاب الله الذي لخص كل أسباب الفلاح في الدنيا والآخرة في آيات محكمات، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
-ذلك العجز الصريح دفع الحمقى والمعتوهين والحاقدين في تلك البلاد إلى القيام بممارسات وانتهاكات صبيانية ومحاولات يائسة للمساس بقدسية القرآن الكريم والإساءة لرموز الإسلام بحرق نسخ من المصحف الشريف أو نشر رسوم كارتونية غبية بهدف الإساءة لسيد الخلق أجمعين وخير البرية وأشرف وأكرم من وطأ الثرى بقدميه منذ أن خلق الله الأرض وحتى قيام الساعة عليه وآله أفضل الصلاة والسلام.
– تتعدّد أسباب ودوافع جرائم الإساءة والتطاول على المقدسات والثوابت الدينية في مختلف بلدان الغرب وازدادت حدة منذ سنوات خلت، فبعض أولئك المعتوهين والأغبياء يعتقدون أن هذه الجرائم هي أقصر الطرق للشهرة واكتساب الشعبية لهم ولأحزابهم المتطرّفة وبالتالي تحقيق المكاسب الانتخابية وبلوغ المطامح السياسية، لكن الهدف الأكبر للمحرك الرئيس لتلك الممارسات – المتمثل في اللوبي الصهيوني المهيمن على سياسات واقتصاديات الغرب – أكثر عمقا واستراتيجية وخبثا، فهو يعلم أن الإسلام أكثر حيوية وانتشارا في تلك البلاد وحتما سيمثل البديل الأخلاقي المنطقي لمجتمع يعاني أزمات أخلاقية عميقة وقد بات غارقا في أوحال الشذوذ ومستنقعات الإدمان والضياع وبلغ أعلى مستويات الانحطاط الأخلاقي والقيمي جعلت من مدنيته المزيفة وحضارته المادية مهددة أكثر من أي وقت مضى بالزوال والأفول.. خصوصا وأن اعتناق الإسلام صار خيارا لنخبة من أعظم المفكرين والعلماء الغربيين في العصر الحديث بعد أن قاموا بدراسة عميقة للقرآن الكريم وللسيرة المطهرة على صاحبها وآله أزكى الصلاة والتسليم، ومن هؤلاء العلماء المنصفين على سبيل المثال لا الحصر الدكتور الراحل روبرت كوين الذي كان يشغل منصب المستشار القانوني للرئيس الأمريكي السابق نيكسون، وقد أعلن إسلامه حين قرأ آيات الميراث في القرآن، حيث تعجب من إيجازها وإعجازها وشموليتها الكاملة معلنا أن لا قدرة لبشر على فعل ذلك، وأمثاله الكثير والكثير من علماء ومفكري الغرب أصحاب السبق والابتكارات العلمية في مجالات شتى ومنهم جارودي وهوفمان والقائمة تطول، لكن من المفارقات الغريبة أن هذه التصرفات الرعناء دفعت أشخاصا كانوا إلى وقت قريب يتصدرون حملات الإساءة للإسلام إلى اعتناقه وإعلان توبتهم وندمهم، على غرار أرناود فان دورن، السياسي السابق في حزب الحرية الهولندي المتطرّف، وكان أحد المشاركين في إنتاج فيلم “الفتنة” المسيء للإسلام، وقد دفعه ذلك الفيلم لدراسة الإسلام بشكل عميق لينتهي به المطاف بإعلان إسلامه عن رغبة وقناعة.
– ليس هناك على وجه الكوكب جرائم أسوأ من الإساءة والتطاول على الإسلام والمقدسات والرموز الدينية إلّا مواقف وتصرّفات بعض الأنظمة والحكومات في منطقتنا العربية، وردّة فعلها العجيب إزاء تلك الجرائم التي استفزّت مشاعر نحو ملياري مسلم لكن لم تحرك لها ضميرا ولم يرف لها جفن، وليتها اكتفت عند حدود الصمت والمتابعة عن بعد، بل راحت تمنع كل من يحاول استنكار ورفض الجريمة.. ويكفي على التدليل بذلك ما قامت به السلطات البحرينية يوم الجمعة الماضي حين منعت وقفة احتجاجية سلمية للتنديد بحرق القرآن الكريم في المنامة، واعتقلت العشرات من المواطنين المتوجهين للمشاركة في الوقفة.