مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية خيار استراتيجي لضرب العدو في مقتل
لا يمكن بناء اقتصاد قوي دون منع دخول البضائع الصهيونية والأمريكية ومقاطعتها
اليمن بلد زراعي يزرع القمح والحبوب والذرة بأنواعها منذ زمن طويل ويجب أن يعتمد على ذاته
هاشم إسماعيل: المقاطعة الاقتصادية تتطلب وجود مكون أو وحدة إدارية رسمية تعنى بهذا الجانب
البضائع والسلع والخدمات الإسرائيلية والأمريكية يجب أن تقاطع بشكل كامل وفوري دون أخذ أو رد
إن الوعي بأهمية المقاطعة الفردية لسلع أمريكا وإسرائيل هو طريق المقاطعة الجماعية على مستوى الشعوب المستهلكة وتفعيل شعار المقاطعة للبضائع “الإسرائيلية” والأمريكية، لن يتم إلا بوعيٍ متكامل يدرك المرء مدى أهميته وسطوته الحقيقية في إخضاع جحافل الشر ، والجميع يستطيعون تحقيق هدف المقاطعة الاقتصادية إن شعروا صادقين بقبح أمريكا وإسرائيل ومدى تربصهم بالشعوب المسلمة، حينها سيمتلأون سخطاً وغيظاً ضد الهيمنة الاقتصادية للعدو، ويحقّقون الغاية الكبرى من هذه المقاطعة وهذا ما أشار إليه السيد الشهيد القائد حين أطلق مشروع الصرخة.. إلى التفاصيل:
الثورة /أحمد المالكي
حملت كلمة قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة، العديد من الرسائل والقضايا الجوهرية التي تلامس واقع الأمة وما يحاك ضدها من مؤامرات، والتذكير بالقيم والمبادئ والأهداف التي حملها مشروع الشهيد القائد حسين بدر الدين في مناهضة أعداء الله وأعداء الإسلام.
وأشار السيد القائد إلى أن الشعار يهدف إلى تحصين الساحة الداخلية لأبناء الأمة من الاختراق، نشاط توعوي وتثقيفي واسع اتجه إلى مواقف وخطوات عملية مرسومة ومحددة تضمنتها الثقافة القرآنية وصحبه موقف آخر هو المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية الذي يمثل أهمية اقتصادية واستراتيجية تصيب العدو في مقتل ويجب تفعيل هذا الجانب على المستوى الرسمي والشعبي.
وحدة إدارية
القائم بأعمال رئيس اللجنة الاقتصادية العليا محافظ البنك المركزي اليمني بصنعاء هاشم إسماعيل أكد لـ “الثورة” أن اللجنة الاقتصادية ستبذل جهداً لتفعيل هذا الجانب بشكل رسمي وبشكل مؤسسي.
وقال: إن المقاطعة الاقتصادية تتطلب وجود مكون أو وحدة إدارية رسمية تعنى بهذا الجانب، هذه الوحدة يفترض أن يكون من مهامها وأهدافها رصد وتتبع كافة السلع والبضائع الإسرائيلية والأمريكية وليس السلع فقط، ثم تعكس هذه البيانات التي تحصل عليها بشكل سياسات وإجراءات منهل ما سيكون بشكل رسمي ومنها ما سيكون على شكل توعية شعبية، اليوم البضائع والسلع والخدمات الإسرائيلية والأمريكية يجب أن تقاطع بشكل كامل وفوري دون أخذ أو رد ، كما يجب أن تدرس المقاطعة وفق عدة اتجاهات، منها ما ينتج عنه بديل محلي ومنها ما يتم استيراده من بلد خارجي آخر ليس مصنفاً تحت خانة العداء، ومنها ما يمكن أن يجعل له مزيجا بين المادة الخام وبين الإنتاج المحلي، في حال عدم قيام المؤسسات الرسمية بدورها، نحن سنبدأ حراكاً ونشاطاً متوسعاً في هذا الاتجاه.
