لا يمكن لأي يمني أن ينسى تلك الفترة التي شهدتها اليمن وخصوصا من مطلع العام ٢٠٠٦وحتى الربع الأخير من العام ٢٠١٤م، فتلك الفترة بالتحديد هي الفترة التي حاولت فيها الدول الاستكبارية تحويل اليمن إلى ساحة مفتوحة للتنظيمات الإرهابية من خلال مؤامرة دعم تلك التنظيمات بمختلف مسمياتها وبيد النظام السابق، فالمؤامرة بدأت بتدمير أسلحة الدفاع الجوي، تحت اشراف عسكري أمريكي، وتلاها دعم الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح وتوجيهها لاستهداف معسكرات الجيش والأمن والهجوم على مواقعها وارتكاب مئات المجازر بحقهم بطرق بشعة تنوعت ما بين الذبح بالسكاكين والتفحير بالعبوات والأحزمة الناسفة وجمعهم مكبلين بمكان واستهدافهم بالصواريخ والرمي بالرصاص، وغير ذلك.
ومن ثم توثيق تلك المجازر وبثها في مختلف الوسائل بهدف بث الرعب والخوف في نفوس رجال الجيش والأمن بصورة خاصة، وفي نفوس أبناء الشعب بصورة عامة، هذا من جهة ومن جهة أخرى قاموا بتنفيذ ما سمي بهيكلة الجيش الذي كان موجودا أيام النظام السابق وتحت هذا المسمى تم تفكيك الجناح الموالي للمجرم عفاش ودعم الجناح الموالي للمجرم علي محسن الأحمر باعتباره جزءاً من الجماعات الإرهابية، وقد قام بتنفيذ الكثير من العمليات الإرهابية وعمليات الاغتيالات لعدد من القيادات العسكرية وعدد من القيادات المدنية البارزة من انصار الله وكذلك في حق عدد من المجاهدين في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، كاد أعداء اليمن أن ينجحوا في مؤامرة نشر الإرهاب في الساحة اليمنية حيث وصلوا إلى وزارة الدفاع بالعرضي وكلية الشرطة وميدان السبعين لدرجة انهم اعتقدوا انهم قد نجحوا في ذلك فعلا واعتقدوا انه لم يتبق أمامهم سوى مجاهدي انصار الله، فحركوا حشود القوى الإرهابية وبدأوا يجمعونها في دماج استعدادا لمعركتهم الأخيرة لتمكين قوى الإرهاب من اليمن.
ولم يخطر في بال أعداء اليمن أن معركة دماج هي بداية القضاء على كل مؤامراتهم والخطوة الأولى لقيام ثورة الـ٢١ من سبتمبر التي ستقضي على مخططاتهم، وستفشل كل مؤامراتهم وتطهر اليمن من شرهم، وتجتث كل عملائهم وأزلام الخيانة والوصاية والعمالة الخانعة لهم.
وهذا بفضل الله ما كان وما أراده الله ان يكون، فبسبب تحشيدهم للإرهابيين إلى دماج تحرك مجاهدو أنصار الله في مسار ثوري عسكري لتحرير اليمن وتطهيرها، رافقه مسار ثوري سلمي في ساحات وضواحي أمانة العاصمة وكتب للمسارين اللقاء في يوم الـ ٢١ من سبتمبر الخالد يوم إعلان الثورة وهروب الجنرال العجوز بصفته زوجة السفير السعودي.
اليوم وبعد ثماني سنوات منذ ذلك اليوم، ها هو الشعب اليمني يجني ثمار هذه الثورة المباركة بفضل الله وبحكمة قيادتها الإيمانية الحكيمة، ممثلة بالسيد العلم عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، وهو يرى العروض العسكرية تدهش العالم لجيش وطني قوي وحصن منيع للوطن، وجيش أمني قوي وعين ساهرة لأمن المواطن، كلاهما قوتان مؤمنتان ولاؤهما لله وللقائد وللشعب ومهمتهما حماية الوطن والدفاع عن شعبه ومقدراته وحماية الشعب والسهر على امنه وصون حقوقه.
إن الشعب اليمني اليوم يدرك جيدا أن القوات المسلحة والأمن هي قوات للشعب لا عليه وهي حامية له ولوطنه وحقوقه لا قامعة له وسالبة لحريته وأرادته، ولا ناهبة لمقدراته، ويدرك أيضا انها ليست قوات للعرض والاستعراض، ولولا ظروف الحال اقتضت هذه العروض لما ظهرت في ميادين العرض فمكانها في الثغور وساحات الوغى وفي المتارس للكر على العدى، وشعارها البراءة من أعداء الله، ووظيفتها مواجهتهم في الداخل والخارج .