تابعت عدة مجموعات رياضية على مواقع التواصل الاجتماعي فيما وجد جدلا كما وجدته في تلك المجموعات الرياضية من آراء وتحليلات رياضية لا تمت للرياضة بصلة، ليس هذا فحسب بل وجدت أناساً يطرحون تساؤلات غريبة وردود لآخرين أكثر غرابة مما يوحي أن الشعب اليمني من طرفه إلى طرفه فاهم في كل شيء ويحلل ويطرح أفكاراً لكل القضايا على أساس هذه المقولة «عبده فشفس فاهم في كل شيء».
بعض رواد ونشطاء وسائل التواصل الاجتماعي يطرحون سؤال.. لماذا منتخبنا الوطني لا يشارك في كأس العالم بقطر الذي ينطلق اليوم الأحد ولم تسبق مشاركته من قبل؟.
يقول آخر: يجب أن نشارك مثلنا مثل غيرنا.. يجيب آخرون أصلا احنا ما عجبناهم والعالم كله ضدنا.. ويأتي بعضهم يرد على تساؤلات أسالفهم بالقول: لو يضخ المسؤولين حقنا زلط ان منتخبنا موجود في كأس قطر بس «البخل يا صاحبي البخل».
هيا بالله عليكم كيف نرد على مثل هؤلاء؟.. أنا بصراحة ليس عندي إجابة على تساؤلاتهم الخارجة عن أبجديات الرياضة.
انتم عارفون ليش بلادنا فيها مشاكل كثيرة والشعب يعاني ويئن وما قدر يتزحزح من العثرات المتلاحقة ولم يجد فسحة ليتطور كغيره من شعوب العالم، لوجود هؤلاء الفاهمين في كل شيء.. تجدهم في مقايل القات وفي الأسواق والمقاهي أصواتهم مرتفعة ويحللون في السياسة والاقتصاد والرياضة وعلوم الفضاء والغوص في البحر وعلوم الذرة والطب والفقه العسكري.. المهم.. وكأنهم العارفون الوحيدون في علوم الكون.
نحن الوحيدون من بين شعوب العالم الذين لا نقول لا نفهم أو لا نعرف في هذا المجال.. نهائيا، بل العكس كل واحد منا يدلو بدلوه ونرجم بما لدينا، مرجام الغيب كما يقولون، رغم أننا نمتلك الكثير من الحِكم والقواعد والمواعظ والأمثال الرادعة لهؤلاء الفضوليين أو المدعين المعرفة في كل شيء ومع ذلك يدخلون في الصغيرة والكبيرة بدون أي علم أو دراية متجاهلين كل تلك الثقافة المتوارثة.
في السياسة هم سياسيون وفالحون في تقييم الوضع السياسي العالمي وكل تحليلاتهم تطلع فشنج.. وفي الرياضة هم رياضيون، وتتعالى أصواتهم جدالا و»مكارحة» وعناداً بأن آراءهم هي الصح وجمال الشريف الحكم والمحلل الرياضي الشهير بجانبهم مبتدئ.. وفي الفلك هم فلكيون وفي حل المشاكل هم حلالون للمشاكل، المهم خبراء في كل شيء بعكس غيرهم وأقرانهم من البشر في دول العالم أجمع.
لا توجد في مجتمعنا اليمني ثقافة، أنا لا أفهم في هذا أو لا أدري، رغم أن القاعدة الفقهية والشرعية تقول « من قال لا أدري فقد أفتى».. هذه الثقافة معدومة تماما في مجتمعنا اليمني ولذلك مشاكلنا كثيرة ولا تنتهي بسبب هذا الذي نسميه الفضول وأن يحشر الشخص نفسه فيما لا يعنيه، لأنك عندما تفتي وتعطي رأيك وأنت لا تعلم قد تدخل في المحظور وتسبب لغيرك مشاكل وكوارث وجرائم لا أول لها ولا آخر.
وبعيدا عن كل ذلك، اليوم دولة قطر تخطف أنظار العالم في حفل الافتتاح والمتعة بما تملكه قطر من تحضير رائع.. نتمنى للجميع الاستمتاع بما ستبهرنا به دولة قطر في حفل الافتتاح وبمنافسات ومباريات هذه الكأس وبما سيقدمه النجوم على الأرض العربية قطر.