برحيل شاعر اليمن والقامة الشاهقة في دنيا الشاعرية العربية المعاصرة الدكتور/عبد العزيز المقالح.. توارى نجم من مدار هذا الفلك الشاسع الذي يتربع فيه ضوء القصيدة والكلمةِ المرفرفة بأشواق الروح الإنساني عبر الأزل.. لكن سطوع ضوئه كنجم.. غيرُ قابل للغياب أو الأفول، وهذا شأن الإبداع الإنساني الأزلي الثابت..
لقد رحل المقالح، ولم ولن ترحل قصيدته التي شقت طريقها في التضاريس الوعرة نحو أعالي الخصوصية والتميز والريادة..
فعلتْ ذلك في مستطيل من السنين الملأى بالمثابرة والابتكار والحركة الخلاقة الحاملة لبصمات صاحبها المفعمة بحضور شرطها الإبداعي الذي لا لبس فيه..!
ثمة إذن، ما يسمح بالقول: إن عبد العزيز المقالح ليس قمة من قمم الشعر في اليمن والوطن العربي وحسب.. وإنما هو عنصر مهم من عناصر الحالة الشعرية العربية الحديثة والمعاصرة.. ورافد أساسي صعب التجاهل والتجاوز، أثرى الساحة الشعرية والأدبية والنقدية العربية بعصارة إبداعه..
إنسانيا.. كان في طبعه رقة النسيم، وهدوء الجبل، وحزن الغيم، وجذل العصافير..هذا هو، وهكذا كان كما عرفته عن كثب منذ بزغات شبابي الأولى، كأحد القابسين من شاعريته الرائدة الفذة، وكواحد من شباب تسعينيات القرن الفارط، ومطالع الألفية الثالثة، الذين كان بالنسبة إليهم كالضوء الخاطف لشغف الفَراش التي تنهل في تحلقها حوله من أصفى ينابيع الدهشة وعنفوان التمكن الإبداعي ..
لقد رحل شاعرنا الكبير، لكننا نتحدث عن رحيلٍ ينطبق عليه قول عظيم الشعر اليمني والعربي وسابقه إلى عالم الخلود/عبد الله البردوني :” يمضون في عَجَلٍ..
ويبقى الخصبُ إن مضت السيولُ “