سبق وأن استئونفت مباحثات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية أمريكية منذ يوليو الماضي حيث كان مقررا لتلك المباحثات أن تنتهي في 29 من الشهر الجاري غير أن مؤشرات سياسية لاحت في الأفق تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن تلك المفاوضات بين الطرفين ستكون مثل سابقاتها بسبب تعنت الكيان الصهيوني الرافض للمباحثات الأخيرة الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين حسب ما كان متفقا عليه عندما جرت المحادثات نهاية شهر يوليو الماضي.
وأدى ذلك التعنت الصهيوني والرفض المسبق كعادته إلى عودة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لمواصلة الجهود الدبلوماسية التي ترعاها بلاده لكي لا يحصل انهيار للمباحثات بحسب مخاوف تبديها واشنطن خصوصا وهي تسعى إلى توقيع اتفاقية ثنائية بين الجانبين تكون إطارا مشتركا لما تسميه باتفاق سلام نهائي بين السلطة الوطنية وإسرائيل.
غير أن جولة التفاوض المشار إليها تعثرت بكل تأكيد كمسألة طبيعية جراء التشدد الصهيوني الذي حصل على تنازلات واسعة من الجانب الفلسطيني قبل وبعد وأثناء تلك المفاوضات, لكن موقف الكيان الصهيوني يزداد كعادته تعنتا وإصرارا انطلاقا من رؤى صهيونية محددة ترى بأن معنى السلام ودلالاته الواقعية على الأرض لا يمكن أن يكون إلا سلاما إسرائيليا يحفظ مصالح الكيان الغاصب ويعزز أمنه واستقراره ويعطي مشروعية كاملة لاستمرار المشروع الاستيطاني.
وكذلك مواصلة سياسية تهجير الشعب الفلسطيني دونما أي سلام عادل بين الجانبين يبدو أمرا مستحيلا بحسب ما أثبتته التجارب فضلا عن جولات المباحثات السابقة منذ انعقاد مؤتمر مدريد عام 1991م من أجل السلام بين العرب وإسرائيل عموما والفلسطينيين والإسرائيليين على وجه التحديد وحتى مباحثات أوسلو (1) و(2) وما أسفر عن ذلك من ملفات عدة لم تلتزم إسرائيل بنتائج ما تم الاتفاق عليه, بل كانت دائما وتكرارا ترى في المفاوضات تعزيزا لوجود كيانها الغاصب لفلسطين المحتلة.
لذلك من الطبيعي أن تتعثر جولة التفاوض الحالية على إثر تعنت إسرائيل في الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين ناهيك عن قضايا أخرى يتم التباحث حولها بين الجانبين الأمر الذي يجعل انهيار المفاوضات الأخيرة مسألة طبيعية برغم حرص الإدارة الأميركية على استمرارها.
لذلك يأتي انعقاد وزراء خارجية الدول العربية في التاسع من الشهر الجاريد في سياق الجهود الدبلوماسية التي تبذلها واشنطن لاستئناف المفاوضات ومعنى ذلك بالتحديد أن اجتماع وزراء خارجية العرب المرتقب ما هو إلا دعم مباشر لاستئناف المحادثات ومحاولة من قبل ذلك الاجتماع لتفادي انهيار التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا