يدرك المتتبع جيداً للشؤون الرياضية فيما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية وتحديداً في محافظة عدن، بأن عدن الباسلة كان لديها أكثر من 60 نادياً من الأندية الرياضية والثقافية التي أثرت الملاعب المستطيلة وملاعب الرياضات الأخرى بكم كبير من النجوم الذين ما زالت بصماتهم ماثلة للعيان عند أولئك الذين عايشوا إبداعاتهم عن كثب.
وبعد عمليتي الدمج الأولى والثانية التي شهدتها عدن في منتصف السبعينيات أشتدت وتيرة التنافس بين فرق أندية المحافظة (التلال – الوحدة – شمسان – الشعلة – الميناء – الجيش – الشرطة).. أما قبل عملية الدمج الأخيرة فقد كان التنافس على أشده بين فرق الشباب الرياضي – الهلال – الحسيني – الجزيرة – شباب التواهي – شباب البريقة..
وفي تلك الحقبة الذهبية لرياضة محافظة عدن برزت قدرات وإمكانات الأندية بشكل ملحوظ إلا أن قدرات الجزيرة (شمسان) وخصوصاً من حيث عدد النجوم وإمكاناتهم كانت أكثر بروزاً، وحتى نتائج مواجهاتهم الكروية وإحرازهم للبطولات كانت لافتة للأنظار وإلى حد كبير.. و من ضمن أهم المواجهات الكروية التي خاضها الفريق الكروي للجزيرة تلك المواجهة الخالدة التي جمعته بنظيره فريق شباب التواهي يومها – وحسب النجم الكبير القادري – كان الراحل علي محسن المريسي مدرباً للميناء يوم أن كان يحمل صفة المستشار الأول لوزير الشباب والرياضة، بينما كان الراحل خالد سالمين الذي يعمل مديراً للمخازن مدرباً لشمسان لتكتب الصحافة عقب اللقاء مدير المخازن يتغلب على المستشار الأول.. وهنا أيها الأعزاء لا بد لنا من التوقف عند أهم أبرز نجوم الجزيرة ولو بإيجاز شديد وهم:
1 -عبدالجبار عوض: صخرة الدفاع في الجزيرة والمنتخب الوطني وأحد أبرز القادة داخل الملعب وأبرز الإداريين والمدربين ويعتبره الكثيرون من عناصر الفريق بمثابة الأب الروحي للفريق أمده الله بالشفاء والعمر المديد.
2 -يحيى فارع سلام الشرجبي: نجم خط المقدمة بعد أن كان يمثل صخرة الدفاع مع زميله زكي يحيى ترك بصماته الجلية والخالدة في كل من الجزيرة – أهلي تعز – الشباب السعودي.
3 -عبدالقادر حسن القادري: أحد أمهر صانعي الألعاب في الفريق والذي تميز بمجهوداته الوافرة والمثمرة، والقادري لم تنحصر عطاءته مع الجزيرة فحسب بل انتقل بعطاءته وإبداعاته الى طليعة تعز كلاعب ومدرب.
4 -الراحل فضل عبدالفتاح الشرجبي: صاحب التمريرات السحرية والذهبية والتي كانت وراء إحراز المهاجمين الكثير من الأهداف، والراحل فضل كان سبباً في إشهار الحكم البطاقة الصفراء في وجه القادري لأنه لم يمرر له الكرة كما أراد، فما كان منه إلا أن خاطبه بالقول: ألعب يا قادري مالك دخل بالحكم.
5 -جميل سيف (تمباكو): واحد من أشهر مهاجمي الجزيرة والمنتخب الوطني ويكفي الجميل بن سيف بأنه اُختير في منتصف السبعينيات ضمن منتخب آسيا لكرة القدم مع حسين جلاب.
6 -عزيز الكميم: مهاجم جميل تميز بروعة أهدافه الرأسية وبالقدمين وأحرج الكثير من الحراس والمدافعين انتقل إلى شعب صنعاء وحقق معه الكثير من النجاحات ولقب (بثعلب الملاعب).
7 -أحمد محسن المشدلي: وهو من أكثر المتميزين بعطاءاته المدروسة داخل الملعب، إلى جانب خوباني وعبدالجبار عوض وبن محسن ترأس الكثير من البعثات الرياضية كان من ضمن أهم الكفاءات التدريبية ومن أهم الموثقين لرياضة عدن.
8 -محمد الحبشي: مهاجم فنان يتمتع بحس كروي جميل شكل مع المهاجم المبدع جميل سيف قوة ضاربة في خط الهجوم مثله مثل رفيق دربه ناصر عقربي الذي كان مع عادل سعيد امتداداً لجيل العمالقة.
هوامش: حينما عاتب النجم القادري زميله الراحل فضل عبدالفتاح بعد أن تسبب في إشهار الحكم للبطاقة، جاءه الرد سريعاً، طالبتك يا قادري بإعطائي الكرة كي أمررها لجميل الذي كان مواجهاً للمرمى ولم تفعل. وباعتراف القادري كانت قراءة فضل سليمة.
فاتتني الإشارة إلى نادي الواي سيسي بالشيخ عثمان والذي كان في تلك الحقبة من أشهر أندية عدن لامتلاكه كوكبة من النجوم أبرزهم الراحل محمد صالح العراسي.