أهمية كبرى
منذ الوهلة الأولى للمسيرة القرآنية تحدث الشهيدُ القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان اللهِ عليه- عن الأهميّةِ الكبرى للمقاطعة الاقتصادية لحلف الكفر أمريكا و”إسرائيل”.
ولأنه كان يمتلكُ رؤيةً قرآنية، وبصيرةً ربانية، واستشرافاً جاوز الحدودَ والأعوام، أدرك مبكراً مكامِنَ ضَعف العدوّ، وسلّط الأضواء على القوة الهشّة لأعداء الله ورسوله، من خلال انهيارهم الأسرع إذَا ما تم تفعيل شعار المقاطعة للبضائع “الإسرائيلية” والأمريكية، ولن يتم تفعيل ذلك إلا بوعيٍ متكامل يدرك المرء مدى أهميته وسطوته الحقيقية في إخضاع جحافل الشر.
يقول الشهيد القائد: “المقاطعة الاقتصادية، المقاطعة للبضائع مهمة جِـدًّا ومؤثرة جِـدًّا على العدوّ، هي غزو للعدو إلى داخل بلاده, وهم أحسوا أن القضية عندهم يعني مؤثرة جِـدًّا عليهم, لكن ما قد جرأت الحكومات العربية إلى الآن أنها تعلن المقاطعة، تتخذ قراراً بالمقاطعة؛ لأَنَّ الأمريكيين يعتبرونها حرباً، يعتبرون إعلان المقاطعة لبضائعهم يعتبرونها حرباً، لشدة تأثيرها عليهم”.
ولن يستجيبَ للمقاطعة الاقتصادية إلا من كان ذا وعي يدرك ما يدور حوله كمسلم، ويعرف أن أعداء الإسلام يخططون باستمرار للسيطرة الكلية على البشر، ويفقه أن سلاح المقاطعة بيده إن شعر بحجم الخطر، ويعلم جيِّدًا أن وعي المقاطعة الفردية هو طريق المقاطعة الجماعية على مستوى الشعوب المستهلكة لبضائع تحالف الشر.
ولتحقيق هذا يقول الشهيد القائد: “إن هؤلاء بإمْكَانهم أن يقاطعوا المنتجات الأمريكية, أَو منتجات الشركات التي لها علاقة بالأمريكيين, وباليهود أَو بالحكومة الأمريكية نفسها, وحينئذ سيرون كم سيخسرون؛ لأَنَّ من أصبح ممتلئاً سخطاً ضد أمريكا وضد إسرائيل أليس هو من سيستجيب للمقاطعة الاقتصادية؟ والمقاطعة الاقتصادية منهكة جداً” ويؤكّـد أن “كلّ هذه الإمْكَانيات الهائلة لدى أمريكا، لدى العرب حَـلّ يوقفها كلها, يتوقفوا من تصدير النفط, ويقطعوا أمريكا اقتصادياً, تتوقف كلها هذه, تتوقف، إذَا ما هذا سلاح في أيديهم؟ سلاح في أيديهم, هذا السلاح يعتبر واجباً عليهم, مفروض, مفروض”.
ولأَنَّ سلاحَ المقاطعة الاقتصادية يتوفر بشكل كبير لدى العرب خُصُوصاً فَـإنَّ نتائجه ستكون أكبر، وستصيب العدوّ في مقتل كما يوضح الشهيد القائد “إذا توقف النفط, وتوقف الناس عن شراء البضائع الأمريكية والإسرائيلية, في الأخير تراها تتوقف, تراها تتوقف كلها؛ لأَنَّ الالتزامات المالية تكبر جِـدًّا جداً كلما علت التقنية في استخدام الأشياء, تكون الخساراتُ كبيرة جِـدًّا كلما علت التقنية, وما هي كلها تقوم على جهودها الذاتية من أوليات إلى آخر شيء هي عليه, فهم مربوطون بالعرب, مربوطون بالبلاد العربية”.
ومصداقاً لذلك ووضعاً للنقاط على الحروف يرسم الشهيد القائد نتائج معركة المقاطعة الاقتصادية “في الأخير سترى كم ستطلع من أرقام كبيرة من ملايين الدولارات خسارات للشركات الأمريكية, والأمريكيين ما حركتهم هذه الكبيرة إلا بتمويل العرب، بعائدات أموال العرب، الاستثمارات الكبيرة التي لديهم، البلاد العربية سوق كبيرة لمنتجاتها وشركاتهم”.
إشارات بالأرقام
وبحسب نتائج رصد مكتب الإحصاءات الأمريكية؛ فإن إجمالي ما استقبلته أسواق البلدان العربية والإسلامية خلال العام 2016م مثلا من صادرات الولايات المتحدة الأمريكية تجاوز 101 مليار دولار، وهو مبلغ يشكل ما نسبته 18 % من ميزانية الدفاع الأمريكية التي قُدرت حينها بـ 607 مليارات دولار.
كل هذه المليارات يحتاجها الأمريكي للتحرك لفرض هيمنته علينا، ونجد أنفسنا نحن من نموله دون أن نعي، وإذا أمعن الناس في التفكير قليلا سيدركون أنهم مشاركون في الإجرام الأمريكي وداعمون له بالمال وإن كان ذلك عن طريق شراء السلع.
من المؤكد أن اتخاذ موقف المقاطعة ينسجم كلياً مع مقتضى التوجيهات الإلهية التي تنهى عن التولي لليهود، ولا يقبل عقل أو منطق أن هناك أمة من البشر تأخذ مشربها ومأكلها من عدوها الذي يعمل ليل نهار لنسفها من الوجود والاستيلاء على مقدراتها.
نهوض ذاتي
علاقة المقاطعة للبضائع والمنتجات الصهيونية والأمريكية، بالنهوض الذاتي والاكتفاء الاقتصادي علاقة ضدية، إذ لا يمكن بناء اقتصاد قوي لبلد دون منع دخول البضائع الصهيونية والأمريكية ومقاطعتها.
اليمن بلد زراعي أصيل، يزرع القمح والحبوب والذرة بأنواعها المختلفة منذ زمن طويل، كان اليمنيون إلى ستينيات القرن الماضي يأكلون مما يزرعون، استيراد القمح إلى اليمن حديث نسبيا، بدأ ضمن سياسية أمريكية تدميرية للزراعة في خمسينيات القرن الماضي، انتهت باعتماد اليمن كليا على القمح والحبوب المستوردة.
تلقى اليمن أول شحنة قمح منحة من أمريكا بلغت 14.000 طن في العام 1959م، تلتها شحنات القمح والدقيق على شكل هبات أو بأسعار رخيصة ، رفعت أمريكا الأسعار وضغطت على النظام الحاكم منذ السبعينيات بدعم القمح المستورد مقابل سحب الدعم عن القمح المنتج محليا ، مع تنامي الاعتماد على القمح والدقيق الأمريكي المستورد والقضاء على زراعته في اليمن ، فرضت أمريكا من خلال اتفاقات موقعة مع السلطات المتعاقبة حظرا على زراعة القمح في اليمن ، وفرضت شروطا من خلال الفاو على زراعته ، حتى أصبحت اليمن تعتمد كليا على القمح المستورد من أمريكا وأستراليا بشكل أقل ، وصل إلى حوالي 3.4 مليون طن متري في العام 2014م فقط على سبيل المثال.
يحتل القمح والدقيق الأبيض المستورد من أمريكا المرتبة الأولى بين أهم ثلاثين سلعة مستوردة إلى عام 2016م، تمثل ما يقارب ثلث قيمة الواردات الغذائية الزراعية، وشكلت 9.6 % من إجمالي واردات السلع في المتوسط خلال الفترة 2011 – 2016م، تحولت هذه السلعة الضرورية إلى سلاح بيد أمريكا ضد اليمن، بعدما قضت على الزراعة وفتحت اليمن على مصراعيه لقمحها وحبوبها الرديئة.