العرض العسكري الذي أقامه الجيش اليمني واللجان الشعبية في محافظة الحديدة، ارهب أعداء الله وأعداء الأمة. وسمعنا ردود الفعل من كثير من أولئك الذين أرعبهم ذلك العرض؛ من أمريكان وغربيين وأدواتهم في المنطقة، وبالذات في السعودية وخليج البراميل.
وأكثر من أرهبهم ذلك العرض؛ هم أسرة بني سعود، فكان رد فعلهم احتجاز سفن المشتقات النفطية، ومنعها من الوصول إلى ميناء الحديدة؛ في محاولة منهم لإيقاف الحركة في البلاد، وصنع اختناقات ومشاكل للمواطنين، ليكون لهم رد فعل معاكس تجاه الجيش واللجان الشعبية وسلطة الإنقاذ. وهكذا رد هو فعل العاجز والمهزوم.
كأنهم لا يعلمون إن اليمنيين قد تعودوا على مثل هكذا حركات وأفعال مشينة، وجبانة. فاليمنيون يعلمون يقينا إن تحالف العدوان، وعلى رأسهم بني سعود، هم وراء حركة احتجاز السفن وانقطاع المشتقات النفطية، والغذاء والدواء منذ بداية العدوان.
ما يقارب الثماني سنوات من الحصار المتوحش الذي تمارسه دول العدوان، ومن لف لفها من الأوغاد، ومن ورائهم قوى الغرب الإمبريالي الطامع في احتلال اليمن، ونهب ثرواته والتحكم بموقعه. كل هذا الحصار الجائر لم يكسر إرادة الشعب اليمني وقواه الثورية المناضلة والصامدة في وجه العدوان.
لقد تعود اليمنيون الأحرار خلال سنوات هذا الحصار على التعايش مع كل الظروف والمستجدات، وطوروا من أساليب مواجهتهم للعدوان. ولم يعد القتال، أو الحصار يرهبهم، أو يخيفهم، لأنهم أصحاب حق وقضية، ومستعدون أن يقدموا كل التضحيات، وأن يتحملوا كل المعاناة من أجل كسر العدوان والحصار والانتصار عليهما.
الغزاة والمحتلون أغبياء لا يقرأون التاريخ اليمني، ولا يستوعبون إن قرأوا، فهم لا يعلمون إن الشعب اليمني مدرسة في القتال والنضال، منذ هزيمة العدوان اليوناني قبل الإسلام على أسوار مدينة مارب؛ مرورا بالغزو الحبشي والفارسي والتركي والبريطاني، وحتى اليوم.
لوحة ناصعة من النضالات الرائعة التي رسمها الشعب اليمني بالعرق والدم والبطولات النادرة التي سطرها التاريخ بحروف من نور، حتى دعوة الإسلام قامت على أكتاف اليمنيين الذين حملوا هذه الدعوة إلى كل أصقاع العالم.
الشعب اليمني رغم الحصار يعيش أزهى أيام انتصاراته.
لقد كسر العدوان، ومرغ أنف المعتدين بالوحل، وأرغمهم – صاغرين – على التراجع والاعتراف بسيادته واستقلاله، رغم وجود حثالات من المرتزقة يتسولون، ويمدون أيديهم إلى المعتدي، ويقفون مع العدو.
في العام الثامن صمود نلاحظ أن بعض المرتزقة بدأ جزء من ضمائرهم يعود للعمل، بعد أن كان قد مات؛ فنراهم يعترفون – على استحياء – بأن هناك عدوان واحتلال، وهي صحوة متأخرة، رغم الخسارات الفادحة التي تجرعها الشعب اليمني جراء العدوان.
اليوم كثير من المرتزقة في الخارج يتداعون للإنقاذ، بعد أن غرقوا في وحل العمالة، وأغرقوا البلد في الحروب والاحتلال.
المحافظات الجنوبية التي يدعون أنها محررة، هي محافظات محتلة من قبل دول العدوان وأدواته الإقليمية، وهي فاقدة للقرار والسيادة، وتعيش في فوضى لا تطاق. وقد هجرها الكثير من سكانها وتعطلت فيها الأعمال والأنشطة الاجتماعية، نتيجة للفوضى الضاربة والابتزاز.
ودعوات التحرير تتوالى ضد الاحتلال وأدواته، وصناع الفوضى. وحتما الاحتلال إلى زوال. وهكذا تقول تجارب التاريخ.
وفي الختام نقول وخير القول قوله تعالى : ( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواهم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ).